الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

أوباما ليس واهماً حول أمراض العالم الاسلامي...ماذا يفكر عن الاسلام الراديكالي؟

المصدر: " النهار"
م.ف.
أوباما ليس واهماً حول أمراض العالم الاسلامي...ماذا يفكر عن الاسلام الراديكالي؟
أوباما ليس واهماً حول أمراض العالم الاسلامي...ماذا يفكر عن الاسلام الراديكالي؟
A+ A-

منذ الهجوم الدموي على نادي المثليين في أورلاندو الأحد الماضي، يخوض الرئيس الاميركي باراك #أوباما ودونالد ترامب مواجهة عنيفة ذهب فيها المرشح الجمهوري الى اتهام الرئيس بالتعاطف مع "داعش"، آخذاً عليه خصوصاً عدم استخدامه تعبير الاسلام الراديكالي في وصفه التهديد الذي تواجهه الولايات المتحدة.
وإذ لم يكن ينقص #ترامب الهجوم المروع الذي نفذه أميركي من أًصول أفغانية ليجدد هجومه الهستيري على الاسلام والمسلمين، الأمر الذي أربك الجمهوريين قبل غيرهم، تمسك أوباما بمقاربة حذرة، محاولاً عدم صب الزيت على النار بعد أسوأ هجوم من نوعه تشهده بلاده.
ولكن الصحافي جيفري غولدبرغ الذي أحدث ضجة كبيرة أخيراً في مقابلته الشهيرة عن "عقيدة أوباما" أكد أن الرئيس الاميركي ليس واهماً "حول الأمراض المؤثرة في العالم الاسلامي الاوسع"، وحاول من خلال أحاديثه العديدة معه عن الشرق الاوسط والارهاب والاسلام ودور الدين في اثارة التطرف، تكوين فكرة جزئية عن طريقة تفكير الرئيس الاميركي عن هذه الامور.


وذكر غولدبرغ بأنه في ولايته الأولى، اعتقد أوباما أنه قادر على إحداث فرق كبير، وألقى خطاباً في القاهرة هدف إلى إعادة إطلاق العلاقات مع المسلمين، إلا أنه رمى أيضاً الى "تحدي المسلمين لوقف أعذارهم المصطنعة للمشاكل التي يصنعونها بأنفسهم".
وعلى رغم ذلك الخطاب الذي ألقاه عام 2009، أبلغ إلى غولدبرغ أخيراً أن "حجتي كانت التالية: لنتوقف عن الإدعاء بأن سبب مشاكل الشرق الأوسط هي اسرائيل.علينا العمل للمساهمة في إيجاد دولة للفلسطينيين، ولكنني كنت آمل في أن يثير خطابي نقاشاً، ويوفر مساحة للمسلمين لمواجهة المشاكل الحقيقية التي يواجهونها، مشاكل الحكم وعدم إجراء بعض تيارات الاسلام الاصلاح الذي يساعد الناس على تكييف عقائدهم الدينية مع الحداثة".
وعام 2012، بدأت انتفاضات "الربيع العربي".ومع انزلاق ليبيا إلى الفوضى، طور أوباما مضاداً قوياً ضد ما سماه غولدبرغ " متلازمة كارلي سايمون" وهو "داء" يفتك بصناع السياسة الأميركيين ويدفعهم إلى الاعتقاد إن التطرف الإسلامي ، وكل شيء آخر، له علاقة بهم.
وخلافاً لكثيرين، يقول غولدبرغ في مقاله في مجلة "الاتلانتيك"، لم يعان أوباما هذا الوهم، وإنما رأى أن المشاكل التي تضرب أجزاء من العالم الإسلامي خارجة على نحو كبير عن سيطرة أميركا. وهذا الاعتقاد منعه في أفضل الحالات، من الاسراع الى كوارث لا دخل لأميركا بها، وفي أسوأ الحالات، منعه من استغلال الفرصة لتحسين الأوضاع.


صورة متناقضة
وفي أحاديثه مع غولدبرغ أيضاً، تحدث أوباما عن العالمين العربي والإسلامي في طريقة تناقض جذرياً ما يقدمه منتقدوه عنه. ففي احدى المرات، قال إن مسلمين عرباً كثراً استسلموا كثيراً للحقد والعنف، مقارناً بين الشباب الشرق أوسطيين وأولئك المتحدرين من شرق آسيا وجنوب شرقها الذين "لا يفكرون كيف يقتلون أميركيين.ما يفكرون به هو كيف يحصلون على تعليم أفضل".
وفي رأي الصحافي الأميركي ثمة الكثير في ولاية أوباما ما يدحض ادعاءات ترامب بأن الرئيس يعمل لتعزيز مصالح "داعش"، بدءا من حربه المستمرة منذ سبع سنوات ضد المنظمات الجهادية وصولاً الى مطالبه العلنية الدائمة من جميع المسلمين ب" تحدي ذلك التفسير للاسلام واجراء نقاش عميق في مجتمعاتهم في شأن طريقة عمل الاسلام كجزء من مجتمع عصري وسلمي".


قالب هينتنغتون
ومن جهته، وصف مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي اي اي" جون برينان الحبل المشدود الذي يسير عليه الرئيس الأميركي في شأن التطرف الاسلامي، قائلاً إن "الهدف ليس فرض قالب هنتينغنون على هذا الصراع"' في إشارة الى نظرية صامويل هنتينغتون عن صدام الحضارات بين الاسلام والغرب.
ثمة اختلافات عدة واضحة بين أوباما وترامب في ما يتعلق بالمسائل المتصلة بالتطرف الاسلامي. وبحسب غولدبرغ، قتل أوباما ارهابيين اسلاميين وتابع المشكلة جدياً وسمع ايجازات من خبراء، وهو ليس عنصرياً كترامب ولا هو أيضاً غير مناسب ليكون زعيماً وطنياً. الا أنه يلفت أن الفرق الاساسي بين الرجلين يكمن في أن ترامب يعتقد أن الصدام قائم بين حضارتين، بينما يعتقد أوباما أن الصدام حاصل بين حضارة واحدة، وأن الاميركيين ليسوا الا أضراراً جانبية أحياناً في هذا القتال بين المسلمين الحداثيين والمسلمين الأصوليين.


حذر مبرر
وفي إطار السجال القائم حالياً في شأن السبب الذي يدفع أوباما إلى تجنب استخدام تعبير "الاسلام الراديكالي" أو "الاسلام العنيف"، يقول غولدبرغ إن هذه المسألة تشكل أساساً "غير لاعقلاني" لنقاش مفيد.
وفي المقابل، نظراً الى وقائع الميدان، يلفت إلى أن أكثر القتال ضد داعش تنفذه دول ذات غالبية مسلمة ومنظمات مسلمة، وأن غالبية زعماء تلك الكيانات لا تحبذ سماع الولايات المتحدة تبالغ في تعميم وصفها للمعركة، لذا "يبدو لي أن الحذر الدلالي لأوباما مبرر".



وفي المقابل، ليس ترامب بحسب غولدبرغ قادراً على اجراء ذاك النوع من التحليل الذي أجراه أوباما للانقسام داخل الاسلام، إلا أن هذا الأمر ليس الخطيئة الوحيدة للمرشح الديموقراطي، وإنما "خطيئته الاساسية هي رفضه الاستماع الى خبراء في الجيش والاستخبارات الاميركية الذين يجادلون بأنه يخدم داعش بشيطنته الاسلام". فلطالما قال زعيم "داعش" أبو بكر البغدادي أن لا مكان في الغرب للمسلمين الملتزمين. وأحياناً يعطي ترامب الانطباع بأنه يشاطره هذا الرأي، وأنه يخدم قضية "داعش.


مقاربة ترامب كارثية
وعلى رغم هذا الدفاع القوي لغولدبرغ عن تعامل أوباما مع قضية الإرهاب الراديكالي، يقول إن هذا لا يعني إن أوباما بذل جهوداً كافية أو الجهد الصحيح في معركته مع "داعش". ولكن إذا كانت مقاربته للتحدي الذي يمثله الإرهاب الاسلامي غير مرضية عاطفياً، ومع أنه أحياناً متشائم جداً حيال امكان التغيير في الشرق الاوسط، فان "مقاربة ترامب هي ببساطة كارثية".
Twitter:@monalisaf


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم