السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

عمّار شلق: الدراما اللبنانية نهضت على أكتافنا

نداء عودة
عمّار شلق: الدراما اللبنانية نهضت على أكتافنا
عمّار شلق: الدراما اللبنانية نهضت على أكتافنا
A+ A-

صديق للناس وشريك في قضاياهم، فليست غريبة تلك النوستالجيا التي حمّلها لأحاسيسه وهو يلعب دور الضابط التحري الشريف والمنحاز لقضايا الشرفاء في "كواليس المدينة"، المسلسل الذي يحصد نجاحاً كبيراً على شاشة "الجديد". وسواء في المسرح أو السينما أو الدراما فهو الممثل الفنان والكادح المشاكس الذي لا يتغيّر.


■ هل ترى أن دورك في "كواليس المدينة" مفصليّ في مسيرتك كممثل؟
- طبعاً هو دور مفصلي كضابط يمثّل ضمير الناس والوطن. كلنا نحلم برجال أمن وقياديين يفكرون في قضايا المظلومين، وأن يكون حضورهم أكبر.


■ قضايا الفساد غائبة عموماً عن الدراما اللبنانية، ماذا تقول عن ذلك؟
- لعلّ "كواليس المدينة" يكون فاتحة الطريق، فكاتبته هي الإعلامية غادة عيد التي قدمت على مدى سنوات برنامجها "الفساد" على محطة "الجديد" وتناولت فيه ملفات حقيقية عايشتها عن قرب. طبعاً عمل بلال شحادات على المعالجة الدرامية ينمّ عن فهم عال للمعادلة، وكذلك المخرج أسامة الحمد الذي ترك بصمته وأخرج العمل بأمانة ووصل بصدق الى الطبقات والتركيبات الإجتماعية المتناقضة.


■ ثمة انسجام واضح بين الممثلين كأنهم تعاطفوا مع روحية النصّ وأبطاله، فماذا عن ذلك؟
- رغم أن تشكيلة من الممثلين تجتمع معاً للمرّة الأولى، وهذا أمر يشكر عليه أسامة الحمد والثقة به كمخرج جعلتهم يعشقون العمل ويشعرون أن المسلسل هو تظاهرة من التظاهرات في البلاد ضدّ التجاوزات والفساد.
الممثلون يلعبون شخصياتهم من قلبهم بحيث يستشعر المشاهد صدق ميرفا القاضي والأداء الشفاف لسارة أبي كنعان وبراعة يوسف حداد والتناغم الواضح بين مجدي مشموشي وطلال الجردي ومثلهم كارمن لبّس وإلسا زغيب وجميع الممثلين.


■ هل ترى أن "كواليس المدينة" سيفتح اتجاهاً جديداً في الدراما اللبنانية التي ابتعدت كثيراً عن واقع الحياة اللبنانية ومعاناة الناس؟
- على مستوى الأعمال التي شاركت فيها كانت ثمة محاولات في هذا المجال مثل "رماد وملح" الذي تناول الحرب الأهلية، و"أوراق الزمن المرّ" الذي حاكى واقع القرية والمدينة، لكن "كواليس المدينة" أهمها. هناك كتّاب سيتشجعون لكتابة قصص من واقع الناس غير تلك الخيالية السائدة غالباً.


■ إذن، ترى أن ثمة مشكلة في الكتابة الدرامية؟
-المشكلة أن بعض الكتّاب اللبنانيين ليسوا على تماسّ مباشر مع الناس ولا يعرفون همومهم إلا من خلال قصة قرأوها أو خبر طالعوه في صحيفة.


■ في المقابل، ثمة كتّاب أثبتوا مقدرتهم، مثل علي مطر، فلماذا برأيك هم مستبعدون؟
- علي مطر من أهمّ الكتاب والفنانين اللبنانيين، عملت معه في مسلسل "سيناريو" وفي فيلم "خليك معي"، وكنا نخطّط لعمل جديد، لكن البلد لفظه لأنه لا يعرف أن يتزلّف لأحد أو يمسح جوخ لزعيم فهاجر، فكّر في مستقبل أولاده وأمانهم الإنساني. خسرناه وتستفيد منه كندا. لا أفهم كيف يفاخر اللبناني بالأدمغة المهاجرة بدلا من الحفاظ عليها. أليس عيباً التغني بقدرات جاليتنا في الخارج والتباهي بما تدرّه علينا من أموال ينهبها الزعماء؟


■ لعبت أدواراً تاريخية وأخرى عصرية بين الدراما والمسرح والسينما، بأي الأدوار تحلم؟
- شغفت برجالات التاريخ، فلعبت مثلاً أدوار عمر بن عبد العزيز، الإمام الحسين، تشي غيفارا، ثم عدت واكتشفت أن في مجتمعاتنا أبطالاً بسطاء وإنسانيين تركوا أثرا عميقا بين الناس، لكنهم مهمّشون. حلمت وأنا في الثلاثين أن أكون أول عربي يلعب دور المسيح في فيلم عربي ضخم، لكني الآن كبرت ولم أعد ملائماً للدور. أستغرب لماذا لم يفكر أحد في فيلم عربي عن المسيح لا الأزرق العينين بل الفلسطيني الأسمر كما قدّمه ميل غيبسون بحقائق جعلت الصهيونية تحارب غيبسون وتدفعه ثمناً.


■ هل تعزو وفرة أعمالك واستفاقة الدراما اللبنانية الى الأزمات التي تعيشها البلدان العربية اليوم؟
- أعمل بالشروط نفسها وبالنوعية التي لا أتنازل عنها، لذا فالدراما صعدت على أكتافي وأكتاف أبناء جيلي، جيل ما بعد الحرب. الحروب والأزمات العربية، ويا للأسف، أثرت، لكن نحن في لبنان قبل الحرب كنا رواداً في الدراما، وأثناء الحرب لم توجد بلدان تشكل بديلاً لنا، نحن أرض خصبة، لكن علينا اليوم أن نتكلم في موضوع دراما عربية مختلطة.


■ كيف؟ وما الهدف؟
- أنا مع الخلطات الدرامية المقنعة لا المركّبة والهشة على طريقة أن الأب سوري والإبنة لبنانية. الأميركيون أصبحوا رواداً في هذا المجال، لأنهم ليست لديهم عقد عنصرية فاستقطبوا فنانين من جنسيات مختلفة، روبيرت دينيرو من ايطاليا، ميل غيبسون من أوستراليا، جيم كاري من كندا... الخلطات العربية ستفتح السوق العربية وتغنيها وتطلقها الى العالم.


■ بريق شخصيتك في "كواليس المدينة" هل يشعرك بالتهيّب في اختيار شخصيتك المقبلة، وماذا تحضّر؟
- هذا الخوف يلازمني في خياراتي، لحرصي ألا تتشابه شخصياتي. أحضّر عملا جديدا، لكن "ما تقول فول إلا ما يصير بالمكيول".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم