السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

رسائل رئاسية جدية وإيجابية... لكن؟

أ. ف.
رسائل رئاسية جدية وإيجابية... لكن؟
رسائل رئاسية جدية وإيجابية... لكن؟
A+ A-

انتهت "همروجة" الانتخابات البلدية والاختيارية من دون أن تنتهي بعد مفاعيل نتائجها السياسية وتحديد الخسارة والربح لدى كل طرف. فعاد الافرقاء السياسيون الى ملفاتهم اليومية التي لا حلول لها، من الفراغ الرئاسي الى قانون الانتخاب وجلسات الحوار وملف النفايات ونقاشات جلسات مجلس الوزراء وحماوتها، وحتى مبادرة الرئيس نبيه بري للخروج من الأزمة الدستورية، وخصوصاً الرئاسية.


رغم الاشارات الرئاسية التي صدرت، ان كان بعد مبادرة الرئيس برّي أو بعد مبادرة البطريرك الماروني والرئيس الفرنسي، الا أن لا شيء في الأفق الرئاسي. هذه الاشارات وردود الفعل التي سمعناها في الايام الأخيرة عززت الانطباع ان الأنظار متوجهة صوب العماد ميشال عون، وخصوصاً بعدما قال النائب سليمان فرنجية أثناء الادلاء بصوته انه اتصل بالرئيس سعد الحريري طالباً منه عدم الشعور بالحرج في ما اذا كان يريد التصويت للعماد عون لأنه هو ايضاً سيصوّت له. علماً أن بكركي لم تدخل يوماً في مسألة تسمية مرشحين للرئاسة.
يضع مؤيدو تولّي العماد ميشال عون سدّة الرئاسة رسائل فرنجية في خانة الايجابية تجاه العماد عون، لو كانت مقرونة ببعض اللطشات نتيجة نقل كلام في طريقة خاطئة على لسان رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل الذي عاد ووضّح كلامه ألا تنافس مع "المردة" وهو لم يقل انهم غير موجودين. ولا يستغرب المؤيدون أن يعي الأفرقاء ان حلّ الأزمة الدستورية يمرّ حتماً عبر العماد عون أي الرئاسة وقانون الانتخاب والانتخاب الفعلي، ولا حتى الاشارات الجدية الصادرة صوبه. ويؤكدون انه حتى الفريق المستقبلي، وهو الأكثري راهناً في مجلس النواب، "في ظل تعنّته وتمسّكه بالسلطة وعدم انفتاحه على عون، رغم كل ذلك، صار يعي أنه أصبح مضطراً أن يعتمد الواقعية السياسية عبر الذهاب الى عون للإنقاذ ووضد حدّ للتطرّف، وليس فقط عملاً بسياسة تحديد الخسائر التي مني بها". حتى انهم يرون انه برهن ان علاقاته متوازنة مع الجميع، بمعنى أنه أرسى اتفاقات من دون أن يتنكّر لتفاهماته وسار بها بها في كثير من الأحيان على حساب تمثيله وحيثيته. كما لم يذهب بعكس اقتناعاته ولم يكبّل نفسه، أي أنه صعد الى معراب (الاتفاق المسيحي 2016) من دون التنكر لمذكرة التفاهم مع "حزب الله" العام 2006.
اذاً، من الطبيعي أن تصدر اشارات جدية وواعدة صوب حل الأزمة الدستورية التي تمرّ حتماً بالعماد عون، ومن الطبيعي أن تتلقف الرابية هذه الاشارات وتتفاعل معها، لكن من دون أن يعني ذلك ان الأمر أصبح في الجيب أو انها أصبحت صاحبة سلطة. بمعنى آخر، لا إكثار في التفاؤل، وهذا ما يفهم، أولاً، من الوزير باسيل بعدم المبالغة في الاشارات، فهو خاض جولات طويلة من التفاوض مع "المستقبل" ويعرف ان المبالغة في التفاؤل خطأ، وثانياً حمايةً لتلك الاشارات، وخصوصاً أن الأمر ما زال غير ملموس الى الآن.
لكن ماذا لدى سعد الحريري بعد هزيمة طرابلس؟ كي يعود الى السلطة ويستردّ زعامة بدأت تتبعثر منه، لا شيء أمامه إلا أن يقبل بالعماد عون رئيساً، علّه يصبح رئيس الحكومة المقبل.


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم