الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

مواجهة في الشويفات... أرسلان أعلن "لائحة العائلات" وجنبلاط يدعم "المجتمع المدني"

المصدر: "النهار"
رمزي مشرفية
مواجهة في الشويفات... أرسلان أعلن "لائحة العائلات" وجنبلاط يدعم "المجتمع المدني"
مواجهة في الشويفات... أرسلان أعلن "لائحة العائلات" وجنبلاط يدعم "المجتمع المدني"
A+ A-

عشية الإنتخابات البلدية في الشويفات أكبر مدن وبلدات قضاء عاليه إتضح المشهد الإنتخابي وبدت الصورة سطوعاً كالشمس. فما كان يُراود ويُدغدغ مشاعر قاعدة الحزب التقدمي الإشتراكي على الأرض تحقق وإن بصورة جزئية، فيما بدا الحزب الديموقراطي متأهباً ومستعداً ولن يسمح لأي محاولة ليٍّ لذراعه في عقر داره.


فبعد فشل جميع محاولات التوافق على لائحة واحدة بين الحزب التقدمي الإشتراكي والحزب الديموقراطي اللبناني ربما بسبب رفع سقف الاشتراكي لمطالبه في اللائحة، وبالرغم من الأجواء الإيجابية التي بدت في أول الدرب من خلال اللقاءات المتتالية للنائبين وليد جنبلاط وطلال أرسلان وتمنياتهما بالتوافق في الشويفات، إلا أن الرياح أخذت سفن كل فريق في إتجاه معاكس لإتجاه الآخر، في وقت كان "المجتمع المدني" في المدينة ومن خلال مكوناته وجمعياته الأهلية يتحضر لخوض الإنتخابات وفي مخيلته أنه إذا لم يستطع دخول المجلس البلدي فإنه سيتقدم خطوات الى الأمام من خلال عدّاد الصناديق.



ووقت لجأ النائب أرسلان وحزبه للعمل مع عائلات المدينة لتسمية النخبة على اللائحة، بدا الفريق الآخر وكأنه يُغرد خارج السرب وفي ذهنيته حبّه للمنافسة في الصناديق، إنما يقول سنصب أصواتنا في اتجاه الكفاءات ولن نأبه للمحاصصة، مما أدى الى فَرطِ التوافق في مهده لأن الشياطين تكمن في التفاصيل، وإتجهت الأمور نحو المواجهة في صناديق الإقتراع، مواجهة حتى لا نقول معركة لطالما هذه العبارة استفزت كثيرين. مواجهة قد يعتبرها بعض من الإشتراكي أنها لـ"تحديد الأحجام"، فيما يضعها فريق آخر من الحزب نفسه في إطار المحاصصة في المجلس البلدي فقط. أمّا الحزب الديموقراطي اللبناني فيعتبر بأن " أحداً لن يستطيع ليّ ذراع الحزب ورئيسه لا في الشويفات ولا في غيرها من بلدات الجبل، والمشهد الإنتخابي على الأرض خير دليل. وإذا أراد أي فريق التنافس فنحن حاضرون وعائلات المدينة أيضاً حاضرة الى جانبنا".


ووقت اكتملت فيه لائحة "عائلات الشويفات" والتي تضم 18 عضواً، وبحسب العرف السائد في المدينة (11 من الدروز وخمسة من الروم الأرثودكس، ماروني وسني واحد)، والتي تبنتها عائلات المدينة والنائب طلال أرسلان والتي أعلنت من السرايا ألأرسلانية، إتجه الحزب التقدمي الإشتراكي الى لائحة "المجتمع المدني" التي تتألف من 11 عضوا من كافة ألأطياف قد يزداد عديدها واحدا أو ربما إثنين والتي سيُعلن عنها في الساعات القليلة المقبلة، فحرّك ماكينته الإنتخابية ليكون داعماً للائحة المجتمع المدني وربما لدعم بعض المرشحين المنفردين من خلال لائحة ستُعمّم على الناخبين في اللحظة الأخيرة لتصب في الصناديق، ومن المرجح أنها ستضم أسماء من لائحة المجتمع المدني الى بعض المرشحين المنفردين. وفي الخلاصة إتجه الحزب التقدمي الإشتراكي في إتجاه المجتمع المدني داعماً ومجيّرا له ماكينته الإنتخابية.
أمام هذا الواقع "اختلط الحابل بالنابل" وبدت إنتخابات الشويفات صريعة التشطيب و"اللوائح الملغومة". لكن من سيستطيع ضبط الأمور أمام صراع العائلات والحساسيات الضيقة؟ فالتوافق ولّى الى غير رجعة واللائحة الواحدة غير موجودة وعلى الناخب أن يُقرّر، وربما التشطيب وحده سيقرر مصير إنتخابات الشويفات.



المسيحي الحائر
كان المسيحيون منذ البداية في يدهم ضمانة من الفريقين الإشتراكي والديموقراطي أن أياً من المرشحين المسيحيين الذين يتم التوافق عليهم من عائلاتهم ورعيتهم سيكونون موضع تبنٍّ منهما. ولأن مبدأ التوافق كان سائدا بداية الأمر سمّت العائلات الأرثوذوكسية في الشويفات خمسة مرشحين بمباركة الرعية، فيما سمّي ماروني من عائلته ورعيته وبحسب العرف بأن يكون في هذه الدورة من حي الأمراء. إلا أنه، وبعد أن أقفل باب الترشح وإنقشاع الصورة، ظهر تنافس شديد بين لائحتين، وظهور إسم فارس جريديني (روم أرثوذوكس) على لائحة المجتمع المدني وهو مسؤول الحزب الشيوعي اللبناني وأمين أيوب (ماروني) على نفس اللائحة. هنا بدا المسيحي محرجاً بالرغم من التطمينات التي تلقاها من الحزب التقدمي الإشتراكي بأن الأعراف لن تُمس، ولكن تبقى العبرة في التطبيق: فهل سيتم الإيعاز الى الماكينات الإنتخابية بإحترام الأعراف وعدم التشطيب للحفاظ على "الكوتا" المسيحية في اللائحة بأن يبقى الستة أعضاء (خمسة روم أرثوذوكس وواحد ماروني)، خصوصاً وأن أي خرق للعرف لم تشهده المدينة من قبل وسيعد مؤشراً لمستقبل خطر.
هنا بدا المسيحي ضائعاً في صراعات الدرزي، إلا أن تبنّي النائب أرسلان علناً المرشحين المسيحيين في لائحة العائلات بدا واضحاً، وهنا يوضح مصدر مقرب من المرشحين المسيحيين لـ"النهار": "إن مسيحيي الشويفات لن يضيّعوا البوصلة ليتجهوا مع أي فريق ضد آخر، إلا أن مرشحينا ضمن لائحة العائلات ونحن ملتزمون بها كما هم إلتزموا بنا مع ترك الحرية للناخب طبعاً". واعتبر "ان التشطيب في اللائحة الواحدة سيؤثر سلباً على المرشحين المسيحيين وهذا ما لا نتمناه".



الأب كرم
وأعرب الأب الياس كرم  لـ"النهار" عن ارتياحه الكامل لمجرى سير الأمور في التحضيرات للعميلة الإنتخابية، وقال:" لقد سعينا منذ اللحظة الأولى لدعم أي توافق وأي لائحة توافقية، لكن في اللحظات الأخيرة لم نر غير تبني النائب طلال أرسلان لمرشحينا، والأهم أن لدينا ملء الثقة بكل المرجعيات السياسية والروحية والاجتماعية لدى طائفة الموحدين الدروز في الشويفات وخارجها للحفاظ على العرف الذي يقضي بوصول خمسة من الروم الأرثوذوكس وماروني، وأي خرق لهذا العرف في أي اتجاه كان سيؤثر سلباً على الحضور المسيحي وسيؤدي الى بلبلة وحساسية وربما تساؤلات. من هنا أنا أثق وأؤمن بحكمة العقلاء في هذا الأمر".
ومهما كانت الصورة وتطور الصراع، فالصناديق ستُحدّد مصير بلدية الشويفات، لكن الأهم أن مطلع الأسبوع المقبل سيكون إثنينه مغايراً على ابناء المدينة.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم