الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

بوتين واثق من إحراز تقدّم لحل الأزمة السورية وكيري يقترح عليه التعاون ضد "داعش" و"النصرة"

المصدر: (و ص ف، رويترز،روسيا اليوم)
بوتين واثق من إحراز تقدّم لحل الأزمة السورية وكيري يقترح عليه التعاون ضد "داعش" و"النصرة"
بوتين واثق من إحراز تقدّم لحل الأزمة السورية وكيري يقترح عليه التعاون ضد "داعش" و"النصرة"
A+ A-

التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس في موسكو وزير الخارجية الأميركي جون كيري، للبحث في عدد من القضايا الدولية الملحة وفي مقدمها أزمتا سوريا وأوكرانيا.


وأشاد بوتين في مستهل اللقاء بالجهود المتبادلة التي تبذلها روسيا والولايات المتحدة لتسوية مختلف النزاعات التي يشهدها العالم حاليا. وقال إن المكالمة الأخيرة بينه وبين الرئيس الأميركي باراك أوباما تعزز ثقته باحراز تقدم على طريق حل الأزمة السورية.
وأفاد الرئيس الروسي أن الرئيس الاميركي أشاد، خلال المكالمة، بإسهام موسكو في تحرير أحد المواطنين الأميركيين في سوريا. وأشار في هذا السياق إلى أن روسيا تواصل، استجابة لطلب من الولايات المتحدة، العمل من أجل المساعدة في تحرير المواطنين الأميركيين في سوريا، مضيفاً أن موسكو تتوقع بدورها اتخاذ واشنطن خطوات مماثلة، اذا اقتضى الأمر.
وأكد كيري أنه والرئيس الأميركي يعتقدان أن واشنطن وموسكو تستطيعان فعل الكثير لحل أزمات عدة وفي مقدمها سوريا وأوكرانيا. وتعليقاً على القضية السورية، قال: "نتوقع إحراز تقدم حقيقي... سيكون من الممكن تحقيقه على الأرض".
وقبيل اللقاء، أكدت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية أن موسكو لا تدعم شخصياً الرئيس السوري بشار الأسد، مشيرة إلى أن التركيز على شخصيته أمر غير مفهوم بالنسبة إليها. وقالت: "رداً على انتقادات في هذا الشأن، قلنا مراراً إننا لا ندعم السيد بشار الأسد شخصياً، والأمر الذي نهتم به هو وجود مؤسسات الدولة السورية وقوات قادرة على مواجهة التهديد الإرهابي على الأرض". وأوضحت أن "هذا مهم بالنسبة إلى سوريا، بل الى المجتمع العالمي بأسره"، مشددة على أن انهيار الدولة السورية تحت ضغط الإرهابيين ستكون له تداعيات كارثية في سوريا ومنطقة الشرق الأوسط وكذلك أوروبا. واعتبرت أن الذين يصرّون على أي شروط مسبقة يدفعون إلى العمل في مصلحة الإرهابيين.
وكانت صحيفة "الواشنطن بوست" الاميركية نشرت في وقت سابق ان كيري سيعرض على بوتين التعاون عسكرياً لمكافحة تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) و"جبهة النصرة" التابعة لتنظيم "القاعدة"، الامر الذي لم ينفه كيري رداً على سؤال في اثناء رحلته، لكنه رفض الخوض في التفاصيل.
وصرح مسؤول كبير في وزارة الخارجية الاميركية لـ"وكالة الصحافة الفرنسية" بان كيري "سيبحث مع الروس في أهمية تركيز جهودهم على تنظيم الدولة الاسلامية والقاعدة"، مضيفاً: "لا ندري ما اذا كانت (واشنطن) ستحصل على اتفاق في هذا الاتجاه".
وحتى الساعة تركز الولايات المتحدة التي ترأس ائتلافاً دولياً واسعاً جهودها على مكافحة "داعش" وقد رفضت تكراراً شن غارات مشتركة مع الجيش الروسي.
في غضون ذلك، صرح المبعوث الخاص للامم المتحدة الى سوريا ستافان دو ميستورا بانه يسعى الى عقد جولة محادثات ثالثة في آب، علماً انه تحدث سابقاً عن سعيه الى معاودتها في تموز لبدء انتقال سياسي في اب. وكانت موسكو اتهمت البعوث الخاص "بالتخلي عن مسؤولياته" في معاودة محادثات السلام.


الجبير
ومن مقر الامم المتحدة في نيويورك، رأى وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الذي يزور الأمم المتحدة، أن أي تعاون عسكري بين واشنطن وموسكو في سوريا يجب ان يقود الى تشجيع عملية انتقال سياسي يستثنى منها الاسد.
وقال: "في ما يتعلق بالتعاون الاميركي- الروسي في مكافحة الارهاب، هذا أمر كنا طلبناه". لكنه أضاف ان "المهم هو الدفع في اتجاه عملية سياسية في سوريا". وهذه العملية الانتقالية يفترض في نظر الرياض ان "تقود الى سوريا جديدة من دون بشار الاسد". و"سنرحب بكل ما يساعد على دفع العملية في هذا الاتجاه".


الوضع الميداني
وتزامنت هذه المواقف مع استمرار المواجهات الشرسة في عدد من المناطق السورية، وخصوصاً حلب، حيث قتل 12 مدنياً على الاقل في غارات شنتها طائرات لم يتضح ما اذا كانت سورية أم روسية على الاحياء الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة في مدينة حلب بشمال سوريا.
وقال مدير "المرصد السوري لحقوق الانسان" رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له أنه "قتل 12 مدنيا على الأقل جراء قصف جوي نفذته طائرات لم يعرف اذا كانت سورية أم روسية على حيي طريق الباب والصالحين" الخاضعين لسيطرة الفصائل المعارضة في شرق حلب.
وواصلت قوات الحكومة السورية تقدمها في المحور الجنوبي لمدينة داريا في غوطة دمشق الغربية، وسيطرت على عددٍ من الأبنية، شرق جامع نور الدين الشهيد.
وأفاد مراسل هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" ان هذا التقدم أدى إلى تضييق الخناق على مسلحي المعارضة الذين باتوا محاصرين في مساحة تقدر بكيلومتر مربع واحد ضمن الأحياء السكنية لداريا، بعدما تقدمت قوات الحكومة من الجهة الجنوبية الغربية للمدينة.
ودفع هذا مواقع المعارضة إلى طلب عون مسلحي درعا بجنوب سوريا لإسناد داريا المهددة بالسقوط في أيدي القوات الحكومية.
وأعلن "داعش" انه اسقط طائرة للنظام جنوب دير الزور مما أدى الى مقتل طيارها.
ولم يتحدث الجيش الروسي عن غارات على حلب مع اعلانه ان طيرانه شن منذ الثلثاء اكثر من 50 غارة جوية على مواقع لـ"داعش" قرب مدينة تدمر الاثرية بوسط سوريا التي طرد منها الجهاديون في آذار. 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم