الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

"النهار" تحاور أوّل سيّدة لبنانية في البرلمان الكندي... فمن هي إيفا ناصيف؟

المصدر: "النهار"
نيكول طعمة
"النهار" تحاور أوّل سيّدة لبنانية في البرلمان الكندي... فمن هي إيفا ناصيف؟
"النهار" تحاور أوّل سيّدة لبنانية في البرلمان الكندي... فمن هي إيفا ناصيف؟
A+ A-

في تسعينات القرن الماضي تركت بلد الأرز وأحباءها وهاجرت إلى كندا سعياً وراء فرصة تبرز فيها إبداعاتها وطاقاتها. وبقيت إيفا ناصيف، ابنة قرية عين الدلب في شرق #صيدا - جنوب لبنان، تحنّ الى وطنها وتتوق إلى جذورها وتتشبّث بحضارتها اللبنانية التي تعتز بها أيّنما حلّت. وها هي تزور لبنانها للمرة الأولى بعد ستة أشهر على فوزها بمقعد نيابي في الانتخابات الفيديرالية التي جرت في تشرين الأول 2015 عن مدينة لافال في مونتريال – #كندا حيث خاضت فيها المعركة ممثلةً الحزب الليبرالي.


في مقابلة مع "النهار" تخبرنا النائبة عن دائرة "فيمي" إيفا ناصيف (51 عاماً)، عن حياتها العامة وتجربتها المهنية، قائلة: "تخرّجت ممرضة من الجامعة الأميركية في بيروت وعملت في اختصاصي هذا خمس سنوات في مستشفى الجامعة قبل أن أُهاجر الى كندا في كانون الثاني 1993. تأهلتُ من المهندس جورج أبي سعد ورزقنا بثلاثة توائم: شربل، مارون وجوزيه، والتحقت بجامعة "كونكورديا" في كندا ونلت شهادتَي الإجازة والماجستير في الترجمة التي مارستها".


تجيد ناصيف العربية واللغتين الرسميتيّن في كندا الفرنسية والإنكليزية، وهي ناشطة اجتماعية في عدد من المنظمات المدنية المتخصصة بتربية الشباب ومساعدتهم في الاندماج في الحياة العامة في مونتريال ولافال. انخرطت في العمل السياسي منذ العام 2006 مع حزب "الأحرار" الكندي، وخاضت الانتخابات النيابية العامة في الدورة السابقة ولم يحالفها الحظ وقتذاك، وكان إلى جانبها في هذه الدورة التي بلغ فيها عدد النواب في البرلمان الكندي 184 نائباً من الحزب الليبرالي من بينهم خمسة نواب من أصل لبناني.


عملت إيفا من دون كلل في كندا وأبدعت في المجالات التي خاضت غمارها. لكن عندما تسألها عن عائلتها ومدى ارتباط أولادها بلبنان، وعما تفعل لتزرع حب وطنهم في قلوبهم، تجيبك بحزم: "أولادي بالطبع يعرفون لبنان وقد علَّمتهم محبّته، نحن نتواصل مع أهلنا، وهم يزوروننا باستمرار، وفي كل مرة يزور أولادي بيروت يطلبون أن يبقوا فيها، فالأقارب يهتمون بهم ويدلّلونهم ويحيطونهم بعاطفتهم". وتضيف: "طبعاً هم وُلدوا في كندا، لكن لدينا أجواؤنا وتقاليدنا وعاداتنا اللبنانية، ودائماً نجتمع مع أصدقائنا ونشارك في كل نشاطات الجالية اللبنانية في مونتريال، لدينا حياتنا الاجتماعية من لقاءات ومناسبات ومهرجانات وأعياد، ويشارك فيها أولادنا معنا".


خلال دردشتنا مع هذه المرأة الطموحة، نكتشف حبّها العميق لمجال الطب، وتقول في هذا الإطار: "كنت أحب دراسة الطب أيضاً، لكن بوجود ثلاثة توائم وواجباتي العائلية، وبسبب انخراطي العميق في العمل السياسي والاجتماعي، أيقنت أنني لا أستطيع ممارسة مهنة التمريض لأن دوام التمريض صعب وعلي أن أعمل في الليل وفي نهاية الأسبوع".


تشجيع العلاقات بين البلدين
بما أنك كندية من أصل لبناني، كيف تساهمين في مساعدة اللبنانيين الذين يعيشون في كندا للحفاظ على جذورهم اللبنانية؟
تجيب: أشجع العلاقات الثقافية والاقتصادية بين كندا ولبنان وإقامة الفاعليات المشتركة بين البلدين.
تعيش ناصيف في لافال مع زوجها وأولادها الثلاثة منذ أكثر من 20 عاماً. تُعرف بشغفها والتزامها اللا محدود. هي عضو في "مركز النساء" في لافال ومجموعة "نساء، وسياسة وديموقراطية". وكانت عضواً في جمعية "لافال" للنقل المتكيف (ALTA) وغرفة التجارة والصناعة في لافال. كما أنها عملت مستشارة ورئيسة مساعدة لرابطة طلاب الدراسات العليا في الترجمة في جامعة "كونكورديا".
إنها عاملة ميدانية نشيطة لا تتعب، مترجمة معتمدة واختصاصية مصطلحات، وعملت أيضاً مُدرِّسة في مجلس إدارة مدرسة لافا، وشغفها السياسة والعمل الاجتماعي.


ما سبب زيارتها لبنان؟
زارت ناصيف لبنان في المرة الأخيرة عام 2010، وها هي اليوم في ربوعه منذ عشرة أيام حيث استقبلها أبناء بلدتها عين الدلب في احتفال عفوي وسط أجواء الفرح والفخر بوصولها إلى البرلمان الكندي.
هل قدومها إلى مسقط رأسها في هذه الفترة هو لدعم أبناء بلدتها في الاستحقاق البلدي؟
تجيب: "كلا... جئت بناء على دعوة وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل والسفير اللبناني في كندا كي أُشارك في مؤتمر "الطاقة الاغترابية" الذي تنظّمه الوزارة للسنة الثالثة توالياً، في 5، 6 و7 الجاري، في فندق الحبتور".


وبسؤال ناصيف التي هي الوحيدة من الجنس اللطيف من بين اللبنانيين الخمسة في البرلمان عما تنوي عمله لمساعدة لبنان من خلال وجودها في المجلس النيابي الكندي؟ تقول: "كلبنانيين، كلما كثر عددنا في البرلمان الذي يضم حالياً خمسة لبنانيين من أصل 184 نائباً كندياً  استطعنا مساعدة بلدنا ورفع اسمه اقتصادياً وسياحياً، وإيجاد جسر عبور بين البلدين". وتحرص ناصيف على إيصال صوت لبنان ومعاناته جراء الأزمة السورية والأعداد المتكاثرة للاجئين السوريين. تعلّق في هذا الصدد: "بات هذا البلد الصغير يعجز عن تحمل تداعيات الأزمة السورية اقتصادياً واجتماعياً لكثرة الأعباء والمشكلات التي تتفاقم على غير صعيد".


[email protected]
Twitter: @NicoleTohme

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم