السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

باراك نعماني في "غاليري عايدة شرفان" ماكينة الخياطة تطرّز النور والدفء للعائلة

لور غريّب
باراك نعماني في "غاليري عايدة شرفان" ماكينة الخياطة تطرّز النور والدفء للعائلة
باراك نعماني في "غاليري عايدة شرفان" ماكينة الخياطة تطرّز النور والدفء للعائلة
A+ A-

تعود "غاليري عايدة شرفان" إلى وسط المدينة بعد غياب نحو من سنة لتفتتح صالتها الجديدة في شارع جورج حداد وفي الطبقة الأرضية من بناية هاربور في الصيفي، بمعرض للفنان الشاب باراك نعماني من 7 تموز الى 28 منه يتضمن تجميعات نحتية.


اشعر بحاجة مرتجلة الى الضحك والأكيد الى البكاء. فهل نحن نعاني من فقدان موهبة التصور حتى ننزوي في خانة ضيقة تفرض علينا مكاناً مختصراً بين ذكريات فقيرة وتصورات تتطلع الى طاقات تطبيقية من شأنها أن تتخطى الواقع للوصول الى طبقات علوية تنقلنا من الواقع الى التوهم والتمني بأن تكون الامكانات من الممكنات ويتحقق العالم الذي لا علاقة له مع الواقع؟!
الواقع الذي يستقبلنا في صالة عايدة شرفان ليس من الاكتشافات المذهلة والمدهشة ولا حتى من الانجازات التي تحركنا وتدعونا الى التأمل والمباركة. علينا ان نقول إن اعمال الشاب باراك نعماني هي من الاستخراج العفوي والمرئي والمتطور انطلاقا من مشاهدات وتذكارات وتحولات بصرية قام بها صغيرا وهو يشاهد العالم الذي كان يسبح فيه الابوان اللذان كانا يتعاطيان مهنة الخياطة حيث ترعرع وكوّن عالمه الافتراضي. تتحول ماكينات الخياطة فجأة الى مكونات ومشاهدات وانجازات بصرية تؤدي دورا تطبيقيا ينقلها إلى احتمالات لبعث النور او يجعلها وسائل للانارة ولتوزيع الدفء في الاوضاع الخاصة العائلية.
الابن الذي ترعرع في ظل الاعمال العائلية المتتالية حفظ في لاوعيه ألوف المشاهد التي غذّت تصوراته، وها هو ينتقم من طفولته وربما من مخزونها لكي يتحرر بسرعة وربما لينال الغفران العائلي، فيستطيع ان يغلق باب التصورات ليفتح باب الاختراعات التي تتوافق مع وعيه وطموحه.


laure.ghorayeb @annahar.com.lb

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم