الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

الخطر يهدّد البيت الأحمر مجدداً دعاوى بهدف الهدم رغم قرار عريجي

مي عبود ابي عقل
الخطر يهدّد البيت الأحمر مجدداً دعاوى بهدف الهدم رغم قرار عريجي
الخطر يهدّد البيت الأحمر مجدداً دعاوى بهدف الهدم رغم قرار عريجي
A+ A-

عاد خطر الهدم يهدد البيت الاحمر. فرغم قرار وزير الثقافة ريمون عريجي الرقم 517 الذي اصدره في 4/2/2016 والقاضي بـ "عدم الموافقة على هدم البناء التراثي القائم على العقار 491 من منطقة رأس بيروت العقارية"، أخلى آل ربيز المنزل الذي سكنوه على مدى ثمانين عاماً، وتحول بيتاً مهجوراً خاليا من الحياة.


ولم يبق صامدا من المبنى سوى المحال في الطابق الأرضي: واحد لبيع النظارات الطبية لصاحبه عاكف حمدان، و"ميني ماركت الحلو" لصاحبه واصف الحلو، و"ملحمة العيتاني" لصاحبها عبد الحفيظ العيتاني.
وبعدما اطمأن الجميع أن هذا المبنى التراثي محمي بقرار رسمي من وزير الثقافة، فوجىء المستأجرون بتلقيهم اشعار تبليغ لموعد جلسة محكمة في 10 أيار الجاري، بناء على الدعوى المقامة من مالكي العقار بهدف "استرداد المأجور لأجل هدم البناء المقام عليه، وإقامة بناء جديد مكانه، لقاء تعويض يدفع للمستأجرين، ونظرا لعدم تجاوب المدعى عليهم لحل المسألة رضائيا، استمهلت القاضية ايمان عبد الله مدة شهرين لحين توكيل المستأجرين محامين.
يرفض حمدان وحلو والعيتاني الذين قضوا اكثر من نصف قرن من حياتهم في هذه الدكاكين مغادرتها، ويرندحون مع السيدة فيروز أغنيتها "صار لي شي مية سنة مشلوح بهالدكان"، فإلى أين بعد كل هذا العمر؟ وتفاءلوا بعدما سرت معلومات عن نية المجلس البلدي لمدينة بيروت استملاكه وتحويله مركزاً ثقافياً، كونه يقع في منطقة ثقافية بامتياز تضم الجامعة الاميركية وصالات مسارح وسينما ومراكز ثقافية لسفارات دول اجنبية.
في التقرير الذي رفعه خبراء الآثار الى الوزير عريجي بنتيجة الكشف الذي قاموا به على هذا البيت، تبين انه "لا يزال يحتفظ بتشكيله الهندسي وعناصره التراثية، وبني على مراحل عدة يعود اقدمها الى نهاية القرن التاسع عشر، ويشكل شاهدا متفرداً لتطور نمط هندسي على مدى عقود كان رائجاً في منطقة رأس بيروت التي كانت تتمتع بطابعها التراثي المميز". وهذا ما جعل عريجي يبدي عدم الموافقة على الهدم.
تعيد هذه القضية لتطرح من جديد ضرورة اقرار قانون للتراث يحمي المباني التراثية والمواقع الاثرية من جهة، ويحفظ حقوق المالكين والمستأجرين من جهة ثانية، ويحمل الدولة مسؤولياتها في الحفاظ على تراث بيروت خصوصاً.


[email protected]
Twitter:@mayabiakl

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم