الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

أوبرا "عنترة وعبلة" للمرة الأولى بلغة الضاد!

ميليسا لوكية
أوبرا "عنترة وعبلة" للمرة الأولى بلغة الضاد!
أوبرا "عنترة وعبلة" للمرة الأولى بلغة الضاد!
A+ A-

ليس صحيحاً ما يُقال عن أنَّ الفترة الفنية الذهبية في لبنان قد ولّت إلى غير رجعة، لأنَّ هذا البلد الصغير بجغرافيته فقط لا يزال يصدّر إبداعات تؤكّد أنَّه لا يزال منارة للشرق. وإذا فقدت البلاد أهم الشخصيات التي ظهّرت صورتها بأزهى حُلّة، أمثال منصور الرحباني، ريمون جبارة، وليد غلمية وغيرهم، فهذا لا يعني أنَّ ليس ثمة من طاقات شبابية مُميزة تجهد لإعادة ترميم وجه لبنان البهي بعدما شوّهته السياسة، وذلك عبر الفن الأصيل.


بعد مخاض وتجارب دامت 165 عاماً، آن الأوان لكي يتمتّع محبّو الأوبرا بعرض يحاكي الروح والقلب النابضين بالعربية، إذ سيكون مسرح كازينو لبنان يومي 9 و8 تموز المقبل على موعد مع عرض أوبرالي يقدّم للمرة الأولى بلغة الضاد، يحمل عنوان "عنترة وعبلة"، وهو من بطولة غسان صليبا الذي يؤدي دور عنترة، السوبرانو لارا جوخدار بدور عبلة، السوبرانو كونسويل الحاج، البريتون ماكسيم الشامي، البريتون إبرهيم إبرهيم، التينور بيار سميا، التينور شربل عقيقي، هذا إلى جانب فريق يضمّ 200 مغن متخصص في غناء الأوبرا بالعربية، 30 طفلاً وفرقة رقص، على أن يرافق الأداء الفني بعزف مباشر تؤدّيه فرقة "أوبرا لبنان السمفونية".
وقبل أن يعود ملحن هذا العمل مارون الراعي بالذاكرة إلى الوراء، في محاولة لإعادة إحياء ذلك الزمن الجميل الذي لم يمر مرور الكرام على لبنان، يشرح لـ"النهار" أنَّ "هذا العمل من إخراج ميرانا نعيمة وجوزف ساسين، ومن المتوقع أن يحضره نحو 2000 مشاهد"، مضيفاً أن "لبنان شكّل خلال الأعوام المئة وخمسة وتسعين الماضية حقل تجارب بالنسبة إلى عدد من الطامحين إلى خوض تجربة الأوبرا بهذه اللغة، بدءاً من مارون نقاش، مروراً بملحن النشيد الوطني وديع صبرا وجروج فرح ووصولاً إلى السوبرانو اللبنانية يولا يونس ناصيف التي استندت إلى هذه المحاولات لتتمكّن أخيراً من كتابة منهج خاص لتقديم الأوبرا بلغة الضاد". ومن أبرز ما سيميّز هذا العمل، عدا عن أنَّه سيجعل لبنان منبراً للإبداع، أنَّه سيضمّ رقصاً وغناء، وستعرض للمرة الأولى خلاله الرقصة الخليجية "العُرضة" على وقع عزف أوركسترا سمفونية.
وبدءاً من العام 1991، يتابع "اتخذت إدارة المعهد الوطني العالي للموسيقى- Conservatoire، عندما كان على رأسه الدكتور وليد غلميه، قراراً بأن يصبح هذا التخصص من التخصصات الرسمية المعتمدة فيه، فتخرّج من هذا البرنامج حتى هذا اليوم نحو 250 طالباً".
وفي العودة إلى تفاصيل هذا العرض، فيقول الراعي إنَّ مؤلفه هو كاتب الـLibretto أنطوان معلوف، في حين أنَّ منتجيه هم رجل الأعمال اللبناني فريد الراعي وعدد من رجال الأعمال المقمين في الصين، روسيا والخليج، والذين شاؤوا الاستثمار في مشروع صناعي- ثقافي- سياحي يتخطى حدود لبنان لتصل أصداؤه إلى العالم العربي الغني بدور أوبرا تمتد من المحيط إلى الخليج، والذي يعتمد العروض الغربية غربية، بما جعله يتعطّش أكثر إلى الأوبرا المغناة بالعربية".
وفي حين يشرح الراعي أنَّ هذا العمل استغرق 25 سنة من وقته لكي تكتمل طريقة الكتابة الأوركسترالية اللحنية والبوليفونية، يعرب عن فرحه بالتوصل إلى هذا النوع من العمل لأنَّ "الفترة الذهبية التي عاشها لبنان من الخمسينات حتى العام 2010 انتهت على حساب مرحلة جديدة من الأوبرا، ألا وهي الأوبريت Operette". وهنا، يختم بأنَّ لبنان عايش الأوبرا قبل الـOperette، مع العلم أنَّ هذه الأخيرة هي "ابنة" الأوبرا، ولكن كما العادة فإنَّ "البنت تلد قبل أمها في لبنان"، وفق الراعي.


 


 


[email protected]


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم