الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

بعد اعلانها المعركة...كيف يرد "التيار" و"القوات" على ميريام سكاف؟

المصدر: "النهار"
اسكندر خشاشو
اسكندر خشاشو AlexKhachachou
بعد اعلانها المعركة...كيف يرد "التيار" و"القوات" على ميريام سكاف؟
بعد اعلانها المعركة...كيف يرد "التيار" و"القوات" على ميريام سكاف؟
A+ A-

لن تشرب هذه السنة مدينة الكرمة نخب التوافقات المسيحية الحاصلة في أكثر من قرية ومدينة في لبنان خصوصاً المسيحية منها بعد المصالحة بين "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية"، وما حكيَ عن طي صفحة الماضي بين "القوات" و"الكتلة الشعبية" رغم ما أثيرمن ايجابية ومحاولات سياسية قام بها أكثر من طرف سياسي أساسي، اضافة الى الزيارات المكوكية التي قامت بها رئيسة "الكتلة الشعبية" ميريام سكاف الى رؤساء الاحزاب المسيحية لتجنيب مدينة زحلة معركة انتخابية بلدية حادة، ربما تكون الأقوى في لبنان على مستوى هذه الانتخابات المحلية.


اختلط "الحابل بالنابل" قبل أقل من شهر الانتخابات، فقد اعلن النائب نقولا فتوش تشكيل لائحة برئاسة "شقيقه الادمي" موسى فتوش وهو يسعى لللتواصل مع الفعاليات لاستكمال لائحته. الى فتوش، أعلن رئيس البلدية السابق اسعد زغيب ترشحه لرئاسة المجلس البلدي والشروع في تشكيل لائحته بالتحالف مع الأحزاب المسيحية "الكتائب" و"القوات" و"التيار الوطني الحر". وكان مسكها مع رئيسة "الكتلة الشعبية" ميريام سكاف باعلانها خوض الانتخابات وحيدة، اضافة الى لائحة رابعة يحكى عنها في الكواليس يسعى الى تشكيلها رجل الاعمال سيزار نعيم معلوف برئاسة صهره النقيب وليد شويري الذي خاض الانتخابات النيابية، لأكثر من دورة ولم يفلح كما خاض الانتخابات البلدية السابقة وحيداً.


تضارب مصالح
الخلافات السياسية والعائلية وتضارب المصالح وربما التناتش على الحصص اوصلت الى هذه الحال من الخلط، فالكتائب بعكس اغلبية المناطق المسيحية التي يخوض فيها مواجهة مع التحالف القواتي- العوني دخلح الحلف معهما، طبعاً ليس بعد اتفاق سياسي انما نتيجة الخلاف بين النائب ايلي ماروني والراحل ايلي سكاف ومن بعده وريثته، كما ان الاشكالات بين فتوش والقوات اللبنانية دفعت حليفه التيار الوطني الى تركه وحيداً واختيار "القوات". وجاء اختيار اسم اسعد زغيب حليف سكاف السابق في انتخابات 1998 و2006 وحليف "القوات" في انتخابات في الـ 2010  في مكانه الانسب ووفر خلافات أساسية بين الحزبين المسيحيين الرئيسيين على موقع الرئاسة.



اصرار سكاف على 10 مقاعد
اذا المعركة وقعت، وكان سبب الخلاف الرئيسي بحسب ما اعلنت ميريام سكاف رفض الاحزاب منحها اكثر من 5 مقاعد في المجلس البلدي من أصل 21 عضواً فيما هي تطالب بـ10 اعضاء مع رئيس بلدية في البداية قبل ان تتراجع وتقبل برئيس توافقي الا ان الاحزاب رفضت وأصرّت على 5 ما جعلها تعلن التمرد عليهم ومواجهتهم.
ويؤكد منسق "القوات اللبنانية" في زحلة ميشال التنوري حديث سكاف عن عدد الأعضاء، مشيراً في حديث لـ"النهار" الى ان "مطالبتها بـ10 اعضاء ورئيس من بلدية مكونة من 21 عضواً تجعل القرار برمته بيدها ولا يعود هناك هامش للاحزاب للعمل في البلدية".
وعن الرئيس التوافقي الذي تحدثت عنه سكاف في مؤتمرها يقول تنوري:" قبلنا الفكرة وطرحنا سؤالاً اذا كانت تقبل بـ5 أعضاء للكتلة و 5 قوات و 5 للتيار والكتائب و5 مستقلين يختارهم الرئيس المتوافق عليه يكونون من حصته حتى لا يأتي "مزلط" وعلى اساس "من سّواك بنفسه ما ظلمك" فكان الجواب بالاصرار على 10 اعضاء وهنا توقف النقاش".
لكن لا يبدو "التيار الوطني الحر" على نفس الموجة مع "القوات" بالنسبة للتفاوض على عدد المقاعد حيث يؤكد النائب السابق سليم عون ان النقاش مع "التيار" انتهى مع سكاف بعد الاصرار على 11 عضواً ورئيس، لافتاً في حديث لـ"النهار" الى ان "التوافق فشل في أيامه الأولى بعد رفض الأفرقاء ضمّ جميع فعاليات زحلة اليه، وانشاء لائحة تحالف واسع يضم أكبر عدد من الأطراف الزحلية سقط اليوم".



الغطاء الكاثوليكي
الغطاء الكاثوليكي او الزعامة الكاثوليكية هي إحدى أبرز نقاط القوة عند سكاف في عاصمة الكثلكة  فيما يؤخذ على الأحزاب عدم وجود هذه التغطية وهذا ما ينفيه تنوري، مؤكداً ان لائحتهم تحظى بهذا الغطاء بدليل وجود العديد من الشخصيات الكاثوليكية الداعمة لهذا التحالف أبرزهم الوزير سليم وردة والنائب طوني ابوخاطر، فيما يؤيد عون هذا الطرح بطريقة مبطنة. ويشير الى ان "التيار" يسعى لسد هذه الثغرة من خلال تقريب وجهات النظر بين "القوات" والوزير السابق نقولا فتوش لتأمين هذا الغطاء".
طرح عون عن فتوش لا يبدو انه يسير بشكل جدي عند "القوات" الذي يوضح منسقها ان "الأمور مع فتوش لا تصطلح بين ليلة وضحاها"، مشيراً الى ان "الخلاف الأخير مع فتوش حول معمل الاسمنت في زحلة خلف وراءه دعاوى قضائية على شباب القوات اضافة الى المشاكل السياسية مع الحزب مما يجعل الحلف معه صعب جداً".


"المستقبل" و "حزب الله"
الى ذلك، تبدو الأحزاب ذات الطابع الاسلامي غير مشاركة في اللائحتين، ففي المدينة يملك "حزب الله" وتيار "المستقبل"(خصوصاً بعد ضمّ تعنايل لبلدية زحلة) قوة ناخبة لا يستهان بها. وبهذا الموضوع، يشدد تنوري على ان "تيار المستقبل" أبلغ "القوات" بعد الاتصالات معه انه لن يتدخل في هذه الانتخابات وسيترك الحرية لمناصريه"، فيما يصرّ النائب السابق عون على مقولة ان "الستقبل" هو "المتدخل الأكبر في هذه الانتخابات لكن بطريقة خفية لأنه ضعيف جداً في المدينة، وهو سيدعم لائحة سكاف بكل قوة".
وعن "حزب الله"، يكشف عون ان الاتصالات معه مستمرة لمحاولة ضمّه الى اللائحة، لافتاً الى دعمه مرشحي "التيار" على لائحة زغيب ومؤكداً ان "العمل الحقيقي والفعلي جارٍٍ لنيل أصواته كاملة للائحتنا". في المقابل، يكشف تنوري ان لا اتصالات بين "القوات" و"حزب الله".
في المحصلة، يبدو ان الاتفاق بين الأحزاب المسيحية يقتصر حتى الساعة على اسم مرشح رئاسة البلدية فقط فيما جلّ التفاصيل غير متوافق عليها وستكون ككرة نار ترمى بين يدي زغيب الذي لم يعد يملك الوقت الكافي لخوض جولات من المفاوضات ومحاولة إبعاد الشيطان عن تفاصيل تركيبته البلدية، كما ان الابقاء على وجود 3 لوائح سيضع كرة الحسم في ملعب غير المسيحيين ويجعلهم الناخب الرئيسي.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم