مساع للتوافق البلدي في فنيدق... هل تصمد؟

لا تختلف الاستعدادات الانتخابية في فنيدق عن باقي البلدات العكارية المعنية بهذا الاستحقاق فالتنافس الانتخابي يأخذ منحى تصاعديا وسيشتد حماوة كل ما اقترب اكثر موعد اجراء هذه الانتخابات التي للعائلات الكبرى فيها تأثيرها الخاص اضافة الى المرجعيات السياسية والدينية كلمتها المسموعة والتي تتماهى في هذه الايام مع بعضها البعض على هدف واحد هو "ان هذه الانتخابات هي انتخابات ادارة محلية ، يعني ان لاهالي فنيدق كلمتهم ولصوت الناخب فيها الكلمة الفصل والكل حريص ان تجرى الانتخابات بمناخات هادئة وبعيدة من اي تجاذب سياسي وعن اي تشنج من شأنه خلق تداعيات لا مصلحة لاحد بحصولها" .
ولاجل ذلك تتكثف الاتصالات على غير صعيد وبمشاركة فاعلة من النائب خالد زهرمان والنائب السابق وجيه البعريني وكل المرجعيات السياسية والدينية والعائلية ، بعضها معلن والبعض الاخر بعيدا من الاضواء وهي اتصالات فتحت الابواب ايجابيا بين مختلف العائلات حيث حصلت العديد من الاجتماعات سواء داخل البلدة او خارجها بهدف اساسي وهو تقريب وجهات النظر لتلمس الطريق الافضل لبلوغ هذه الانتخابات بهدوء وسلاسة، وثمة جدية كبرى في البحث عن التوافق على الرغم من بعض الصعوبات التي لم تثن ولم تثبط الى الان من عزيمة الساعين في هذا السبيل والمقدر سعيهم" .
وفي اتصال مع رئيس بلدية فنيدق الحالي خلدون طالب اكد بانه لن يترشح ثانية لعضوية المجلس البلدي مفسحا في المجال امام طاقات شابة للعمل .
وشدد زهرمان وفي حديث مع "النهار" على ان "الاجواء ايجابية ونحن نهتم بمتابعة الاتصالات واللقاءات التي تجرى لتقريب وجهات النظر بما يدفع باتجاه التمكن من الوصول الى توافق يجنب فنيدق حدة التنافس الانتخابي"
وقال ان كل "الابواب مفتوحة على الحوار وكل فاعليات فنيدق السياسية والعائلية والدينية مهتمة باتمام هذا الاستحقاق لانتاج مجلس بلدي يمثل كل عائلات فنيدق ويكون وحدة عمل متجانسة قادرة على تحقيق المزيد من المشاريع الانمائية .وثمة صيغ يجري التدارس بها واننا متفائلون بالنجاح في هذه المهمة ".
واضاف :"من منطلق الحرص على المصلحة العامة و بتوجيهات من الرئيس سعد الحريري، نتواصل مع كل فاعليات البلدة لتجنيبها معركة انتخابية من خلال التوصل الى لائحة توافقية. نتمنى من الجميع شبك الايادي والتعالي فوق المصالح الضيقة لكي ننجح في هذا المسعى لجمع الكلمة والابتعاد من لغة التفريق اجواء الاتصالات إيجابية حتى اللحظة. وفي حال فشلت مساعي التوافق نأمل ان يكون شعار كل مرشح هو الإنماء ومصلحة القرية بعيداً من الانقسامات ولغة التخوين.واننا سنهنىء الفائز ونضع يدنا بيده لما فيه خير فنيدق مصلحتها واهلها ومنطقة عكار بمجملها ".

من جهته دعا البعريني الى ان " يكون رائد الجميع الوحدة والألفة وجمع الكلمة والصف ، والإبتعاد من كل أشكال العصبيات، فالإنتخابات البلدية والإختيارية في عكار كافة كما في بلدتنا فنيدق ، إنمائية محلية بإمتياز ولا داعي للتسييس أو الإستثمار السياسي فيها لأن ذلك سيشلها بالقيود التي قد يفرضها أصحاب القرار وأهل السياسة وهذا سيصب في غير الصالح العام".
وناشد البعريني الجميع لأن "يختاروا أهل الكفاية وأصحاب القدرات التي تجعلهم في موقع من يستطيع الفعل والإنجاز لما فيه المصلحة العامة، واننا على مسافة واحدة من جميع المرشحين ونكن كل إحترام لأهلنا في إختيار من يرونه مناسباً. الكل اهلي ومن يختاره الناخبون سنتعاون معه بعد التهنئة".
ودعا الجهات الرسمية المعنية وادارة العملية الإنتخابية العملية " الى التعاطي بحزم وعدالة كي تكون هناك مجالس بلدية وإختيارية مناسبة ومنتجة . قلبي مفتوح للجميع، ومحبتي تشمل كل الأهل وأرجوهم أن يقبلوا مني هذا الموقف المحايد ".
من جهته رئيس اتحاد بلديات جرد القيطع عبد الاله زكريا قال:"في ظل الظروف التي نمر بها إن امنياً أو اقتصادياً نحن نشجع على التوافق في بلداتنا وخصوصا أن الانتخابات البلدية تأخذ طابعاً عائلياً بحتاً مع الاخذ في الاعتبار الاستفادة من الطاقات الشابة التي يزخر بها الجرد وهذا ما انسحب على بلدة فنيدق ثاني أكبر بلدة في عكار حيث تضم 11700 ناخب و18 عضوا بلدياً و10 مخاتير وهنالك محاولات جدية لتشكيل لائحة توافقية بمباركة رموز البلدة كالنائب خالد زهرمان والنائب السابق وجيه البعريني وسماحة مفتي عكار الشيخ زيد زكريا ورئيس البلدية خلدون طالب واعضاء المجلس البلدي والمخاتيروالعائلات الكبرى في البلدة كآل زكريا وآل الحاج ديب وزهرمان وطالب والسيد وجود والكك والبعريني وصلاح الدين وغيرهم من العائلات الكريمة وذلك بهدف تجنيب البلدة معركة الكل في غنى عنها".
وعن تقييمه لانجازات اتحاد بلديات جرد القيطع الذي يراسه قال زكريا: "منذ العام 2010 وبعد فوزي بالتزكية برئاسة الاتحاد وضعت خطة متكاملة للتنمية بجرد القيطع وتشكيل فريق عمل موحد مع زملائي رؤساء البلديات إن بالنسبة للبنى التحتية من طرق و شبكات لمياه الشرب او في المجالات البيئية والتعليمية والسياحية والصحية والزراعية" .
وختم وإن "كان من تقييم لدور الاتحاد فنحن نرضى عما أنجزناه بالامكانات المتوفرة لدينا رغم صعوبة الفترة حيث النزوح السوري وعدم تطبيق اللامركزية وغياب عكار عن الانماء المتوازن وطموحنا أن نجعل الجرد قبلة للزوار لوجود موارد طبيعية قل نظيرها كالغابات مثل القموعة وغابة العزر عدا الينابيع والكهوف والمغاور والمناطق الاثرية التي تزخر بها فنيدق وباقي بلدات جرد القيطع" .