هروب جماعي لـ"داعش" من القيّارة في الموصل... ومسؤول ميداني لـ"النهار": النصر قريب

أعلن رئيس مجلس الوزراء العراقي حيدر العبادي السبت، تحرير قاعدة القيّارة من سيطرة تنظيم الدولة "داعش"، وتبعد القاعدة نحو 15 كيلومترا عن مركز ناحية القيّارة (65 كم) جنوب الموصل، ويلاحظ ان القوات العراقية تجاوزت قضائي الشرقاط والحويجة اللّذين يقعان جنوب المدينة وفضّلت السير على القيّارة قبل الشروع في طرد التنظيم من القضائيين المذكورين، فما هي الاهمية الاستراتيجية والاقتصادية والعسكرية التي تمثلها ناحية القيّارة بالنسبة لتنظيم "داعش"، والحكومة العراقية؟

وقد حاورت "النهار" مدير ناحية القيّارة صالح حسن حول طبيعة المنطقة والمعارك هناك.

فكان الحوار التالي:

- تتصدر ناحية القيّارة نشرات الاخبار هذه الايام، هل لك ان تعطينا توصيفاً موجزاً للناحية؟

مثل كثير من المدن العراقية، يشطر نهر دجلة الخالد الناحية الى شطرين، ايسر وايمن، وتعارف الناس على تسميتهما الساحل الايسر والساحل الايمن، وتتبع الناحية 73 قرية. في الساحل الايسر توجد 12 قرية، تحررت منها 6 قرى، وتسمى قرى الحاج علي وتقع على الطريق باتجاه قضاء مخمور الذي تسيطر عليه قيادة عمليات نينوى.

وفي الساحل الايمن توجد 61 قرية لم يتحرر منها الا القليل، وتقع قاعدة القيّارة في ابعد نقطة عن الناحية وتم تحرير 6 قرى قريبة منها.

كركوك العراقية الثانية!

- وماذا عن الثروات النفطية في الناحية؟

معروف ان اسم الناحية أخذ من مادة "القير"، لكثرة وجوده فيها، وهناك 97 بئرا نفطياً في حقلي "نجمة" و"القيّارة"، الى جانب مصفى القيّارة الذي تأسس عام 1956. في عام 2012 أتت شركة نفطية منغولية للاستثمار في الناحية، وقد قال لي مدير الشركة حينها: "القيّارة كركوك العراق الثانية"، في اشارة الى وفرة المنتجات النفطية، لذلك مثّلت لتنظيم "داعش" اهمية اقتصادية مضاعفة، وفي احد الايام احصينا نحو 500 شاحنة محملة بالوقود استخرجه "داعش" وهرّبه عبر الحدود الى تركيا، الى ان قامت قوات التحالف بقصف المصفى وبعض الآبار للحيلولة دون استفادة "داعش" من موارد النفط الضخمة. وقد قاموا مؤخرًا بحرق خمسة آبار نفطية.

- ماهي الأهمية الاستراتيجية لقاعدة القيّارة العسكرية التي استعادها الجيش؟

شُيِّدت القاعدة عام 1982، وقد اتخذتها القوات الاميركية قاعدة اساسية لها، نظرا لما تتمتع به من اهمية استراتيجية بالنسبة لمناطق شمال وغرب العراق، وقد شيدت فيها منشآت كثيرة وطورتها بشكل لافت، لكن المؤسف ان الحكومة أهملتها بعد انسحاب القوات الاميركية عام 2011، وتركت فيها نحو 35 جنديا مع قوة حماية صغيرة، ولم تترك فيها اي طائرة، الامر الذي مكّن "داعش" من السيطرة عليها بسهولة.

لقاعدة القيّارة اهمية عسكرية خاصة، فالسيطرة عليها تعني السيطرة على جنوب وغرب ناحية القيّارة، وكذلك السيطرة طريق بغداد – الموصل الرئيسي، مما يسهّل طريق الامدادات العسكرية واللوجستية، ويسهّل ايضا، عملية ربط القوات المحررة، بقيادة عمليات الموصل المتواجدة في قضاء مخمور القريبة.

- متى تتوقع الانتهاء من تحرير القيّارة بالكامل؟

هذه قضية تتعلق بقادة الجيش وطبيعة المعركة، لكن النصر قريب جدا، وتصلني اخبار متواترة من الناحية عن هروب عناصر "داعش"، في القيّارة نحو 500 مقاتل داعشي، ويقومون هذه الايام بتهريب عوائلهم الى الموصل. انا واثق من النصر، اهل القيّارة فرحون جدا بوصول القوات فقد ذاقوا الامرين على يد "داعش" خاصة أنّ هناك نسبة غير قليلة منهم كانوا مرتبطين بالأجهزة الامنية وينتظرون اللحظة المناسبة للالتحاق بقوات الجيش.