السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

بعد انسحابه من تدمر..."داعش" يشق طريقه باتجاه دمشق؟

المصدر: "النهار"
محمد نمر
بعد انسحابه من تدمر..."داعش" يشق طريقه باتجاه دمشق؟
بعد انسحابه من تدمر..."داعش" يشق طريقه باتجاه دمشق؟
A+ A-

تبقى نيات تنظيم "#الدولة_الاسلامية" دائماً غامضة، وما تشهده بلدات القلمون الشرقي الدليل الأكبر على ذلك، خصوصاً بعد انسحاب التنظيم من تدمر وتسليمها مجدداً إلى النظام السوري، إذ بدأت التساؤلات عن المدينة الجديدة التي قد يخطفها من المعارضة ليستعيدها النظام في ما بعد. واللافت أن غالبية الجبهات بين النظام و"داعش" يسيطر عليها الهدوء في وقت تحتدم فيها المعارك مع المعارضة.



تتمتع #القلمون السورية بموقع استراتيجي، لاعتبارها أحد أهم الحصون للعاصمة دمشق، وشهد التاريخ على أن الأخيرة لا تسقط إلا بالسيطرة على القلمون. وانطلاقاً من هذه الأهمية يسعى تنظيم "الدولة الاسلامية" إلى السيطرة على مناطق عدة ممتدة من البادية الشامية وصولاً إلى القلمون الشرقي، وأولى هذه المناطق كانت بئر القصب، لكن هل هذه هي فعلاً نياته؟ يكملُ التنظيم مسيرته الارهابية محاولاً طرد المعارضة من مناطق القلمون الشرقي الذي يشهد ثلاث معارك قاسية، وتحديداً على طريق دمشق – بغداد، والثانية عند أطراف اللواء 22، والثالثة التي تعتبر أكثر أهمية في مدينة الضمير. فيما يشارك النظام في المعارك بسلاح الجوّ مستهدفاً مدينة ضمير، بحسب ما يكشف الناشط السوري سعيد سيف لـ"النهار".


 


ينطلق "داعش" بهجماته من أكبر معسكر له في سوريا، وهو في بئر القصب الذي يقع جنوب غرب مدينة ضمير ويبعد عنها نحو 35 كيلومتراً، ويفصل بينهما الفوج 16 - دفاع جوي واللواء 22 وتلة الرادار ومطار الضمير العسكري. وهذه كلّها تشكل هلالاً من سلسلة جبال القلمون وصولاً إلى أطراف الغوطة الشرقية التي تنفصل عن بئر القصب بمناطق: المداجن، سانا، ‏المحطة الحرارية، ويمتد طريقه إلى مدينة السويداء الذي يعتبر معبر التنظيم وصولاً إلى اللجاة، مروراً بمحافظة درعا‎ .‎



يعتبر "مطار ضمير" العسكري من أكثر المطارات تحصيناً في سوريا لناحية انتشار القطع العسكرية النظامية حوله، وشكلت كتيبة 559-دبابات طوقاًً أمنياً في محيطه، وصولاً إلى كوع أبو الشامات وتلة الرادار، إضافة إلى الحواجز النظامية على طريق دمشق-بغداد، وعلى الرغم من قرب مواقع "داعش" من مطار الضمير (من بئر القصب وضمير) لم تسجل أي اشتباكات بين الطرفين، وفق ما أشار سيف الذي يدير أيضاً المكتب الاعلامي لقوات الشهيد أحمد العبدو التابعة لـ"الجيش السوري الحر".


يفصل المطار بين مدينة ضمير والبادية الشامية، ويقع شرق الأولى ويبعد عنها نحو 9 كلم، "يعتبر من أهم وأخطر المطارات التي ساهمت بقصف المدنيين طوال الخمس سنوات الماضية، وتعرض خلالها الى هجوم من قوات الشهيد أحمد العبدو، جيش الاسلام ، جيش تحرير الشام". ويوضح سيف: "يطل جبل أبو قوس من سلسلة جبال القلمون الشرقي على مطار ضمير، ويعدّ هذا الجبل من أخطر المراصد وأكثرها تحصيناً بسبب وجود ما يسمى مرصد الطابة (ملاحة طيران - حربي)، وحاولت فصائل الجيش الحر السيطرة عليه ولم تستطع" .



يقول سيف: "الخطة تقوم على التسليم والاستلام بين "داعش" وضباط من النظام لمناطق عجز عنها الثاني فأوكل مهمتها إلى داعش، كالمهين والقريتين وتدمر والمحسا، وينطبق الأمر نفسه على مدينة ضمير والقطع العسكرية المحيطة بها، فما كان من التنظيم الا التنسيق والتدبير مع قيادات من "الجيش الحر" وضباط من النظام لتسهيل عبوره. فكان الانسحاب من تدمر تحت رعاية دولية (سوريا وحلفاؤها) الى بئر القصب ودكوة، تمهيداً لاقتحام المناطق والقطع: مطار ضمير، الفوج 16، اللواء 22، رينبه، عدد من الحواج ليثبت أنه عدو النظام".



"داعش" استطاع أن يسيطر على معمل الاسمنت القريب من مطار ضمير وعلى حواجز عدة على أوتوستراد دمشق بغداد، وزرع الألغام في المنطقة القريبة من طريق بغداد والمعمل واستقدم التعزيزات. ويؤكد سيف أن الاشتباكات لا تزال مستمرة بين قوات الشهيد أحمد العبدو و"تحرير الشام" و"جيش اسود الشرقية" من جهة، و"داعش" من جهة أخرى، لكون الأخير يحاول التقدم والسيطرة على مواقع المعارضة في الجبال. أما النظام فتقتصر مشاركته على التحصينات داخل معسكراته، ويلاحظ أن "داعش يحاول السيطرة على مدينة ضمير والجبال المحيطة بها لكونها تضم أكبر عدد من فصائل الجيش الحر في المنطقة، وفي حال تمت السيطرة عليها ينتهي دور التنظيم، لأن الهدف الأساسي قتال الحر وليس الوصول إلى العاصمة، ما يضعنا أمام سيناريو مشابه لتدمر ومهين والقريتين، لأن الهدف الأساسي للأسد وداعش هو السيطرة على درعا من طريق اللجاة والضمير، لكن بداية بتأمين الغوطة وإسقاط القلمون".



[email protected]
Twitter: @mohamad_nimer

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم