السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

الباقون 3 رهبان والسرّ في الجبنة "الملكية"\r\n

A+ A-

يناضل ثلاثة رهبان كاثوليك من اجل ابقاء جبنة ديرية تقليدية في البوسنة حية، وهي جبنة تم تناقل اسرارها شفويا لمدة 130 عاما. فالجبنة ذات اللون الاصفر الباهت التي يصنعها رهبان دير "مارييا زفييزدا" كانت تزين في الماضي الموائد الملكية في فيينا وبلغراد. نجت حربين عالميتين، حظرا شيوعياً على بيعها للعامة، وتفكك يوغوسلافيا.


لكن وصفة الجبنة "دُفِنت" تقريبا العام 1996 مع وفاة رئيس الدير الاب موهور، الراهب الوحيد في البوسنة الذي كان يعرف كيفية صنعها في ذلك الوقت. "الوصفة لم تدوّن يوماً"، قال رئيس الدير الأب توميسلاف الذي ذهب إلى فرنسا ليتعلم تقنية صنع الجبنة. "الوصفة كانت موجودة فقط في رؤوس الرهبان، وكانت تُعَلَّم خلال صنعها".


هذه الأيام، يمكن ايجاد الجبنة في المحال في البوسنة، للمرة الأولى منذ حَظَّر بيعها الحكام الشيوعيون الذين اضطهدوا المؤسسات الدينية بعد الحرب العالمية الثانية. خلال الحكم الشيوعي، امكن الرهبان إنتاج الجبن فقط للدير الواقع شمال غرب بانيا لوكا، وللقرويين الذين كانوا يجلبون اليهم الحليب.


حاليا، توميسلاف وراهبان آخران هم البقية الباقية من رهبان دير كان، عشية الحرب العالمية الاولى، يضم 265 راهبا، بما جعله يومذاك احد أكبر الأديرة الترابيستية في العالم. والثلاثة مصممون على إبقاء الحياة الرهبانية الترابيستية الصارمة حية، في منطقة من البوسنة "طُهِّرت" من الكاثوليك الكرواتيين والمسلمين البوسنين خلال حرب 1992-1995. وبمساعدة جمعية "كاريتاس" الخيرية الكاثوليكية التي أرادت أن توفر العمل للكاثوليك القلائل المتبقين في المنطقة، فتح الرهبان معملا لصناعة الألبان العام 2008، وهو ينتج حاليا 24 طنا من الجبن سنويا.


وسرعان ما وجدت الجبنة الموصوفة، التي تكلف 12 اورو للكيلوغرام الواحد، مشترين في جميع أنحاء البوسنة وكرواتيا المجاورة. ويعمل الأب توميسلاف كل يوم في مصنع الألبان "ليفاك"، ويشرف على انتاج الجبنة، ويشارك في صنعها. كذلك ينتج الرهبان النبيذ والليلكيور والمشروبات الروحية باستخدام عشرات الأعشاب والفواكه المختلفة. ويصر الأب فرانيو على ان تقاليد الرهبان لن تموت. "بعون الله، فان ديرنا لا يزال مشعا".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم