الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

المعارضة تقاطع جنيف ومجزرة في إدلب \r\nأوباما يدعو إلى "تناغم" أميركي - روسي

موسى عاصي
المعارضة تقاطع جنيف ومجزرة في إدلب  \r\nأوباما يدعو إلى "تناغم" أميركي - روسي
المعارضة تقاطع جنيف ومجزرة في إدلب \r\nأوباما يدعو إلى "تناغم" أميركي - روسي
A+ A-

ذهب وفد الهيئة العليا للمعارضة السورية الى الحد الاقصى في رفض الانضمام الى جلسات جنيف الحوارية، ولكن من دون كسر الحاجز الأخير الفاصل عن اعلان الانسحاب النهائي من هذه الجولة، في انتظار جلاء الصورة الجمعة، وهي المهلة التي حددها المبعوث الخاص للأمم المتحدة ستافان دو ميستورا لاعلان حصيلة الجولة وبرنامج عمله للايام المتبقية منها حتى 27 نيسان الجاري.
وأفادت أوساط أممية أن دو ميستورا ينتظر خلال اليومين الفاصلين تحركاً على المستوى الدولي، وخصوصاً على خط موسكو - واشنطن من أجل قطع الطريق على انهيار هذه الجولة وتالياً "صعوبة اعادة الاطراف مجدداً الى جنيف".
وقالت الاوساط الديبلوماسية الغربية في جنيف، إن التفاهم الروسي - الاميركي في الشأن السوري يمر في فترة تراجع كبير، وإن "هناك مآخذ لكل من الطرفين على سياسة الآخر في الملف السوري خلال الفترة السابقة"، إذ تتهم واشنطن موسكو بعدم التزام "وعود قطعتها بعدم المشاركة في أي معركة يخوضها النظام ضد قوى تشارك في العملية السياسية". واستفحل الخلاف بين الطرفين بعد الهجوم الأخير الذي شنته القوات الحكومية على شمال حلب حيث أحرزت القوات النظامية تقدماً واضحاً.
وفي المقابل، يتهم الروس الاميركيين بنقل كميات ضخمة من السلاح الى المجموعات المسلحة خلال فترة الهدنة، ومع هذا تحاول موسكو تجنب الخوض مباشرة في سجال مع شريكتها في رعاية الحوار السوري. وحصر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اتهاماته بعرقلة المحادثات بأطراف "يحاولون إخراج محادثات السلام السورية عن مسارها"، وقال بعد اجتماع مع نظيره الفرنسي جان -مارك أيرولت في موسكو: "هناك بعض الأطراف - في الخارج - يحلمون باطاحة النظام السوري بالقوة وبشتى الطرق". وأضاف: "أعتقد أن فرنسا والولايات المتحدة لا تتفقان مع تلك المحاولات بتاتاً". ولفت الى ان محادثات السلام في شأن سوريا في جنيف "ليست مجمدة" على رغم انسحاب ممثلي المعارضة.


حجاب
وكان منسق الهيئة العليا للمعارضة رياض حجاب قد اعلن تعليق المشاركة في حوار جنيف الى حين تحقيق عدد من الشروط، في مقدمها وقف الخروقات وايصال المساعدات الى المحاصرين واطلاق المعتقلين ووضع جدول زمني واضح لعملية الانتقال السياسي، ودعا القوى الكبرى إلى الاجتماع سريعاً لإعادة تقويم هدنة "لم تعد قائمة". لكنه اشار الى ان الوفد لن يغادر جنيف. وفي وقت لاحق، علم أن معظم أعضاء الوفد غادروا جنيف وبقي أقل من عشرة أعضاء بينهم مستشارون تقنيون وخبراء في الدستور.


الجعفري
أما رئيس الوفد الحكومي السوري السفير بشار الجعفري فقال إن المحادثات في جنيف يمكن أن تستمر مع فصائل معارضة أخرى. واعتبر في حديث الى "رويترز" أن المعارضة ليست حكراً على الهيئة العليا للمفاوضات ، و"إذا كانوا يريدون المقاطعة يمكنهم ذلك، لن يكون هذا مشكلة كبيرة بالنسبة الينا لأنهم ليسوا الممثلين الوحيدين للمعارضة السورية".
الى ذلك، واصل فريق الامم المتحدة لقاءاته في مقر المنظمة الدولية، فاجتمع ظهر أمس الوفد الذي يمثل إجتماعي موسكو والقاهرة، وقال ممثلو هذا الوفد ان المحادثات يجب أن تستمر "حتى لو اعلن وفد المعارضة المنبثق من الهيئة العليا المقاطعة". ومساء استقبل الفريق الاممي وفد "المعارضة الداخلية" المنبثق من مصالحات حميميم.


أوباما
وفي ظل التعثر الذي يواجه المحادثات (الوكالات)، أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أنه أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مكالمة هاتفية الاثنين أن الوضع في سوريا يتدهور بسرعة وتالياً يتعين على دولتيهما العمل معاً كي يتحرك الوضع هناك إلى الأمام.
وقال في مقابلة مع شبكة "سي بي إس" الاميركية للتلفزيون: "بدأنا برؤيتها (سوريا) تتهالك بسرعة أكبر وإذا لم تكن الولايات المتحدة وروسيا متناغمتين حيال الحفاظ عليها وتحريك مسار (الحل) السياسي و(المرحلة) الانتقالية سنعود إلى الوضع الذي كنا عليه قبل ثلاثة أو أربعة أسابيع... لن يخدم هذا مصالح أي منا".
وذكر ان الولايات المتحدة لا تعترض نظرياً على إصرار روسيا على أن تحتفظ الدولة السورية بهيكليتها. و"ما كنا نتناطح في شأنه باستمرار - وهذا كان صحيحا طوال ست سنوات - هو إصراره (بوتين) على انه لا يمكنه أن يدعم (قراراً) أحادي الجانب بإزاحة الأسد لأن هذا القرار يتعين على الأسد والسوريين أن يتخذوه".
ميدانياً، أفاد "المرصد السوري لحقوق الانسان" الذي يتخذ لندن مقراً له انه "ارتفع إلى 44 بينهم ثلاثة أطفال على الأقل عدد القتلى المدنيين جراء مجزرتين نفذتهما طائرات حربية باستهدافها مدينة معرة النعمان وبلدة كفرنبل" في ريف ادلب الجنوبي.
ويسيطر "جيش الفتح"، وهو تحالف فصائل اسلامية في مقدمها "جبهة النصرة" التابعة لتنظيم "القاعدة" و"احرار الشام"، على كامل محافظة ادلب باستثناء بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين.
من جهة اخرى، تحدث المرصد عن مقتل "ثلاثة أطفال جراء سقوط قذائف صاروخية اطلقتها الفصائل الاسلامية على بلدة كفريا" ذات الغالبية الشيعية في ريف ادلب الشمالي الشرقي.
وتدور اشتباكات عنيفة، ترافقها غارات جوية، بين قوات النظام السوري والفصائل الاسلامية والمقاتلة في ريف اللاذقية الشمالي.
وأوضح المرصد ان قوات النظام السوري في هذه المنطقة، أحرزت تقدماً في تلال ومرتفعات بلدة كباني الاستراتيجية التي تتميز بارتفاعها، مما يجعل الفصائل الموجودة فيها تشرف على مناطق واسعة في محيطها وعلى سهل الغاب في محافظة ادلب التي لا تبعد سوى كيلومترات شرق البلدة.
وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي بأن القوات الحكومية السورية هي التي شنت على الأرجح غارات جوية على معرة النعمان وكفرنبل. وعلى رغم ذلك، قال كيربي إن الولايات المتحدة تعتقد أن اتفاق وقف الأعمال العدائية لا يزال صامداً إلى حد بعيد، لكنه هش.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم