الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

هجوم جديد في قلب اسطنبول يستهدف شرطة مكافحة الشغب وأردوغان يتوعّد بمواصلة الحملة على "العمال الكردستاني"

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ب، "الأناضول")
هجوم جديد في قلب اسطنبول يستهدف شرطة مكافحة الشغب وأردوغان يتوعّد بمواصلة الحملة على "العمال الكردستاني"
هجوم جديد في قلب اسطنبول يستهدف شرطة مكافحة الشغب وأردوغان يتوعّد بمواصلة الحملة على "العمال الكردستاني"
A+ A-

هجوم إرهابي آخر في منطقة حيوية باسطنبول استهدف السلطة وهيبتها ممثلة بشرطة مكافحة الشغب وتسبب بمقتل سبعة من رجالها الى أربعة مدنيين. وسارع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على عادته في مثل هذه الهجمات، إلى اتهام "حزب العمال الكردستاني"، مؤكداً أن الحملة على "الإرهاب" لن تتوقف "حتى يوم القيامة".


في ساعة الذروة الصباحية فجرت قنبلة أوتوبيساً لشرطة مكافحة الشغب، فقُتل 11 شخصاً وأصيب 36 آخرون.
وحصل الانفجار العنيف قرب محطة الترامواي في وزنجيلر بحي بيازيد القريب من المواقع السياحية الشهيرة في وسط المدينة ومنها مسجد السليمانية التاريخي، وأقفلت السلطات المحطة وهذه المنطقة قريبة أيضاً من البازار الكبير وأسواق تجارية وجامعة اسطنبول حيث كانت تجري امتحانات ثم أُلغيت.
وقلبت قوة الانفجار الاوتوبيس، وألحقت أضراراً بفندق مقفل مجاور وحطمت زجاج المسجد.
وسارع محافظ اسطنبول فاسيب شاهين إلى مكان الانفجار. وقال إن القنبلة كانت مزروعة في سيارة وأنها انفجرت لحظة مرور الحافلة.
وعاد أردوغان عدداً من الجرحى في مستشفى هاسيكي. وقال إن "هذه الهجمات تستهدف الأشخاص الذين يعملون لضمان أمن البلاد، لا يمكن التساهل حيالها ولا مسامحة مرتكبيها". وأضاف :"ليس أمراً جديداً أن تنفذ المنظمة الإرهابية هجمات في المدن"، لكن "مكافحتنا للإرهاب ستتواصل من دون خوف أو تعب حتى النهاية، حتى يوم القيامة". وأشار إلى أن "الشرطة والاستخبارات، ومعها العاملون في مجال القضاء، يقومون بتحقيقاتهم"، آملاً في التوصل إلى طرف قريباً. ورأس أردوغان، الذي عاد جواً إلى أنقرة في وقت لاحق، قمة أمنية في حضور عدد من الوزراء وضباط الجيش الكبار ومسؤولي الاستخبارات.
وتعهد رئيس الوزراء بن علي يلديريم إجراء تحقيق كامل لتعقب المهاجمين.
وندد وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو بـ"المجرمين الذين يهاجمون الأبرياء في (اليوم الثاني من شهر) رمضان".
وبعد ساعات، أوقفت الشرطة أربعة مشتبه فيهم واقتيدوا إلى مقر الشرطة الرئيسي في اسطنبول، على ما أوردت وكالة "الأناضول" التركية شبه الرسمية، بينما أفادت وكالة "دوغان"، الخاصة، ان هؤلاء استأجروا السيارة المستخدمة في الهجوم. ولم تتوافر معلومات إضافية، ذلك أن السلطات فرضت تعتيماً إعلامياً على سير التحقيق ومنعت وسائل الإعلام من نشر أي شيء يتعلق به.
ورأى خبراء أمنيون أن أسلوب تنفيذ هجوم بيازيد، شبيه بأسلوب "حزب العمال الكردستاني".
وهذا الهجوم هو الرابع سنة 2016 في اسطنبول، وكان هجومان سابقان على معلمين سياحيين في ميدانَي السلطان أحمد وتقسيم، والهجومان الآخران على هدفين أمنيين. واتُهم تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) بالهجومين الأولين، مع العلم أنه وجه تهديدات عدة الى تركيا ولكن لم يعلن مسؤوليته عن أي هجوم على أراضيها. وتبنت منظمة "صقور حرية الكردستان" الكردية المنشقة عن "حزب العمال الكردستاني" الهجومين على الهدفين الأمنيين.
وتحدث عدد من الشهود عن سماع إطلاق نار. غير أن ثمة شكوكاً في ما إذا كان المهاجمون فتحوا النار أم رجال شرطة كانوا يحاولون الدفاع عن زملائهم.
وقال مصطفى جليك (51 سنة) الذي يملك وكالة سياحية في شارع خلفي قرب مكان الانفجار :"قيل لنا إن الشرطة كانت تحاول إبعاد الناس عن مكان الانفجار". وشبه أثر الانفجار بالزلزال، إذ "شعرتُ بالضغط وكأن الأرض تتحرك تحت قدمي". وتضرر قطاع السياحة الذي بلغت عائداته 31,5 مليار دولار (27,9 مليار أورو) مباشرة من الهجمات، وتجلى ذلك في تراجع ملحوظ في عدد الحجوزات للصيف المقبل. وانخفض عدد السياح الأجانب إلى تركيا بنسبة 28 في المئة في نيسان وهو الانخفاض الأكبر منذ 17 سنة.
ومعلوم أن سلاح الجو التركي يشن باستمرار غارات على القواعد الخلفية لـ"حزب العمال الكردستاني" في شمال العراق، ويقصف معاقل التنظيم في جنوب شرق تركيا. ومساء الاثنين أغارت مقاتلات "أف 16" على أهداف في شمال العراق، استناداً الى بيان لهيئة الأركان التركية. وسقط نحو 500 جندي تركي في هذه المواجهة المفتوحة منذ تموز 2015، وذلك استناداً الى أرقام رسمية للجيش التركي الذي يفيد في المقابل أنه قتل نحو 4900 مقاتل لـ"حزب العمال الكردستاني" في جنوب شرق تركيا وشمال العراق.


تنديد واستنكار
وأكدت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل وقوف ألمانيا إلى "جانب تركيا في حربها ضد الارهاب". وندد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بشدة بـ"الاعتداء الإرهابي المقيت" ووجه التعازي الى ذوي الضحايا.
وعبًر الأمين العام لحلف شمال الاطلسي ينس شتولتنبرغ عن تضامنه مع أنقرة. كما أعرب الاتحاد الأوروبي التضامن مع تركيا "الملتزمة العمل معاً لمواجهة خطر الإرهاب العالمي".
واستنكر السفير الأميركي جون باس الهجوم "البشع". وكتب في موقع " تويتر" أن الولايات المتحدة تقف "جنباً إلى جنب مع تركيا في الحرب على الإرهاب".
وفي نيسان حذرت الولايات المتحدة رعاياها من "تهديدات ذات صدقية" للسياح في اسطنبول وانطاليا بجنوب تركيا. ونددت أكثر الدول العربية والأوروبية بالاعتداء، وكذلك فعلت إيران.
وجاء في بيان لـ"الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" أن "الشعب السوري هو أكثر من يشاطر ضحايا الإرهاب مشاعرها، وهو أكثر من يدرك مقدار البشاعة الذي تحمله مثل هذه الجرائم، خاصة انه تعرض طوال سنوات، ولا يزال يتعرض بشكل يومي، لإرهاب نظام الأسد، والجماعات الإرهابية المرتبطة به".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم