الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

حلب المحاصرة بالمعارك... مفتاح السلام أو الحرب في سوريا

المصدر: "أ ف ب"
حلب المحاصرة بالمعارك... مفتاح السلام أو الحرب في سوريا
حلب المحاصرة بالمعارك... مفتاح السلام أو الحرب في سوريا
A+ A-

باتت مدينة #حلب، ثاني أكبر المدن السورية وعاصمة البلاد الاقتصادية سابقاً، محاصرة اليوم بالمعارك التي تدور بين أطراف عدّة في معظم انحاء المحافظة الواقعة في شمال سوريا.


وتتقاسم قوات النظام والمعارضون والاكراد والفصائل المقاتلة السيطرة على محافظة حلب التي تملك "مفتاح السلام او الحرب في سوريا"، وفق ما يقول مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن.


وتهدّد المعارك التي تدور فيها حاليا الهدنة الهشة المعمول بها منذ 27 شباط.
ومدينة حلب مقسّمة منذ العام 2012 بين احياء شرقية تسيطر عليها الفصائل المقاتلة واخرى غربية واقعة تحت سيطرة النظام. ويستكمل الجيش السوري اليوم هجوما كان بدأه في ريف حلب الشمالي قبل الهدنة، الهدف منه فرض حصار كامل على الاحياء الشرقية.


وتعدُّ حلب واحدة من اقدم مدن العالم، وتعود الى اربعة آلاف عام قبل الميلاد، بسبب موقعها الاستراتيجي بين البحر المتوسط وبلاد الرافدين.
وتوالت الحضارات على مدينة حلب المعروفة بصناعة وتجارة النسيج. وكانت تعدُّ ثاني اهم مدن السلطنة العثمانية قبل انهيارها في العام 1914.
وبين العامين 1979 و1982، شهدت المدينة على قمع النظام السوري لجماعة الاخوان المسلمين. وعادت في التسعينات لتزدهر مجددا نتيجة حراك تجاري ترافق مع سياسة انفتاح اقتصادي انتهجتها البلاد.


لحقت سوريا في آذار العام 2011 بركب ما عرف وقتها باحتجاجات "الربيع العربي". وانضمت حلب الى موجة التظاهرات في نيسان وايار من العام ذاته، الا انها تعرّضت لقمع الاجهزة الامنية.
ومع تحوّل الحراك في سوريا الى نزاع مسلّح، شنّت الفصائل المعارضة في تموز العام 2012 هجوما كبيرا على المدينة تمكنت خلاله من فرض سيطرتها على الاحياء الشرقية منها.


ومنذ ذلك الحين، شهدت مدينة حلب معارك شبه يومية بين الفصائل المقاتلة في الاحياء الشرقية وقوات النظام في الاحياء الغربية، وتراجعت حدّة هذه المعارك بعد اتفاق وقف الاعمال القتالية.


ودفع سكان حلب ثمناً باهظاً في النزاع الذي اسفر خلال خمس سنوات عن مقتل اكثر من 270 الف شخص.
وشهدت محافظة حلب ومدينتها موجات نزوح عديدة نتيجة المعارك التي تعدّدت اطرافها مع مرور السنين. ويسجّل تصعيد على أكثر من جبهة منذ الاسبوع الماضي رغم الهدنة.


واسفرت المعارك الاخيرة التي سجّل خلالها تقدّم "للجهاديين" بالقرب من الحدود مع تركيا عن نزوح نحو 30 الف مدني.
وتعدُّ معارك حلب الحالية الاكثر عنفاً منذ بدء تنفيذ اتفاق وقف الاعمال القتالية. ويهدف هجوم قوات النظام في المناطق الواقعة شمال المدينة الى فرض حصار كامل على الفصائل المقاتلة في الاحياء الشرقية.


ويبلغ عدد سكان مدينة حلب حالياً مليون نسمة مقارنة مع 2,5 مليونا قبل النزاع.
ويعيش نحو750 الفا في الاحياء الغربية للمدينة و200 الف في الجهة الشرقية ومئة الف في الاحياء ذات الغالبية الكردية.


وقال الخبير في الجغرافيا السورية فابريس بالانش أنّ "المعركة الاهم هي محافظة حلب"، وأضاف: "بشار الاسد يريد ان يبقى رئيسا لسوريا، وسوريا هي حلب ودمشق معا، وبالتالي اذا حكم دمشق فقط فهو لن يكون الا نصف رئيس".


ودمرت المعارك المدينة القديمة واسواقها المدرجة على لائحة اليونيسكو للتراث العالمي. وطال الدمار تجمعات سكنية تعود الى سبعة آلاف عام.
ولحقت بسوق المدينة التاريخي اضرار فادحة نتيجة المواجهات والحرائق، فيما تحوّلت مئذنة الجامع الاموي العائدة الى القرن الحادي عشر الى كومة من الركام.


كذلك لحقت اضرار كبيرة بقلعة حلب الصليبية التي استعادتها قوات النظام من المعارضة بعد قتال عنيف.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم