الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

ما هي "الرسائل المبطّنة" التي حملتها زيارة هولاند إلى بيروت؟

ريتا صفير
ما هي "الرسائل المبطّنة" التي حملتها زيارة هولاند إلى بيروت؟
ما هي "الرسائل المبطّنة" التي حملتها زيارة هولاند إلى بيروت؟
A+ A-

إذا كان تعثر الحكومة في ايجاد حل لمسألة جهاز امن الدولة يعكس مرة اخرى، التآكل المستمر للمؤسسات اللبنانية، فان هذا الواقع لا يمكن فصله عن التعثر المتواصل على "الجبهة السورية" ولا سيما لجهة فشل المساعي في اعادة اطلاق المحادثات بين وفدي المعارضة والنظام في جنيف والذي عكسه تجديد السفير بشار الجعفري تأكيده ان مصير الرئيس السوري بشار الاسد ليس امرا للنقاش في العملية السياسية التي تقودها الامم المتحدة.
وعلى رغم الدعوات المحلية والخارجية الى تحقيق "فك ارتباط" بين الازمة اللبنانية والمواجهة الاقليمية المستمرة بين الدول العربية وايران - وآخرها ما صدر عن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في هذا الخصوص، يبدو، وفقا لمصادر ديبلوماسية غربية، ان المضي قدما في هذا التوجه تشوبه عراقيل على خلفية معطيات عدة، في مقدمها:
- ان معادلة المحاصصة السياسية وفقاً "للنموذج اللبناني المعدّل" باتت تختصر ما يعرضه المجتمع الدولي في الجولة الحالية من المفاوضات في جنيف. ومعلوم ان هذه المعادلة تقضي بتعيين ثلاثة نواب لرئيس الجمهورية السورية وتفويضهم صلاحيات أمنية وسياسية وثقافية، إضافة إلى تشكيل حكومة موسّعة من موالين ومعارضين ومستقلين. وتلاحظ المصادر الديبلوماسية الغربية ان المناقشات الهادفة الى ارساء تسوية بين طرفي النزاع تتزامن واعلان النظام السوري نتائج الانتخابات البرلمانية والتي فاز فيه حزب البعث بغالبية 200 مقعد من أصل 250 في مجلس الشعب، على رغم وجود أكثر من أربع ملايين لاجئ سوري في الدول المجاورة لسوريا. وهي بذلك، تبدي خشيتها من ان يتولى البرلمان المُنتخب منح الثقة للحكومة الموسّعة، والدستور المعمول به حاليا الامر الذي يمنح رئيس الجمهورية مجدداً صلاحية تحديد مهمات نواب الرئيس وحقوقهم، على رغم إعلان الموفد الدولي الى سوريا ستافان دو ميستورا أنّ الانتخابات التي يعترف بها هي التي تتم بموجب القرار الدولي 2254 أي خلال 18 شهراً من مباشرة العملية السياسية. وانطلاقا من هنا، تعتبر المصادر ان الرئيس السوري لم يستفد من الدروس المستقاة من التجربة اللبنانية أو من التجربة العراقية، على رغم كونه أحد أبرز مهندسيهما. وعلى هذه الخلفية، وفي حال استكمال عناصر الصفقة السياسية، ستدخل سوريا مساراً سياسياً مظلماً لدولة فاشلة.
- ترى المصادر في اعلان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أنّ هضبة الجولان ستبقى تحت السيادة الإسرائيلية وأنّ لإسرائيل شروطاً واضحة لأي تسوية دولية للأزمة السورية "رسالة عرقلة" جديدة إلى المجتمع الدولي والمفاوضين في جنيف.
- تزامنا، تتوقف المصادر عند "الرسائل المبطنة" التي حملتها زيارة الرئيس الفرنسي الى بيروت لتلاحظ في هذا الخصوص ان اللقاءات التي عقدها المسؤول الفرنسي شملت، الى القيادات السياسية المعروفة، وجوها من المجتمع المدني كالوزير السابق زياد بارود، والنائب السابق سمير فرنجية، وشبلي ملاط، ومنى فياض وغيرهم. كما انها ترى في مواكبة وزير الدفاع جان ايف لودريان للرئيس الفرنسي ولقاء الرئيس هولاند قائد الجيش العماد جان قهوجي اصرارا اوروبيا وفرنسيا على دعم القوى المسلحة اللبنانية، غداة قرار المملكة العربية السعودية تعليق هبة الـ4 مليار دولار. وفسرت المصادر حرص هولاند على عقد لقاءاته مع الشخصيات اللبنانية في قصر الصنوبر، المكان الذي شهد اعلان "لبنان الكبير"، تمسكا فرنسيا متجددا بوحدة الاراضي اللبنانية، بعيد الكلام على تقسيم محتمل قد يصيب دول المنطقة. اما لقاءاته مع الشخصيات الروحية والدينية، اضافة الى جولته على المعالم الدينية في وسط العاصمة، فقد عكست اهتمام باريس المتواصل بعلاقات متوازنة بين جميع المكونات الطائفية والمذهبية في البلاد. وتزامنا مع التحفظات الاوروبية والدولية على التدابير المعتمدة في مطار رفيق الحريري الدولي وخصوصا على المستوى الامني، فقد اكتسب استخدام الرئيس الفرنسي لمطار رياق لاستكمال جولته الاقليمية في اتجاه القاهرة، دلالة خاصة. ويبقى ان المصادر نفسها ترى في امكان انعقاد "مجموعة الدعم الدولية من اجل لبنان" في بيروت في 27 الشهر المقبل، كما اعلن وزير الخارجية الفرنسية جان مارك ايرو، التزاما دوليا متجددا بدعم لبنان في وجه تداعيات الحرب في سوريا وفي مقدمها ازمة اللجوء.


[email protected]
Twitter: @SfeirRita

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم