الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

رأي - قروض الصيفية للمهرجانات والأراكيل

اندره جدع
A+ A-

الخبرية الحلوة تقول، وعلى لسان معالي وزير السياحة، ان صيف لبنان هذا العام حافل بالمهرجانات التي تصل الى مية سهرة وطلوع على مساحة الوطن. موسيقى غربية وشرقية، واستعراضات عالمية مع نجوم لامعة، وحفلات طرب على مد عينك والنظر. ولو أردنا حضور نصفها، يلزمنا على الأكيد قرض مصرفي مع تسهيلات بالدفع وبفائدة تشجيعية مع التقسيط المريح... والمصروف الصيفي لا يقتصر فقط على أسعار البطاقات التي يتراوح ثمنها ما بين الخمسين والميتين دولار، فإلى جانب السهرة عندك العشاء ومن بعده القهوة والأركيلة وبكلفة خمسين ألف ليرة من دون احتساب الشمام والبطيخ... تبدأ الحكاية مع ورود رسايل من الأهل والأصحاب والقرايب المهاجرين يخبرونك فيها أنهم راجعون إلى أرض الوطن لقضاء الصيفية و"احجزلنا على عشرة مهرجانات على الأقل". وفور الوصول الى المطار يبدأ المصروف. تصل الطيارة، المهاجرون الراجعون يصفقون فرحا بالوصول. وبعد الضم والشم والعناق: شو برنامجنا لبكرا؟ تجيب: والله حاجزين بمهرجانات الأرز بالشمال. يهللون فرحين، ومباشرة يقصفونك بخبرية: طالع على بالنا سمك على شط صور... منيح نهار متعب وبيمرق، وتاني يوم وين؟ تجيب: حجزنا بمهرجانات بيت الدين. يشهقون إعجابا و"عظيم بس قبل منتغدى بزحلة على البردوني". تبلع ريقك وماشي الحال مغتربين واستحلوا. وبعد بيت الدين مش انو على البيت وتعبانين، أبدا. عروس جديدة عم تتوحم على كنافة من طرابلس. وفي اليوم التالي، والمجموعة تحت شلال جزين، تتذكر أنك حاجز بمهرجانات جبيل، وهنا بتصير تحسب ألف حساب عندما يحين مشوار مهرجانات بعلبك، خاصة اذا طلع على بال صديق طفولتك يتصور قرب تمثال جبران ببشري، ومرتو ضروري تاكل سنيورة وجزرية من صيدا... شو بدكن بالحكي ما في أحلى من لبنان وما في أغلى من لبنان.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم