الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

دعم "حزب الله" للأسد يجعله يخسر لبنان\r\n

المصدر: ( عاموس غلبواع، "معاريف"، 10/6/2013)
A+ A-

في الاسبوع الاخير امتلأت وسائل الاعلام بالتقارير التي تحدثت عن 15 الف مقاتل من "حزب الله" يشقون طريقهم الى حلب من اجل اعادتها الى سيطرة نظام الاسد. وهذا كلام غير موثوق تتميز به وسائل الاعلام العربية والاسرائيلية، وكذلك بعض وسائل الاعلام العالمية، في كل ما يتعلق بما يجري في سوريا.


في هذه الفترة نُشر بحث شامل ومفصل عن التدخل العسكري لـ"حزب الله" في سوريا. وهو صادر عن "مركز المعلومات للاستخبارات والارهاب". وهذا هو البحث العملي الوحيد الذي صدر حتى الآن في هذا الموضوع، وهو يتضمن تفاصيل تتعلق بنحو 100 شخصية من مقاتلي وقادة حزب الله ممن قتلوا مرفقة بصور الكثيرين منهم.


ان اهم النقاط المركزية التي يطرحها البحث هي: حتى قبل بضعة اشهر كان تدخل "حزب الله" في الحرب الاهلية السورية محدوداً، لكنه منذ ذلك الحين تصاعد وبلغ رقما قياسيا بلغ آلاف المقاتلين. وجاءت هذه الانعطافة على خلفية التخوف من أن يكون نظام الاسد على وشك السقوط، وكانت المصلحة العليا للحزب تقضي بعدم السماح بذلك لأن سقوطه معناه بداية سقوطهم. وقد كان هذا أمرا صريحا من ايران لنصرالله. إيران نفسها تساعد بقدر الامكان الاسد ولكنها تحاذر ارسال مقاتلين من جانبها. لذا فإن الذراع المقاتل الذي ينوب عنها في سوريا هو "حزب الله"، والانطباع هو أن ايران ستكون مستعدة للقتال في سوريا حتى آخر رجل من الحزب.


تتحرك القوة المقاتلة لـ"حزب الله" في مكانين أساسيين: الاول هو مقام "الست زينب" جنوب دمشق، الاكثر قدسية للشيعة. اما المكان الثاني فهو القصير، مدينة فيها أغلبية سنية، قرب الحدود اللبنانية، جنوب غرب حمص. أهميتها هي أولا وقبل كل شيء بالنسبة لـ"حزب الله" وبقدر أقل بالنسبة للسوريين، بسبب كونها مفترق طرق يمكن منه تحريك شحنات السلاح الى البقاع اللبناني الواقع تحت سيطرة الحزب. وتوجد حول القصير قرى شيعية كثيرة كانت خاضعة للهجمات من جانب السُنة، ويدعي "حزب الله" انه جاء ليحميها. النجاح في القصير هو أولا وقبل كل شيء للحزب، الذي تلقى مساعدة جوية ومدفعية سورية.


ان الصراع الحقيقي الذي يخوضه الاسد ليس في القصير بل في حمص المجاورة، حيث يسيطر الثوار السنة في البلدة القديمة. وسيكون من المفيد أن نرى ما اذا كان "حزب الله" سيساعد الجيش السوري في الهجوم المرتقب في المدينة. اذا فعل ذلك، وفي حمص لا يوجد شيعة، فمعنى الامر عندها أن حزب الله ينضم بكامله الى الحرب الاهلية السورية ويبدأ عملية "فيتنمة" في سوريا.


قد يكون فيما يحصل فوائد كبيرة لاسرائيل لانه كلما سفك "حزب الله" دما وتورط هناك ، كلما كان افضل بالنسبة لنا. لكن هناك مخاطر لأن الاسد سيكون مدينا للحزب وسيحاول ان يعوض له بالسلاح الحديث. وكلما اصبح وضع نصرالله حرجاً، فقد يرغب في أن يثبت في أنه لا يزال يعمل ضد اسرائيل وليس فقط ضد السُنة. لكن الدرس الاهم لاسرائيل هو ان "حزب الله" هو أولا وقبل كل شيء تابع لإيران، والمصلحة اللبنانية توجد عنده فقط في المكان الثاني.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم