الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

لوركا سبيتي مرآة ضيوف لا ينبغي إزعاجهم

فاطمة عبدالله
لوركا سبيتي مرآة ضيوف لا ينبغي إزعاجهم
لوركا سبيتي مرآة ضيوف لا ينبغي إزعاجهم
A+ A-


تخرج لوركا سبيتي عن السائد المندفع بمعظمه نحو الانزلاق، وتقدّم عبر "ان بي ان" حوارات هادئة. اسم البرنامج "اسأل قلبك"، تقدّمه برغبة في طعم النجاح المختلف. نَفَس الشاعرة حاضر وقلق الوصول يرسم معالم الوجه.


البرنامج يسير في الظلّ، لا يناسبه سطوع شمس ولا هطول مطر. هادئ من دون ضجر، ينأى بالنفس قدر المستطاع ويتفادى التورّط. فيه علّتان: طول المقدّمة وعرضها ومدح الضيف بما يزيد عن حدّه. مسألةٌ أخرى إن استحقّ المديح أم لا، لكنّ الحذر من التبجيل واجب.
يملك البرنامج ورقة لمصلحته: طابع الحوار الذاتي. قال طلال سلمان لسبيتي إنّ هذا لن يهمّ كثيرين ربما، بعدما وجد في شهادة جورج غانم عن مسيرته اتجاهاً يروقه أكثر من أسئلة الماضي والفقر والطفولة. هنا ذاتية الحوار تخلّصه من انتقاده. استضافة طلال سلمان أو دريد لحّام مثلاً تفترض طرح السؤال الساخن بنبرة مستفزَّة. مع سبيتي، حوارهما فُرِّغ من تشنّجاته. نوعية البرنامج لا تفرض عليها المشاكسة. ضيفها ممجَّد محمول على الأكفّ لا ينبغي إزعاجه. حلقاتٌ القصد منها الحضّ على البوح. والدة مارسيل خليفة وتراتيل الكنيسة. عمشيت وقضايا الفقراء. وحشية الحروب والأساتذة الأول. بهدوء ونظرات شاردة، يقدّم خليفة إجاباته، وسبيتي سعيدة. وكان لقاء رقيق مع ماغي فرح، فسألتها عن الخوف والخصومات والمرء، أهو مخيّر أم مسيّر؟ في النهاية، حوارات سبيتي ناضجة وفي إمكانها أن تكون أنضج. شَدّ المقدّمة واختزالها وضبط العواطف مهما اتقدت، فيكون الضيف مرآة نفسه، ولا تكون هي مرآته الناصعة.
الجَلْد خارج أولويات سبيتي فلا تعاقب الضيف بإدانته. هو في برنامجها كالجالس على أريكة طبيب نفسي. تريحه، تؤمّن له الأجواء لينسى أنّ العيون تشاهد. وحده طلال سلمان لم ينسَ، وربما لم يسترح. دريد لحّام فاقه طمأنينة. أصرّت سبيتي على أنّه عاش فقيراً محروماً، فامتعض. ثم شكرته على البوح. "العفو تؤبشيني"، أجاب بلسانه الدافئ.


[email protected]
Twitter: @abdallah_fatima

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم