الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

أردوغان يُطلق حملة "تطهير" تركيا ويلمح إلى عودة الاعدام 6 آلاف معتقل وواشنطن لم تعلم بمحاولة الانقلاب قبل حصولها

المصدر: (و ص ف، رويترز)
أردوغان يُطلق حملة "تطهير" تركيا ويلمح إلى عودة الاعدام 6 آلاف معتقل وواشنطن لم تعلم بمحاولة الانقلاب قبل حصولها
أردوغان يُطلق حملة "تطهير" تركيا ويلمح إلى عودة الاعدام 6 آلاف معتقل وواشنطن لم تعلم بمحاولة الانقلاب قبل حصولها
A+ A-

انتهت محاولة الانقلاب العسكري في تركيا لكن مفاعيلها لم تنته. ولم يتأخر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الرد، إذ اوقفت السلطات التركية مئات الجنرالات والقضاة والمدعين في انحاء البلاد بتهمة دعم المحاولة، في ما يبدو انه عملية تطهير واسعة أثارت ردود فعل غربية حازمة.


وتعهد الرئيس التركي الاسلامي المحافظ القضاء على "الفيروس" المنتشر داخل الدولة، متحدثاً أمام حشد من انصاره في مسجد الفاتح خلال تكريم لضحايا محاولة الانقلاب. وقال: "سنواصل تطهير كل مؤسسات الدولة من الفيروس... هذا الفيروس، ويا للاسف، مثل السرطان، انتشر في الدولة برمتها"، داعياً انصاره الى البقاء في الشارع للتظاهر تأييدا للنظام. وتحدث عن احتمال اعادة العمل بعقوبة الاعدام في تركيا التي الغيت عام 2004 في سياق ترشح تركيا للانضمام الى الاتحاد الاوروبي، وذلك بغرض التصدي لهذا "الفيروس" المتآمر. وأضاف: "في الديموقراطيات القرار هو ما يريده الشعب... ولا يمكن ان نؤخر كثيراً هذا القرار لانه في هذه البلاد على من ينفذون انقلابا ان يدفعوا الثمن".
وشارك اردوغان في جنازة أحد رفاق دربه الذي قتل مع ابنه خلال محاولة الانقلاب الفاشلة. ومع ان المعروف عن اردوغان تحكمه عموماً بمشاعره، لم يتمكن من حبس دموعه عندما كان يرثي داخل مسجد على الضفة الاسيوية لاسطنبول صديقه الذي كان يعمل في مجال الاعلانات والذي قتل مع ابنه البالغ من العمر سنة ليل الجمعة - السبت على ايدي الانقلابيين.
وأفادت وكالة "انباء الاناضول" شبه الرسمية ان مساعد اردوغان الكولونيل علي يازجي اعتقل في اطار التحقيق في محاولة الانقلاب.
وصرح وزير العدل بكير بوزداغ بان "عملية التطهير مستمرة" كما نقلت عن "انباء الاناضول" تعليقاً على حملة التوقيفات الجارية، وقال: "هناك زهاء ستة آلاف موقوف".
وانتهى الانقلاب فجر السبت بعد ليل شهت أعمال عنف أدت الى مقتل أكثر من 290 شخصاً. وأعلنت وزارة الخارجية التركية مقتل "اكثر من مئة انقلابي و190 من مواطنينا" على الاقل.
وأوضح مسؤول تركي ان مواجهات دارت ليلاً بين قوى الامن التركية وجنود انقلابيين في قاعدة قونيا الجوية بوسط البلاد، حيث كانت تجري عملية لقوات الشرطة. وأعلنت "أنباء الاناضول" أن العملية انتهت واعتقل سبعة عسكريين.
وقال مسؤول تركي ان رجال الشرطة اطلقوا رصاصات تحذيرية في مطار صبيحة ثاني اهم مطارات اسطنبول خلال عملية توقيف انقلابيين آخرين استسلموا في آخر المطاف.
ودعا الوزير التركي للشؤون الاوروبية عمر تشيليك الاتراك الذين نجح النظام في تعبئتهم على نطاق واسع خلال محاولة الانقلاب، الى البقاء في الشارع للاحتفال بهذا "النصر للديموقراطية".
وخلال الليل احتشد أنصار إردوغان في الساحات العامة وفي مطار اسطنبول وخارج القصر الرئاسي في نوع من التحدي.
ورحبت وسائل الاعلام على اختلافها بفشل الانقلاب.
وطالب اردوغان واشنطن بتسليم عدوه اللدود الداعية فتح الله غولين، فيما اتهم وزير العمل في حكومته سليمان سويلو الولايات المتحدة بالوقوف وراء المحاولة الانقلابية. وقال: "الولايات المتحدة تقف وراء هذا الانقلاب. بعض المجلات الصادرة هناك تنشر معلومات (في هذا الاتجاه) منذ بضعة أشهر. الولايات المتحدة ملزمة تسليمنا فتح الله غولين".
لكن وزير الخارجية الاميركي جون كيري صرح بأن تركيا في حاجة إلى تقديم دليل وأساس قانوني قوي لترحيل غولن. وقال إن الولايات المتحدة لم تكن تملك معلومات استخبارية سابقة عن محاولة انقلاب.
واكد إن محاولة الانقلاب التي شهدتها تركيا لن تعطل معركة الولايات المتحدة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
وكانت تركيا الحليفة الرئيسية لواشنطن في المنطقة قد سمحت للولايات المتحدة باستخدام قاعدة جوية في إنجيرليك لشن هجمات على التنظيم المتشدد.
وأوقفت الحكومة التركية هذه العمليات الجوية موقتا على الأقل بعد محاولة الانقلاب.
ونقلت قناة "ان تي في" التلفزيونية عن بيان للقوات المسلحة التركية أنه تم تحييد محاولة الانقلاب على الحكومة وأن الجيش رهن إشارة الدولة والشعب. وأضاف أن الشعب التركي اضطلع بالدور الأكبر في إحباط محاولة الانقلاب.


قلق دولي
وأثارت عملية التطهير قلقاً بالغاً في الغرب وردود فعل حازمة. وذكر الرئيس الاميركي باراك اوباما تركيا "بالحاجة الحيوية" الى ان يتصرف جميع الاطراف المعنيين "في اطار دولة القانون" بعد محاولة الانقلاب.
وطالب وزير الخارجية الفرنسي جان - مارك ايرولت باحترام دولة القانون في تركيا، معتبراً ان الانقلاب لا يعطي الرئيس التركي "شيكاً على بياض" من أجل تنفيذ حملة "تطهير".
وهي مخاوف لم يشاطره اياها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي "أمل في عودة النظام الدستوري والاستقرار سريعاً"، طالباً من انقرة تأمين سلامة السياح الروس.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم