الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

غصن الزيتون التركي للأسد دونه عواقب...ما مصير العلاقات مع السعودية؟

المصدر: "النهار"
غصن الزيتون التركي للأسد دونه عواقب...ما مصير العلاقات مع السعودية؟
غصن الزيتون التركي للأسد دونه عواقب...ما مصير العلاقات مع السعودية؟
A+ A-

أثار تصريح رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم أمس بأن بلاده تريد اقامة علاقات جيدة مع سوريا تساؤلات في شأن تداعيات خطوة كهذه على الفصائل السورية وعلاقاتها مع الدول الداعمة لهذه الفصائل وتحديداً السعودية.
ومنذ تولى يلديريم منصبه في أيار، قال مراراً إن تركيا بحاجة "لزيادة أصدقائها وتقليص أعدائها" في اعتراف ضمني بأن السياسات السابقة كانت سبباً في تهميش أنقرة وتعرضها لسلسة هجمات دموية، خصوصاً من "داعش". وبعد تطبيع العلاقات مع روسيا وإسرائيل، أبدى يلديريم ثقته في تحسين العلاقات مع سوريا أيضاً، في الوقت الذي تسعى بلاده إلى كبح جماح القوات الكردية التي نجحت في الاستيلاء على مناطق محاذية للحدود بين سوريا وتركيا.


لقاءات وتبادل رسائل
وتزامنت تصريحات يلديريم مع تقارير عن قناة سرية بين ضباط أتراك ومسؤولين سوريين.
وفي هذا الشأن، تحدث زعيم الحزب دوغو بيرنيسيك ونائبه الليفتنانت جنرال إسماعيل حقي بيكين، وهو قائد سابق للاستخبارات العسكرية التركية لمجلة "فورين بوليسي" الاميركية عن تبادل رسائل بين مسؤولين أتراك وسوريين. وقال الإثنان إنهما أجريا لقاءات مع مسؤولين من روسيا والصين وسوريا وإيران العام الماضي، ونقلا رسائل تلقوها خلال تلك اللقاءات إلى مسؤولين في وزارة الخارجية والجيش التركي.
وقالت المجلة أن بيكين يرافقه ضباط أتراك متقاعدون من أعضاء حزب الوطن أيضاً، زار دمشق ثلاث مرات في كانون الثاني ونيسان وأيار، والتقى مسؤولين سياسيين في الحكومة السورية، بينهم محمد ديب زيتون، رئيس فرع المخابرات العامة وعلي مملوك رئيس مكتب الأمن القومي، ووزير الخارجية وليد المعلم ونائبه فيصل المقداد، وعبد الله الأحمر، مساعد الأمين العام لحزب البعث السوري.
وقال بيكين إن تلك اللقاءات ركزت على كيفية تمهيد الأرضية لاستئناف العلاقات الديبلوماسية، والتعاون السياسي بين تركيا وسوريا، وإن لقاءه مع مملوك مكنه من التواصل مباشرة مع رأس السلطة في سوريا، إذ "كان مملوك يستأذن للانتقال إلى غرفة مجاورة من أجل التحدث إلى الأسد مباشرة".


وأكد بيكين أنه نقل إلى مسؤولين كبار في الجيش التركي ووزارة الخارجية خلاصة محادثاته بعد كل زيارة قام بها، وأنه لمس، خلال الأشهر الثمانية عشر الأخيرة، تحولاً تدريجياً في مواقف مسؤولين أتراك. وقال: "في كانون الثاني2015، لم تكن تركيا مستعدة لتعديل سياستها، ولكن، خلال زيارتي الأخيرة، لاحظت أن المسؤلين في وزارة الخارجية باتوا أكثر انفتاحاً ومرونة حيال تلك القضية".


يمكن الاسد البقاء
وكانت ملامح أولى الى تليين محتمل في موقف أنقرة حيال النظام السوري ظهرت الصيف الماضي، عندما أعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ان بامكان الأسد البقاء في الرئاسة ستة اشهر اثناء عملية الانتقال السياسي، بعدما كانت تصر على وجوب تنحي الاسد في بداية اطار زمني يمتد ستة اشهر، وبأن أيام الأسد صارت معدودة.


المعارضة السورية
ومع ذلك، يبدو أن كلام يلديريم أثار صدمة في أوساط المعارضة السورية. وسارع ائتلاف المعارضة السورية الذي يتخذ اسطنبول مقراً إلى القول إن ان انقرة طمأنته الى دعمها الكامل.
ونقلت "وكالة الصحافة الفرنسية" عن رئيس "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" أنس العبدة أنه "لم يحدث أي تغير او تحول في سياستهم تجاه النظام السوري، او سياستهم تجاه الشعب السوري او الثورة".
واختلفت تفسيرات للموقف التركي.
واستبعد مايكل ستيتفنز، المحلل في المعهد الملكي للخدمات المتحدة للدراسات الدفاعية والأمنية في حديث ل"العربية" سيناريو تحسن العلاقات مع نظام الأسد، معتبراً أن "دعماً مفاجئاً للأسد سيلحق ضرراً بموقع تركيا بين الجماعات العسكرية في شمال سوريا، ويعرض تركيا لخطر كبير"، كما أنه "يترك انطباعاً بأن تركيا حليف متقلب، ويقلل احتمالات الثقة بها في المستقبل". ولفت الى أن أنقرة أٌقامت علاقات عمل مع السعودية أخيراً، وتحسين علاقاتها مع الأسد يعرض هذه الدينامية لتوتر كبير".
ومن جهته، حذر أوزغور أونلوهيسارجيكلي، مدير مكتب أنقرة في صندوق مارشال الألماني من المبالغة في تفسير كلام يلديريم.
وقال إن "سوريا هي النقطة الأساسية في التوتر مع كل من روسيا وايران، ولا يمكن أنقرة تحسين علاقاتها مع أي من الدولتين من دون أن تغير موقفها حيال سوريا". وأضاف أن "مكاسب حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي المرتبط بحزب العمال الدكردستاني، في شمال سوريا، يجعل الحوار مع دمشق ضرورياً لمنع اقامة دولة كردية على طول الحدود". وإذ يعترف بدوافع تركيا لتقليص التوتر مع دمشق، لا يتوقع أن تقبل علناً بشرعية الأسد ونظامه.
إلى ذلك، يلفت الى أن أنقرة ستلين على الارجح سياستها التركية وتدعم حلاً سياسياً، من دون أن تذهب الى القبول بالأسد رئيساً في نهاية العملية الانتقالية.
ويبدو أن أصداء موقف يلديريم دفعت رئيس الوزراء الى تصويب موقفه اليوم، إذ عاد ليقول انه لن يكون هناك حل للنزاع في سوريا ولن يزول الخطر الذي تمثله المنظمات الجهادية طالما بقي الرئيس بشار الاسد في السلطة.


[email protected] 
Twitter: @monalisaf

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم