السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

عشر سنوات على عدوان تمّوز...

المصدر: مرجعيون - "النهار"
رونيت ضاهر
عشر سنوات على عدوان تمّوز...
عشر سنوات على عدوان تمّوز...
A+ A-

عشر سنوات على عدوان تمّوز، كأنها صور مرّت بالأمس القريب.... 33 يوما وآلة الدمار الاسرائيلية تجتاح القرى والبلدات الجنوبية دون رحمة او إنسانية. منازل مدمّرة وقرى سُوّيت بالأرض ظّنا منهم أنّهم ازالوا الجنوب عن خارطة لبنان... اليوم لا آثار لهذه الحرب سوى صور عالقة في الذاكرة اذ أنّ إرادة الحياة عادت سريعا ومحت كلّ ما خلّفته هذه الحرب العبثية. اليوم يعيش الجنوبيون حالا من الطمأنينة والأمان نتيجة "توازن" فرضه واقع أمني محلّي واقليمي. اليوم يُعتبر الجنوب من أكثر المناطق أمنا واستقرار علّه أدّى قسطه من ضريبة الدم التي دفعها سنين طويلة عن كلّ لبنان!



 


لولا الروزنامة لنسي كثيرون هذا التاريخ، ولكن حين تطرح السؤال يأتيك الجواب "وهل ننسى هذه الحرب"؟ جولة في بلدات الخيام وكفركلا وعديسة ودبين وغيرها ممّا طالتهم الطائرات المعادية والقذائف المدفعية نفضت عنها الغبار سريعا ونهضت مجدّدا من تحت الركام فلا تجد آثارا لتلك "الهمجية" انما منازل تدبّ فيها الحياة ، لا تشعر بخوف انما الصمود والارادة الصلبة...
ما بعد عدوان تمّوز ليس كما قبله فلا خوف من حرب أخرى، هي معادلة يراها الجنوبيون واقعا يُحسب له حساب، معادلة أرساها ايضا الجيش اللبناني الذي وفّرت له نهاية حرب تمّوز عودة فعلية الى الجنوب، يدعمها مجتمع دولي يتمثّل باليونيفيل المنتشرة الى جانب الجيش في منطقة جنوب الليطاني.
الجنوب كان ولا يزال أرضا عصيّة، دماء أبنائه المتعدّدي الطائفة والمذهب ستبقى منعة لأي تفرقة أو اعتداء...





في عديسة البلدة المتاخمة للحدود، يجتمع زوّار من مختلف المناطق عند الرصيف الحدودي الذي يشرف على مستوطنات اسرائيلية عديدة وحيث تتمركز وحدة اندونيسية من اليونيفيل للمراقبة. يلتقطون الصور لهم وللحدود خلفهم ويجلسون على مقاعد أُقيمت خصيصا بشكل استراحة للزائرين. علي من صور أراد احياء هذا اليوم على طريقته، فأحضر عائلته للتنزّه على طول الحدود واصف الجو بالهادئ في المنطقة وقال: "كأن شيئا لم يكن، المنطقة هادئة وآمنة مع فارق ان العدو بات يحسب ألف حساب للاعتداء علينا".
وفي الجانب الآخر من الطريق صاحب منشرة ذكر أنّه عاد من الغربة منذ سنوات للاستقرار في لبنان وقد أسّس عمله الخاص على بعد أمتار من الحدود غير آبه بأي تهديدات معتبرا انها ليست سوى تهويل وتخويف.





وفي بلدة كفركلا التي يفصلها جدار اسمنتي عن مستوطنة المطلّة، يلهو اطفال في الحديقة الملاصقة للجدار الذي كسته رسومات وجداريات فيما يتابع المواطنون أشغالهم بشكل طبيعي. صاحب محل في سوق البلدة يشير الى ان ما بعد عدوان تمّوز هو انتصار للبنان الذي أرسته المقاومة التي هزمت اسرائيل مشيرا الى ان المنطقة تنعم بهدوء لا مثيل له في كل لبنان.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم