السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

25 ساعة لهولاند في لبنان: الرئاسة أولاً... والحل توافقي

25 ساعة لهولاند في لبنان: الرئاسة أولاً... والحل توافقي
25 ساعة لهولاند في لبنان: الرئاسة أولاً... والحل توافقي
A+ A-

مع انه ليس خافياً على أحد ان قوى داخلية عدة تستبعد ان تؤدي زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اليوم وغداً للبنان الى نتائج ملموسة من شأنها تحقيق اختراق في الازمة الرئاسية، فيما الاوساط الفرنسية المعنية بالزيارة نفسها تحرص على عدم تضخيم الآمال على الزيارة لهذه الجهة، فان كل ذلك لا يعني تقليل أهمية هذه الزيارة شكلاً وتوقيتاً ومضموناً. ذلك ان الرئيس هولاند الذي كان آخر رئيس دولة اجنبية حط رحاله في بيروت عشية انتهاء عهد الرئيس ميشال سليمان، يعود اليوم الى العاصمة اللبنانية من باب الثوابت الفرنسية نفسها التي يسعى الى تأكيدها وخصوصاً لجهة اثبات كون فرنسا تقف دوما الى جانب اللبنانيين وتمضي في التعبئة الدولية لدعمهم. والزيارة في ذاتها تشكل اختراقاً من حيث تجاوز الرئيس الفرنسي العامل البروتوكولي في ذروة أزمة الفراغ الرئاسي وهو العامل الذي كان السبب في ارجاء الموعد الاول الذي حدد سابقاً للزيارة على أمل انتخاب رئيس للجمهورية ولما تمادى الفراغ ولم تنجح جهود فرنسا في حمل القوى الاقليمية المؤثرة على تسهيل انتخاب الرئيس اللبناني العتيد قرر هولاند تجاوز هذا العامل والقيام بالزيارة.
يمضي الرئيس الفرنسي بين وصوله قرابة الثانية بعد ظهر اليوم ومغادرته بيروت بعد ظهر غد زهاء 25 ساعة في زيارته التي تبدأ أولى محطاتها من مجلس النواب حيث يعقد لقاء منفرداً مع رئيس المجلس نبيه بري، يليه اجتماع موسع مع اعضاء هيئة المكتب، ثم ينتقل الى السرايا للقاء رئيس الوزراء تمام سلام منفرداً أيضاً وبعده يعقد لقاء في حضور الوزراء المعنيين بالملفات التي ستطرح خلال الزيارة. وفي قصر الصنوبر ستكون للرئيس هولاند مروحة واسعة من اللقاءات مع عدد من الاقطاب السياسيين والرؤساء السابقين للجمهورية والحكومة والنواب والوزراء والشخصيات الذين دعوا الى عشاء. أما الاحد، فيخص هولاند البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بلقاء منفرد قبل ان يلتقي رؤساء الطوائف ومن ثم يتوجه الى البقاع حيث يزور مخيما للاجئين السوريين في الدلهمية ويغادر بيروت بعد الظهر الى محطتيه الاخريين في مصر والاردن.
أما في المضمون المرتقب للزيارة، فافاد مراسل "النهار" في باريس سمير تويني ان الرئيس الفرنسي سيدعو الاقطاب اللبنانيين الذين سيلتقيهم الى البحث عن مرشح توافقي للرئاسة من غير ان يعني ذلك خوضاً في تفاصيل الاستحقاق الرئاسي لان لا مرشح لفرنسا وهي لا تريد التدخل في الصراع الداخلي ولا املاء شروطها على القوى الداخلية. وعلى رغم اعتراف فرنسا بصعوبة حل الازمة الرئاسية بعد مرور سنتين عليها، ستحاول الدفع نحو حل متجنبة التأثير لترجيح كفة مرشح على آخر بل مساعدة اللبنانيين في استكشاف الحل. وتشير المعلومات المتوافرة عشية الزيارة الى ان هولاند سيستمع الى جميع القوى السياسية والمدنية والدينية وسيحفز الجميع على سد الفراغ الرئاسي وتفعيل عمل المؤسسات للافادة من الدعم الخارجي والمساعدات الدولية انطلاقا من انتخاب رئيس يحيي المؤسسات الدستورية ويعيد ثقة الشعب اللبناني بالعملية الديموقراطية. كما سيشدد هولاند على حاجة لبنان في هذه الظروف الى حماية الاستقرار السياسي والامني تمكيناً له من تجاوز الازمات والتحديات التي تحيط به. وتقول الجهات المعنية بالزيارة إنها ستشكل دلالة أخرى على الاهتمام الفرنسي بلبنان ودعم اللبنانيين في هذه الظروف التي يمر بها بلدهم، وانه يتعين على اللاعبين اللبنانيين فصل ارتباط ازمة الرئاسة عن ازمات المنطقة لان مزيداً من التأخير في التوصل الى حلول داخلية قد يعرض البلد لتداعيات خطيرة لا يريد أصدقاء لبنان حصولها. ويشار في هذا السياق الى ان "حزب الله " أعلن أمس انه لم يحدد أي موعد بين الرئيس هولاند والحزب وليس هناك أي لقاء خلال زيارته للبنان.


لبنان في القمة
وتأتي زيارة هولاند للبنان غداة القمة الاسلامية في اسطنبول التي تضمن بيانها الختامي ترحيبا بالحوار بين الاطراف السياسيين اللبنانيين وتقديراً لتضحيات الجيش والقوى الامنية في محاربة الارهاب، فيما نددت في المقابل بـ"أعمال حزب الله الارهابية في سوريا واليمن والبحرين والكويت" وهي الفقرة التي تحفظ عنها لبنان مع دول اخرى. والتقى الرئيس سلام أمس على هامش القمة أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني وأفادت معلومات رسمية لبنانية أن الشيخ تميم "أكد تفهم بلاده للوضع اللبناني ومكوناته" معتبراً ان "المهم تأكيد الوحدة وانتخاب رئيس للجمهورية وأن الجميع سواسية ". كذلك التقى سلام الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الذي "أمل ان يتجاوز لبنان مشكلة عدم انتخاب رئيس للجمهورية"، مشيراً الى أن "تركيا ولبنان يتشاركان في تحمل وطأة النازحين السوريين".
في أي حال، تعود الملفات الداخلية الى الواجهة بعد زيارة الرئيس الفرنسي للبنان بدءا من الجلسة الـ 38 لانتخاب رئيس الجمهورية الاثنين المقبل والتي تليها جلسة لمجلس الوزراء بعد ظهر اليوم نفسه مخصصة لبت مشكلة أمن الدولة العالقة من جلستين سابقتين.
وأبلغ وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس "النهار" ان ثمة ضرورة لمقاربة ملف أمن الدولة من زاويتيّن: "الاولى، أن ولاية نائب مدير الجهاز العميد محمد الطفيلي تنتهي بعد شهر. والثانية، أن قانون إنشاء الجهاز يقضي عند إقرار المخصصات السريّة له أن يحمل الطلب توقيع المدير ونائبه كما يقول وزير المال علي حسن خليل، وهو بند أستحدث عندما كان المدير من الطائفة الشيعية وكان عند إنشاء الجهاز العميد نبيه فرحات.لكن تغييراً طرأ فأسندت رئاسة الجهاز الى كاثوليكي عندما تسلمت الطائفية الشيعية رئاسة الامن العام أيام اللواء جميل السيّد". وأعتبر درباس ان "هذه المقاربة ستفتح الباب أمام نقاش جديّ في ملف أمن الدولة في الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء". وخلص الى "ان الاجهزة الامنية تابعة لأمن المواطن وليس لطوائف المواطنين".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم