الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

طرابلس تتحدى الركود والتكنولوجيا!

المصدر: طرابلس - "النهار"
رولا حميد
طرابلس تتحدى الركود والتكنولوجيا!
طرابلس تتحدى الركود والتكنولوجيا!
A+ A-

تتواصل عروض الدورة الثانية والأربعين لـ "معرض الكتاب" الذي تنظمه "الرابطة الثقافية" في طرابلس، وتجري عروضه، وفاعلياته في "معرض رشيد كرامي الدولي".


والمعرض يشكل تظاهرة سنوية ينتظرها الطرابلسيون، والشماليون عامة، لما يقدمه من فرصة تغيير في المناخات العامة في ظل الروتين الذي ساد المدينة في السنوات الماضية. وبعدما كان الاهتمام بالمعرض يتركز على الكتاب، وعلى فاعلياته مواكبة للمعرض، بات يشكل متنفساً متعدد الغايات، منها المطالعة، والبحث عن جديد الكتب، ومنها الندوات وتواقيع الكتب، مروراً بإقامة معارض فنية، وملتقى للأصحاب على مدى عشرة أيام متواصلة.


تضارب رؤى حول المعرض يرافق إقامته سنوياً، ويتحرك على أكثر من محور، منها أهميته في ما يقدمه منظموه، وشؤونه وشجونه من المطالعة، إلى تراجع الإقبال على الكتاب، وشؤون ذات صلة.


يبدأ تضارب الآراء حول أهمية المعرض مع تراجع مشاركات دور النشر فيه من مئة دار في السنوات التيسبقت التطورات الأمنية، إلى عشر دور حالياً، وتكتفي بقية الدور بالمشاركة عبر وسطاء من دور أو مكتبات أخرى. ويطمح محبو المطالعة، والكتاب بأن تكون عروضه أشمل، وأكثر تنوعاً وتخصيصاً للكتاب.


يقول روني عبد المسيح (library stephan)، إن "المعرض بحاجة الى الاهتمام اكثر بالتجهيزات ليصبح كمعرض البيال (معرض بيروت الدولي للكتاب) وغيره، ولن اقول كالمعارض التي تقام خارج لبنان لانه حلم".


أما الكاتب طلال الشتوي فيرى أن "معرض الكتاب في طرابس يجب أن يكون الأول في لبنان، لكن الاحداث، وعدم اهتمام الدولة، أدت الى تراجعه، وهو لا يزال يتحدى رغم الصعاب، وعلى الجميع دعمه ليستمر. ويؤسفني أن أقول إننا إذ كنا في الأصل أمة "اقرأ"، فإننا اليوم بعيدون من هذا الجوهر على رغم الاقبال الكبير على المعرض".


ومضات إيجابية يلاحظها عبد المسيح حيث "نشهد اقبالاًافضل من السنة الفائتة. اثنتا عشرة سنة نشارك في معرض الكتاب، وهو في تحسن مطرد".


انتصار مرعي مديرة جناح "دولة فلسطين" لاحظت أن "الحالة الاقتصادية تنعكس سلبا على المعرض، فهناك دور نشر كثيرة، وليس صحيحاً ان هناك ازمة كتب، ولكن هناك ازمة قراء الذين ينشغلون بالوسائل التكنولوجية الحديثة. يجب الحض على القراءة لانه لا غنى عن الكتاب".


الباحث الجامعي الدكتور اسكندر سكر أنحى باللائمة على تراجع الإقبال على الكتاب على ما وصفها بـ"فضائل" التلفزيون، فهي بنظره التي تقضي على البقية الباقية من أمل في بعض القراء عبر تقديمه التسطيح، والتسخيف، والبعد عن القضايا الفكرية الجادة التى يجب ان تشغل المجتمع بكل فئاته، عدا عن التغريب بزرع "قيم" غريبة عن مجتمعاتنا التي باتت تعيش انفصاماً متصاعداًيوماً بعد آخر".


سكر يلاحظ التأثير السطحي للتكنولوجيا الحديثة من هواتف خلوية وحواسيب قائلاً: "استوردنا التكنولوجيا دون القيم التي رافقت صنعها واستخدامها".


شجون


محور ثانٍ يتعلق بالمعرض هو المطالعة، وتراجعها، وانعكاس ذلك على الكتاب، وسبل إعادة تفعيل المطالعة لدى الأجيال الجديدة التي انساقت في التكنولوجيا الحديثة، ولم تعد تعطي للكتاب، والمطالعة أي أهمية.


من رواد المطالعة، والكتاب من الجيل المخضرم، فريدة كنج تصر على القراءة كـ "مدخل أساس لعالم الثقافة والمعرفة"، كما تعلق، وترى أن الكتاب "سيظل حاجة مهما بلغ تطور العالم التكنولوجي" الذي وصفته بـ"جنون العصر".


"اخاف وانا ارى كل منابر "اقرأ" تقفر، والوميض الحلو الذي كان يسامرنا بكل اطيافه"، تقول كنج، مضيفة أن "التطور التكنولوجي مهما سما لا يعادل عندي ذلك الذوبان بورق كتاب اهيم برائحته، واتوسد بعد شغف المطالعة دفاته، واستمد من حبي له القوة الثقافية والمعنوية والاجتماعية".


وتظل المطالعة، وحب الكتاب مهددة بالتراجع طالما لم تعرها فاعليات المجتمع الاهتمام اللازم، فالباحث سكر يعتقد ان "موضوع القراءة وصداقة الكتاب يحتاجان الى تربية، ونحن بحاجة الى مدرسة تكسب عادات القراءة والمطالعة لطلابها، ولأسرة تعي أهمية الكتاب، وبلديات ومنظمات مجتمع مدني لا تتخلف عن هذا الدور".


المنظم


رئيس الرابطة المنظمة للمعرض رامز فري مرتاح أكثر مما مضى لسير المعرض، وقال إن "المعرض هذه السنة يبرهن ان مدينة طرابلس هي مدينة الوفاق، والتلاقي، والعيش المشترك".


ويلفت إلى أنه "في اليوم الاول شهدنا آلاف الزوار واكثر من مئة مؤسسة ودار نشر مشاركة".


واضاف: "حاولنا هذه السنة ان نشرك عددا اكبر من دور النشر بطريقة مباشرة او غير مباشرة عبر المكتبات المحلية، إضافة الى الجامعات الخاصة، والجمعيات الأهلية والشبابية، وسواها".


نهرا


من جهته، محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا، قال لـ"النهار" ان "معرض الكتاب معرض مميز بكل المقاييس بحجمه، وبدور النشر المشاركة من مناطق لبنانية مختلفة، وبعدد الزوار الذي يتخطى كل سنة 50 الف زائر". ووصفه بـ"حدث يكبر القلب في طرابلس"، معلناً أننا "ندعم المشاريع والنشاطات هذه، وبخاصة في "معرض رشيد كرامي الدولي" الذي نتمنى تفعيله بالمهرجانات، والمعارض، ومختلف النشاطات".


طالب


مدير عام وزارة الثقافة فيصل طالب تحدث لـ"النهار" عن المعرض كمحطة كبيرة تنتظرها المدينة منذ ٤٢ سنة، مبدياً سروره لأننا "استطعنا أن نعيد الألق إلى المدينة بمختلف النواحي، وخصوصاً في نطاق الحركة الثقافية العامة".


لطالب بعض التمنيات في أن "يشهد المعرض دفقاً أكبر من الاهتمام بالكتاب من كل الجمهور المعني".


ويرفض النظر إلى المعرض كسوق للكتاب، مردفاً إنه "فضاء ثقافي تتلاقح فيه الأفكار والخبرات، بين القراء والناشرين والمؤلفين من أجل تبصر السبل الآيلة إلى تعزيز وضع الكتاب بين الناس".


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم