الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

طرابلس تعج بوفود أجنبية: من هنا يبدأ بناء "سوريا الحديثة"

المصدر: "النهار"
طرابلس- رولا حميد
طرابلس تعج بوفود أجنبية: من هنا يبدأ بناء "سوريا الحديثة"
طرابلس تعج بوفود أجنبية: من هنا يبدأ بناء "سوريا الحديثة"
A+ A-

تتهيأ #طرابلس، ومعها الشمال، للعب دور اقتصادي وتنموي كبير، في انتظار انطلاق عجلة إعادة إعمار سوريا والعراق، وتطوير قطاعاتها الاقتصادية ومنشآتها العامة وبناها التحتية، لكي تتمكن من الشروع في اقامة صيغ من التعاون والشراكة مع الهيئات الدولية والعربية التي تتهيأ لوضع مسودة مشاريع لإعادة الإعمار، وقيام استثمارات على مستويات شتى.


وتشكل غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس حاضنة لقاءات واتصالات من ممثلي هيئات المجتمع الدولي ومختلف الدول. وقد توافدوا اليها، ويستمرون في التوافد، للإطلاع على مكامن القوة في المدينة وجواذب الاستثمار وإمكاناته، وما يمكن أن تؤمنه طرابلس، ومناطق شمالية أخرى، مع تقديمات استثمارية مختلفة.


حركة وفود أجنبية
في هذا الإطار، وضعت الغرفة مكتباً في مقرها في تصرف مجموعة البنك الدولي الذي أبدى رغبة في البحث في الأوضاع والإمكانات الطرابلسية عبر المكوث في المدينة، وإجراء أبحاث عن واقع حالها، على ما يفيد رئيس الغرفة توفيق دبوسي.


ويقول ان "العديد من الوفود تؤم الغرفة، أمثال مجموعة #البنك_الدولي و#الاتحاد_الأوربي وسفارات مختلف الدول الكبرى، للإطلاع على مكامن القوة في طرابلس والشمال، والمدى الذي يمكن أن تلعبه المدينة في الاقتصاد وخلق فرص عمل، أو لجهة أن تكون منصة لبناء #سوريا و#العراق".


ومن الزوار الذين أموا المدينة والغرفة، ممثلة الامين العام للأمم المتحدة سيغريد كاغ وغيرها. وكانت مناسبات لمس فيها الزوار ما يتوفر في المنطقة من فرص، وما تؤمنه من طاقات وتسهيلات. ويقول دبوسي: "الأمور تسير في شكل ممتاز، والمسؤولون اقتنعوا بأن طرابلس والشمال هما الموقعان المناسبان لبناء سوريا الحديثة. وكل يوم نشعر بأن اقتناعهم بذلك يزداد".


ويذكر أن "اللقاءات العديدة والمتكررة أتاحت فرصة توضيح حقيقة المدينة وواقعها الفعلي كمدينة بعيدة عن العنف، محبة للسلام والامان والاستقرار، وتتمتع بكل المقومات للعب أدوار مختلفة، وليس فيها ما يمنع إقامة شراكة مع أي جهة دولي. وفي الوقت نفسه، لديها تخصصية بشركات موجودة فيها، وعلى صلة بشركات منتشرة في العالم من اصل لبناني، طرابلسي وشمالي".


"مناسبة وغنية جدا"
من البديهي أن تكون الصورة عن طرابلس مختلفة في البداية، اذ كان الزوار يخشون مما راج في الإعلام عن نزعات إرهابية فيها. لكن بعد تكرار الزيارات وتعدد هويات الوفود، تغيّر الانطباع. ويقول دبوسي إن "المنطقة، بجغرافيتها ومؤهلاتها، مناسبة وغنية جدا بالنسبة الى تطلعات الوفود وغاياتهم الاقتصادية والاستثمارية. وكانت لديها تحفظات على ما سمعته في الإعلام عن التطرف. وأثبتنا لها أن ذلك ليس موجودا".


كرة الثلج بدأت تكبر في الأوساط العامة والمجتمعين اللبناني والدولي باقتناع بأن طرابلس والشمال مكان مناسب جاذب للاستثمارات، وواعد جدا للمرحلة المقبلة. ويؤكد دبوسي هذا الكلام، لأن "كل المعطيات متوفرة. وخلال أشهر، من اليوم حتى سنة كحد أقصى، تكون الأفكار تحولت مشاريع، ويكون تنفذيها انطلق".


ويأمل في إنجازات سريعة على يد القطاع الخاص، لأنه "أسرع بكثير مما يتصوره الآخرون. وبالتأكيد، ستكون هناك فنادق ومستودعات وكل ما يساعد الشركات، بكل الاختصاصات، في أن تهيىء ذاتها لأدوار مختلفة".


أرض خام قابلة للعمل
أحداث العقود الفائتة الحقت ضررا شديدا بطرابلس، وخلّفت خرابا في الكثير من مرافقها وقطاعاتها وأحيائها. تراجع اقتصادها، وهجرت أعداد كبيرة من سكانها، مما أدى إلى جمود اقتصادي وتراجع الأسعار، وخصوصا العقارات. غير ان كل ذلك يحل اليوم على طرابلس وفق المثل القائل: "رب ضارة نافعة". فأوضاعها المتردية حولتها منطقة أشبه بالأرض الخام القابلة للعمل والاستثمار بأسعار جاذبة.


انطلاقا من هنا، يتوقع دبوسي لطرابلس دورا يسبق انطلاق عجلة البناء الاقليمية. "حتى قبل بناء سوريا والعراق، ستكون طرابلس مدينة اقتصادية. المستثمر يريد أسعارا أرخص مثل سعر الأرض والمواد، وأن يكون الموقع مناسبا. وكذلك، تتوفر المعطيات المشجعة للاستثمار في طرابلس والشمال. من هنا، نجد أن مصلحة المستثمر أن يعتمد طرابلس لاستثماراته".


مؤهلات واسعة
تتمتع طرابلس والمنطقة بمؤهلات واسعة تمكنها من لعب الدور الأول في ما تحتاج اليه المرحلة المقبلة. على الصعيد الجغرافي، يشكل الشمال، خصوصا طرابلس، نقطة مفضلة، نظرا الى سهولة العبور منها إلى الداخل السوري، حيث تشكل سلسلة جبال لبنان الغربية نقطة عبور بين بقية المناطق من جهة، وسوريا من جهة اخرى، خصوصا في ما يتعلق بنقل البضائع والمواد، وعبور شاحنات النقل الثقيل.


ويمكن حركة الشحن دخول سوريا بسهولة عبر الطريق الدولي، مستفيدة من وجود مرفأ مجهز في شكل جيد، ومخصص بمشاريع تطوير أخرى. وقد تم تجهيزه برصيف للحاويات من شأنه تأمين خدمات ضرورية للنقل.


على مقربة منه، تأسست "المنطقة الاقتصادية" بقرار حكومي. ويتم توسيعها، وفقا لدبوسي، "بحيث يكون في استطاعة رجل الأعمال أن يمارس عمله على أرضها من دون أية قيود وأعباء وتعقيدات".


مطار القليعات
كذلك، يرتقب أن يلعب مطار القليعات (مطار رينيه معوض) الواقع في سهل عكار، على بعد 5 كيلومترات من الحدود السورية، دوراً مستقبلياً في تأمين حركة انتقال سهلة بين طرابلس والداخل السوري. له مدارج طويلة ومهيأة لاستقبال أكبر أنواع الطائرات. وهي الأطول بين كافة مطارات لبنان، إضافة إلى بعد موقع المطار عن الجبال، مما يسهل حركة الطيران على المطار.


ويمكن ايضا سكة الحديد بين لبنان وسوريا، في حال إعادة ترميمها، أن تؤمن وسيلة نقل للبضائع والركاب، الى جانب حركة سياحية. وعلم أن تلزيم ترميم وصلة السكة بين مرفأ طرابلس والحدود السورية باتت قريبة.


ويعتبر معرض طرابلس الدولي- معرض رشيد كرامي الدولي- من الإمكانات الضخمة المتوفرة على مساحة مليون متر مربع، بحيث يمكّن شركات الاستهلاك العالمية من إقامة أكبر معارض البضائع المختلفة والاستثمار.


أما الشاطىء الممتد من طرابلس إلى عكار، وصولاً إلى الحدود السورية، فيؤمن مجالاً واسعاً للاستثمار السياحي وإقامة المشاريع السياحية، من منتجعات وفنادق ومسابح تلعب فيها الجزر المنتشرة أمام ساحل طرابلس دوراً سياحياً وبيئياً رائداً.


وسيكون للمدينة الأثرية في طرابلس ومواقع أثرية كثيرة منتشرة في المنطقة، دور مهم في جذب حركة سياحية متوازية مع النشاط الاقتصادي. أما بالنسبة الى الثروة النفطية، فإن بحر طرابلس وعكار يحتوي على كميات كبيرة من النفط السائل، وفقا للأبحاث والدراسات العالمية المتوافرة في أدراج وزارة الطاقة والحكومة. ومتى تقرر البدء في استخراج النفط، سيكون الشمال على موعد مع حركة ناهضة غير متوقعة النتائج.


في حديث لا ينضب بالمعلومات والمعطيات، يختم دبوسي قائلاً: "بوجود كل هذه الامكانات، يمكن طرابلس والشمال لعب دور اقتصادي وسياحي كبير، مع تشكيل منصة تساهم في إعادة بناء سوريا والعراق".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم