الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

"تفل قهوة" تمرّد امرأة و"تابو" جريء على خشبة المسرح

المصدر: "دليل النهار"
اسراء حسن
اسراء حسن
"تفل قهوة" تمرّد امرأة و"تابو" جريء على خشبة المسرح
"تفل قهوة" تمرّد امرأة و"تابو" جريء على خشبة المسرح
A+ A-

صرخة فنية جديدة ستسجل ضمن انجازات المرأة، ستكون محور جدل في المجتمع اللبناني المنقسم كعادته ما بين المحافظين والمتحررين وتطلقها هذه المرة مروة قرعوني عبر خوضها تجربة جريئة لن تخلو من المجازفة والمغامرة لتضمنها محرمات اجتماعية ودعوات الى الانتفاض على ما يسمى بالمسلمات العقائدية.


منذ نحو السنة، نظرت قرعوني في قعر فنجان قهوة، حدّقت فيه مليّا، إلى أن غرقت في "تفله"، فلاحظت مستنقعا بمياه راكدة، عالقة، غير قادرة على التحرك، تغزوه مرارة قاتمة لا يمكن الافادة، فقررت أن تتمرّد باحثة عن الجانب الأبيض في "التفل" الأسود لتثور مع رياحه وتوظفها لصالحها.


"تفل قهوة" أول عمل مسرحي مونودرامي للمخرجة اللبنانية الشابة قرعوني، سيبصر النور كعرض أول عند التاسعة والنصف من مساء الأربعاء المقبل (25 أيار) على خشبة مسرح تياترو فردان في سنتر "Dunes" لينطلق في عرض أسبوعي كل أربعاء وأحد في التوقيت والزمان اياهما.


استغرق تنفيذ العمل نحو 6 أشهر، وهو فكرة وتمثيل وإنتاج قرعوني وتأليف الروائي هيثم الطفيلي في حين تولى النص المسرحي والاخراج الدكتور هشام زين الدين.


القصة التي تحكي عنها (مريم) أو قرعوني تتضمن نقدا ذاتياً للمجتمع وتتحدث عن علاقة امرأة بنفسها وعلاقتها بالمرأة الأخرى والمجتمع والرجل والسياسة والدين. هذه المرأة أرادت أن تقطع كل تواصل مع العالم الخارجي وتحاصر نفسها بين الجدران الأربعة لأنها رأت في توجّهات المجتمع نحو بعض المسائل تقييداً للحرية والتقدم والتطور.
هو تمرّد على المعتقدات والعادات والأعراف والتقاليد الاجتماعية في العالم الخارجي ورفض العيش رهينة لافكار "خاطئة" كتفضيل الدين على الله والسياسيين على الوطن والزواج على الحب والواقع على الحلم.


على مدى ساعة من الزمن ستعرض مريم ما عانته من تجارب قديمة جديدة أوصلتها إلى هذه المرحلة التي لم يعد باستطاعتها التواصل مع المجتمع الخارجي فجاء قرار الانعزال.


توضح قرعوني لـ"النهار" أنها متشوقة لتقديم العمل كونها تعتلي خشبة المسرح للمرة الأولى، وقررت أن تقدم شيئاً من المسرح الحديث بأسلوب مونودراما من دون أن تنكر أنها افادت من خبرات المسرحيين في لبنان كرفيق علي أحمد وندى أبو فرحات وغيرهما من الذين قدموا هذا النوع من الفن. لم تتنكّر قرعوني لكونها مخرجة سينمائية، إذ تولّت الاخراج السينمائي من خلال إدخال عناصر سينمائية بالتوازي مع الاخراج المسرحي الذي تولاه الدكتور هشام زين الدين.


تصرّ على أنها تريد أن تقدم فناً هادفاً مستوحى من قضايا المجتمع التي تعتبر بمثابة "تابو"، وهي تجنّد نفسها على اعتبار أنّ أي عمل يقدّم اليوم وفي هذه الظروف بالذات هو مجازفة في زمن الحرب.


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم