الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

"بيروت مدينتي"... حُلٌم فاضِل في مُجتمعٍ فاسد

المصدر: "النهار"
يارا عرجة
"بيروت مدينتي"...  حُلٌم فاضِل في مُجتمعٍ فاسد
"بيروت مدينتي"... حُلٌم فاضِل في مُجتمعٍ فاسد
A+ A-

بعد تمديد المجلس النيابي لنفسه لدورتين انتخابيتين، وفرض وجودهم على اللبنانيين كأمر واقع أدى بهم إلى حال من اليأس والنفور والتململ. اليوم، وبعد الإعلان عن إجراء الانتخابات البلدية والاختيارية استبشر اللبنانيون خيراً بعودة الحياة الديموقراطية وبقدرتهم على التغيير عبر التصويت في صندوقة الاقتراع. والكل يجمع على الحماسة الكبيرة في هذه الانتخابات، وخصوصاً بعد التغييرات التي شهدتها التحالفات وتحديداً ورقة "إعلان النوايا" بين "القوات" و "التيار الوطني الحرّ" وترشيح سعد الحريري رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية. وأيضاً، ثمة عامل جديد يبرز في هذه الانتخابات، وهو الشباب الذين سيصوتون لأول مرة ويعبرون ديموقراطياً عن تطلعاتهم وتوجهاتهم، ناهيك بالفورة الكبيرة للمجتمع المدني في وجه طبقة سياسية فاسدة شوّهت صورة لبنان وهجّرت شبابه وجوّعت شعبه.



ولئن الشباب هم المستقبل والأمل في التغيير كان لا بد لنا من استطلاع آراء بعضهم ورؤيتهم للأمور. من بين هؤلاء الشبّان أنطوان (25 سنة) الذي يخبرنا عن تجربته "كنت أنتظر بفارغ الصبر أن أبلغ الواحد والعشرين لأتمكَّن من ممارسة حقي في التعبير عبر التصويت في الانتخابات، إلاَّ أنَّ التمديد الأول للمجلس النيابي أعاق هذا الحلم، فانتظرت بحزنٍ كبير وحماسة أكبر انتهاء المهلة لأتمكن من الاقتراع في الانتخابات الثانية، فجاء التمديد الثاني. اليوم وبعد مرور 6 سنوات سأتمَّكن وللمرة الأولى من التصويت في الانتخابات البلدية، علني أستطيع أنا وكثر من الشباب اللبنانيين من التعبير عن آرائنا وأحلامنا وطموحاتنا لتغيير الواقع المرير الذي نعيشه منذ سنوات طوال. آمل أن تكون هذه الانتخابات فرصةً لإنهاء العائلية السياسية والإقطاعية والائتلافات الحزبية لتحتل مكانها المواطنية التي ستجعل من لبنان ومناطقه وبلدياته مكاناً أفضل لإقامة المشاريع والإنماء وتحسين نمط الحياة، ليعود هذا الوطن قبلة للمغتربين والسياح".



80 ألف شاب يحق له الانتخاب سنوياً



يعتبر العنصر الشاب عجلة العمليات الانتخابية إذ باستطاعته الترويج لها وحسم المعركة بصوته. ففي حديث لـ "النهار" مع الدولية للمعلومات، تبيّن أنه سنوياً "يحقّ لـ 80 ألف شاب الانتخاب للمرّة الأولى، لذا في عام 2016 سيكون لدينا 480 ألف شخص سيقترعون لأول مرّة وهم بين ال 21 والسادسة والعشرين". كذلك أجرت "الجمعية اللبنانية من أجل الديموقراطية" استطلاعاً على عينة (2500 شخص) لمعرفة مدى مشاركة الشباب في الحياة السياسية والانتخابات، وقد أوضحت لـ "النهار" أنّ لهذا الاستحقاق الانتخابي "سيدلي 55 في المئة من إجمالي العيّنة تراوح أعمارهم بين 21 و 30 سنة بأصواتهم". غالباً ما يضطلع العامل الحزبي بزيادة مشاركة الشباب في المدن فترتفع مشاركة هذه الفئة حكماً لأنّ الأحزاب تحفز الشباب، بعكس ما يحصل في القرى والضيع حيث يكون للعامل العائلي الدور الأبرز.
في هذا السياق، يوضح الباحثون من الدولية للمعلومات أن "في بلدية بيروت 500 ألف شخص مسجل على لوائح الشطب من المتوقع أن يقترع منهم ما بين 100 أو 120 ألفاً بحسب حماوة المعركة وحدّتها. ولكن تركيبة لائحة "البيارتة" الائتلافية من أحزاب تيار "المستقبل" والكتائب و"التيار الوطني الحرّ" وحركة أمل باستثناء حزب الله، توجد صعوبة في حصول اختراق من أي لائحة منافسة. لكنّ وجود لائحتي "مواطنون ومواطنات في دولة" و "بيروت مدينتي" هو عامل إيجابي وصحيّ لتبيين مدى قدرة المجتمع المدني على التغيير ومدى الوعي الشعبي لإحداث التغيير المرتجى. وفي رأي مطّلعين فإن لائحة "البيارتة" ستفوز بشبه تزكية "لن تتمكن لائحة "بيروت مدينتي" من الخرق، ولكن التحدّي يكمن في رصد أصوات أكثر: إن تمكنوا من كسب 20 ألف صوت يكون هذا إنجازاً بحد ذاته، فالخرق شبه مستحيل والنتائج ستثبت ذلك. التحدي يكمن في عدد الأصوات التي سيحصلون عليها والسبب يعود لفقدان الحماس بالمشاركة، وخصوصاً أنّ المعارك محسومة".



المستقلّون في الطليعة



بعكس ما يتوقعه البعض ولا سيّما الحزبيون منهم، فإن عدد المستقلين الذين يشاركون في الحياة السياسية في ازدياد. فوفق "الجمعية اللبنانية من أجل الديموقراطية"، "إجمالي من صرّح أنه عضو في حزب سياسي 54 في المئة وأعمارهم بين 21 و 30 سنة. أمّا من يُعنون بالسياسة ولا ينتمون إلى حزب، فبلغت نسبتهم 52% وتتراوح أعمارهم بين 21 و 30 سنة. أمّا الناشطون المستقلون فبلغت نسبتهم 67%".
أمّا بالنسبة إلى إقبال الشباب على الانتخابات هذا العام (55%) فيعبر عن نفور الشباب من عمل الأحزاب والأداء السيئ للطبقة السياسية وفشلها في إدارة البلاد وميلهم إلى الاستقلالية والتغيير. كذلك كان للحراك المدني الذي قوامه الشباب تأثير في استمالة شريحة أكبر كانت مترددة في الخروج عن قطيع الاحزاب.



يبقى الشباب أمل لبنان. وأياً تكن نتائج الانتخابات في بيروت أو غيرها من المحافظات، علينا المضيّ قدماً نحو تغيير يطاول هذه الطبقة الحاكمة لإرساء مجتمع مدني علماني، وتحسين المستوى المعيشي وتأمين رخاء اجتماعي.


[email protected]


Twitter: @yara_arja

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم