الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

"حلوة كتير وكذابة" على خطى المسلسل

المصدر: "دليل النهار"
يوليوس هاشم
A+ A-

ليست المرّة الأولى التي ينتقل فيها مسلسل تلفزيوني إلى صالات السينما، فمن بضعة أعوام تحوّلت الحلقة الأخيرة من مسلسل "غنّوجة بيّا" فيلما سينمائيا حصد نسبة مشاهدة مرتفعة، واليوم يعيد التاريخ نفسه مع المنتج نفسه (مروان حداد) الذي حوّل الحلقتين الأخيرتين من مسلسل "حلوة وكذّابة" فيلما سينمائيا عنوانه "حلوة كتير وكذابة".
الفيلم يسير على الخط نفسه الذي سارت عليه حلقات المسلسل: خفّة ظلّ وأداء طبيعي وحوارات غير مصطنعة وشخصيات مسلية وإخراج جيّد بإيقاع سريع. داليدا (داليدا خليل) التي اكتشفت أنّ حبيبها رمزي ديب (زياد برجي) متزوّج، تُصاب بانهيار عصبي تقرر التغلّب عليه من أجل الانتقام منه. بين انتقامها هي ثم انتقامه هو نجد في الوسط البطلة الآسرة بأدائها ناديا شربل (إبنة فادي شربل وكاتبة المسلسل والفيلم كارين رزق الله) التي تبتزّ الطرفين المتخاصمين وتبيعهما الأخبار في مقابل المال أو تنفيذ أوامرها! ناديا شربل تجبرك على الضحك، أو على الابتسام على الأقل، كلّما ظهرت في مشهد، تماماً كما يفعل زياد برجي حين يفقد أعصابه بسبب غيرته على حبيبته. وكذلك تُضحكنا داليدا خليل بحركاتها وحبّها المصطنع لخطيبها الوهمي "تيتي" الذي يلعب دوره بخفّة ظل الممثل الكوميدي كريستيان الزغبي. جان دكّاش الذي يؤدّي دور مدير أعمال رمزي ديب يظهر بصورة طريفة في هذا الفيلم، ودوره هذا لا بد من أن ينقله إلى مكانة مختلفة في الأعمال اللاحقة.
مَن تابع المسلسل لا بد من أنّه سيخرج من الفيلم ضاحكاً وسعيداً، وحتّى مَن لم يتابعه يستطيع أن يفهم القصة لأنّ الفيلم يمكن أن يكون قائماً بذاته. أمّا مَن ينتظر مشاهدة "فيلم سينمائي" بالمعنى الأكاديمي للكلمة فإنّه سيجد نفسه أمام حلقة تلفزيونية جيّدة تُعرض على الشاشة الكبيرة. لن ندخل هنا في تفاصيل الثغر في الفيلم مثل الدبلجة غير المتقنة لبعض المَشاهد أو الملابس الغالية التي تغيّرها داليدا بين مشهد وآخر على رغم أنّها من عائلة متواضعة، بل سنكتفي بالنظر إلى الأمور بشكلها العام.
نقطة القوّة في الفيلم أنّه لا يدّعي أكثر ممّا هو عليه، فلا يقدّم نفسه على أنّه أحد أبرز إنجازات العصر السينمائية، مع العلم أنّنا نعتقد أنّ كل شيء مؤمّن له ليدخل في لائحة أكثر الأفلام اللبنانية مُشاهَدة. المسلسل جذب فئة عمرية كبيرة من المشاهدين اتّسعت لتصل إلى الأولاد بعدما كانت الحدود تقف عادة عند البالغين، أو عند المراهقين في أحسن الأحوال، وهذا من شأنه أن يزيد نسبة المشاهدة، وخصوصاً أنّ الأولاد يجب أن يرافقهم إلى السينما أشخاص بالغون. أضف إلى أنّ خفّة ظلّ بَطلي الفيلم زياد برجي وداليدا خليل وقربهما من الناس ستزيد نسبة الإقبال، كما سيفعل فيديو كليب الختام الذي يجمع زياد وداليدا في ديو غنائي. أمّا ما يمكن أن يضمن نسبة مشاهدة عالية فهي رغبة آلاف المشاهدين الذين تابعوا المسلسل في معرفة النهاية، وهنا نقف عند السؤال نفسه الذي طُرح منذ أعوام من دون أن يصل إلى جواب قاطع: هل من اللائق أن يُجبر المشاهدون على دفع المال في مقابل مشاهدة نهاية مسلسلٍ تابعوه؟

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم