اشترِك في نشرتنا الإخبارية
العراقي رسمي الخفاجي في "غاليري آرت سبايس" \r\nبديل المكان منضبط وفي قلب التجريد الخطوطي
انها المرة الاولى اشاهد فيها اعمالا للفنان العراقي الاصل رسمي الخفاجي الذي غادر بلده في العام 1977 وقصد ايطاليا حيث يعيش في فلورنسا ويعمل ويعرض ويعلم. المعرض الذي يقام لأعماله في "غاليري آرت سبايس"، الحمرا، يضمّ نحواً من 25 لوحة بالأسود والابيض على الورق تحت عنوان: بديل المكان. مقاربة اجواء هذا الفنان ليست صعبة، فهو في قلب التجريد الخطوطي، على انضباط صارم لجهة التنقل من مساحة الى مساحة اخرى ولا سيما عند التركيز على المستويات الافقية.
اراه منكبا على طاولة واطئة يعالج بعض الاعمال. كل ما اراه مدروس بدقة. فلا خرطشة ولا استطرادات ولا اختراعات عرضية بل انتقالات واعية تخترق الورقة العذراء. اللوحات موحدة الصبغة، سوداء او رمادية او ممشحة او مقلمة او متفرقة ثم متلاقية وفق مزاجية تراعي الفراغات بين الثلم والاخر. تجربته الاختبارية تسمح له في كل فسحة، بتوزيع اشارات صغيرة مبرقعة او مرقطة، ذات حركات صغيرة، مع تأكيد تردادات متشابهة تسكن كل منطقة مبتعدة او مقتربة، مع سهولة الانسياب، لكن من دون خلط المعطيات الرئيسية في الاعمال المعروضة.
يتراءى للمتلقي ان الفنان يعلق ستائر موحدة الاشارات كأنها تهبط ارضا بعد ان تتقارب في مكان ما ثم تتباعد في مكان اخر. نشير الى ان كرويات صغيرة وكبيرة سوداء ورمادية تترك انطباعا بأنها تتلاعب بذكاء بتموجات حيث تختلط الصبغات المتدرجة من الابيض نحو الاسود مرورا بتخفيفات او تعميقات تروي اجتهادات شكلانية متنوعة تقتل من خلالها المتاهات العديدة المتلاحقة في سهولة بصرية قد تمهد لولادة تراكمات او انبساطات سريعة. يتفادى الفنان التشابه ولا سيما ان الاسود والابيض لا يفسحان المجال لخلق الكثير من المساحات الحرة والمنوعة.
تجب الاشارة الى ان الفنان العراقي اقام معارض سابقة في بعض الدول العربية وها هو يزور بيروت حيث يستمر معرضه الى 27 نيسان الجاري.
