اشترِك في نشرتنا الإخبارية
بيروت تفلعها مجدّداً فأوقعت بفخّها هذه المرّة، الأميركيّين!
على الرغم من الأزمة السياسية التي تعصف بلبنان منذ سنتين والخطر الأمني الذي بات يهيمن عليه، ما زالت بيروت العاصمة تغوي الأجانب بروحها الشابة وحبّها للحياة الذي يجعلها تولد من رمادها، بعد كلّ خضّة ومعركة تخسرها كميّة كبيرة من الدماء. تنتصر بيروت على قوة السلاح والترهيب مجدداً، متصدّرة الصحافة العالمية التي تسلّط الضوء على وجه بيروت المتعدّد الملامح، فتراها تارة تاريخية، وأخرى حضارية. تختبئ في أحضانها لآلئ ثقافية وتحكي حكاية لبنان في أطبقاها لترقص ليلاً على موسيقى الألحان الشرقية الممزوجة بأنغام غربية في البارات والنوادي الليلية. أصبح لبيروت رمزيتها ومكانتها التي لا يمكن انتزاعها من قلوب السياح، إلى جانب المدن العالمية الأخرى كباريس وفلورانس ولندن. ها هي الآن على ألسن العرب والأجانب، تضاهي بجمالها أكبر المدن في العالم وتنافسها على عرش السياحة العالمي، حيث أصبحت تتربّع بسهولة. أكان يعلم الفينيقيون أنّ بيروت التي جعلوا منها قديماً مرفقاً تجارياً مرموقاً في المنطقة، ستتحوّل إلى عاصمة سياحية عالمية، فتشبه الحورية التي تتمايل فوق زبد البحر وتغنّي بصوتها العذب لتجذب أكبر عدد ممكن من العطاشى إلى برّها؟
بيروت في vogue
بيروت اليوم التي سبق أن صنّفها قرّاء موقع دليل السفر travelandleisure من بين أفضل المدن في العالم، خصصت لها مجلّة vogue الأميركية مقالاً نشر في 13 تموز 2016 وكتبته الصحافية Alison Beckner تحت عنوان "Perfect Days in Beirut 4". يتناول المقال أربعة أيّام أمضتها الصحافية في أحضان بيروت تتنقل فيها من أماكن السهر إلى المطاعم التقليدية والمباني التراثية التي تضفي على عروس البحر المتوسط رونقها الخاص، وتجعلها على ما هي عليه اليوم، مرآة الهوية اللبنانية المعاصرة. من بين أبرز الأمكان التي كانت قامت Beckner بزيارتها نذكر "طاولة" التابعة "لسوق الطيب" حيث تناولت الطبخ اللبناني على أيدي نساء لبنانيات. يتحدّث صاحب "طاولة" لـ "النهار" كمال مزوّق عن زيارة الصحافية لهم، مبدياً امتنانه عن إبداء vogue أهميّة للبنان وبيروت معتبراً أنّ "تشجيع "طاولة" في المقال هو تشجيع للبنان يشكل عام". وهو يؤكّد على أنّ "طاولة" تعكس بمفهومها وأطبقاها الهوية اللبنانية، إذ "تروي "طاولة" تاريخ لبنان عن طريق الأطباق التي تقدمها النساء من جميع أنحاء المناطق اللبنانية". وقد زارت Beckner أيضاً مطعم "ليزا" الفخم المتواجد في باريس منذ حوالي الـ 11 سنة. في حديث لـ "النهار" تشرح مديرة المطعم جولي سيرياني أنّ المطعم "يعكس الهوية اللبنانية العصرية والتي تتجلّى عبر تقديم الأكل وتزيينه بالإضافة إلى الجوّ السائد في المطعم والديكور والحفلات التي يقدمها، وهي عموماً ذات طابع لبناني. إذ ننوي تقديم حفل موسيقي لتشجيع المواهب اللبنانية وتحضير عشاء مع الشيف الأوسترالي اللبناني الأصل والوحيد الحاصل على نجمتي Michelin، غريغ معلوف". كما اختبرت الأميركية السهر في مطعم lounge Le Capitole لتناول الكوكتيلات والوجبات الخفيفة مثل الـ tuna tartare والـ carpaccio. يوضح سامر رزك أحد أصحاب Le Capitole لـ "النهار" أنه "من الضروري التحدّث عن لبنان في الصحافة العالمية، وأنّ الكتابة عن Le Capitole له أهميّته لصورتنا. فإن كان اللبناني يرغب في السهر وتناول وجبة خفيفة والشرب والإصغاء إلى موسيقى مميزة، ليس عليه سوى التوجّه إلى Le Capitole ليتأمّل جمال بيروت ومبانيها وواجهتها البحرية أيضاً". كما أحيت في ليلة أخرى حفلاً في Decks on the beach ذات "الهوية العالمية" بحسب صاحبه Olivier Gasnier Duparc في حديثه لـ "النهار"، والذي يضيف أن "هذا يعود للـ Djs الذين يتوافدون إلى هذا المكان من جميع أنحاء العالم. واللبناني يفضّل هذا المكان عن غيره لأنه سيكون بإمكانه الاستمتاع بهذه الموسيقى بالإضافة إلى الجوّ المهيمن والواجهة البحرية والانفتاح والابتكار الذي يجعل من السهل عليه التعرّف على الآخرين". وهو يضيف أنّ المقال الذي قامت بنشره vogue "سيسمح للأجنبي من زيارة Decks on the beach للتعرّف على هذا المكان فور وصوله إلى لبنان". لم تقتصر سياحة Beckner على المطاعم والملاهي الليلية والبارات في مار مخايل والجميزة، لا بل شملت أيضاً المعارض الثقافية والمتاحف ولا سيّما منها التاريخي متحف سرسق. في هذا الإطار تشرح رئيسة قسم الإعلام في المتحف موريال قهوجي لـ "النهار" أنّ هناك رغبة في توزيع الجمهور المتوافد إلى المتحف "ليطال الجميع ولكن اللبنانيين منهم في الباب الأوّل" وذلك عبر تقديم مجموعة من البرامج لهم. وهي تضيف أنّ متحف سرسق "جزء لا يتجزء من الهوية اللبنانية لأنّ صاحبه نقولا سرسق كان محبّاً للفنّ، فمع وفاته قرر وهب منزله ليتحوّل إلى متحف للفنون من أجل دعم الفنانين اللبنانيين والمساهمة في نشر المعرفة". بهذا، يكون قد أصبح للبنان شقّ سياحي جديد، يختلف عن السياحة التاريخية التقليدية التي كان يقصدها من أجله العرب والأجانب، لكونه يظهر الوجه الشاب للبنان والمعاصر. أصبح السياح اليوم، يقصدون لبنان ليتعرفوا على هويته اللبنانية الجديدة المعاصرة التي تتجلى بوضوح عبر أماكن السهر والمطاعم والمعارض الثقافية، والتي نجحت بجمع الحضارة والحداثة دون التخلي أبداً عن إرثها التاريخي الأصيل.
ثلاثة أيّام في ربوع لبنان
تقدّم "النهار" لقرّائها برنامجاً لقضاء ثلاثة أيّام في ربوع لبنان في المناطق الأكثر رواجاً لهذا العام وهي التالية:
• أنفه: تعتبر أنفه موضة عام 2016، إذ نجحت هذه البلدة الصغيرة في شمال لبنان في جذب الكثير من اللبنانيين وأيضاً السيّاح الأجانب الذين يقصدونها للاستمتاع خصوصاً بشاطئها الرملي ومياه بحرها النقية المتلئلئة تحت أشعة الشمس. فيتنقلون بين مختلف المنتجعات هناك ولكن يقصدون خصوصاً مجمع "تحت الريح" أو ما يشبّهه اللبنانييون اليوم بسانتوريني اليونانية لجمال الشاليهات البيضاء والزرقاء التي تقع على ضفاف الصخور البحرية. تهيمن السعادة والراحة في هذا المكان حيث يكون بإمكان السائح أن يستمتع بالسباحة وتناول الغداء أو العشاء مباشرة على البحر ليشاهد الموج وهو يرتطم على الصخر وهو يكتسب السمرة. كما يمكنك شرب القهوة في مقهى "أبو عمر" فتضع الطربوش وأنت ترتشف القهوة.
• الشوف: لا تفوّت هذا الصيف مهرجانات بيت الدين التي تقدّم لك خيارات واسعة من الحفلات الموسيقية التي تشنّف الآذان، وقم بزيارة قصر موسى ودير القمر التاريخية. ولا تنسَ إمضاء يوم في أرز الباروك ونبع الصفا للاستمتاع بجمال الطبيعة الخضراء هناك، فبإمكانك إقامة باربكيو مع عائلتك وأصدقائك والتعرّف على قصر المير أمين وإمضاء ليلة في بيوت الضيافة مثلاً في المنطقة.
• صور: يقصد الكثير من اللبنانيين صور في العامين الأخيرين لعذرية شاطئها ونظافته ونقائه مقارنة مع الشواطئ اللبنانية الأخرى التي اعتاد اللبناني زيارتها. ولاستراحة صور أهميّة خاصة إذ تعتبر مجمّع بحد ذاته يضمّ مطاعم وفندق ومسبح يسمح للسائح بالاستجمام في بحر الجنوب. هذا بالإضافة إلى اكتشاف محمية شاطئ صور الطبيعية وهي تعتبر محطة هامّة للطيور المهاجرة والنادرة والنباتات المنتشرة هناك. هذا فضلاً عن زيارة آثار صور التاريخية التي ستحكي تاريخ المدينة.
