الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

"سكّرت عيني وأذنيّ وفمي أيضاً": هكذا علّق سياسيون على رائحة النفايات المنتشرة في بيروت

المصدر: "النهار"
إيلده الغصين
"سكّرت عيني وأذنيّ وفمي أيضاً": هكذا علّق سياسيون على رائحة النفايات المنتشرة في بيروت
"سكّرت عيني وأذنيّ وفمي أيضاً": هكذا علّق سياسيون على رائحة النفايات المنتشرة في بيروت
A+ A-

إذا كان الياسمين يذكّرنا بدمشق رغم رائحة البارود، وإذا كان زهر الليمون يجتاز بنا الحواجز ليقودنا إلى يافا، فأي رائحة ستعرّفنا إلى #بيروت بعد الدرك الذي وصل إليه ملف معالجة النفايات المتراكمة منذ تموز 2015؟ لأيام خلت وسكان بيروت وضواحيها يُمسون على رائحة النفايات العفنة ويصبحون على أرتال النفايات تنقلها شاحنات "القمح" بشروط غير صحيّة إلى مطامر ليست بحلّ بيئي مستدام. أوحدَنا نحن سكان الأحياء الشعبيّة نشمّ هذه الرائحة؟ وهل أن نوافذ "الأبراج العاجية" والشقق الفخمة التي يقطنها الوزراء والسياسيّون عازلة لتسرّب روائح فسادهم ومحاصصاتهم؟ أمكتوب على أبنائنا وعلينا وحدنا الموت البطيء المُسَرْطن بنتائج سياساتهم المرضيّة، فيما هم سوف ينعمون بالهواء النظيف في جولاتهم السياحيّة هذا الصيف؟


سياسة "القرود الثلاثة"
قسم من السياسيين أبدى في حديث لـ"النهار" رأيه بالجو الذي يسود عاصمة لبنان منذ أيام جراء رفع النفايات المتراكمة، فيما فضّل آخرٌ الامتناع عن التصريح. وزير الأشغال العامة والنقل #غازي_زعيتر واحدٌ ممن يعتمدون سياسة "القرود الثلاثة"، إذ يقول في هذا الشأن: "أغمضتُ عيني وسددتُ أذنيّ وكممتُ فمي أيضاً".


أما عضو كتلة التنمية والتحرير النائب #قاسم_هاشم فاعتبر "أن المعالجات آنيّة ومجتزأة وليست جذرية، وهي نتيجة سياسة التسيّب واستسهال التعاطي مع قضايا الناس. منذ البداية مُيّع هذا الملف فيما المعالجة من الأساس ناقصة وخاطئة وليست وفق المعايير العالمية". وبين لوم #الحكومة على تقصيرها وإلقاء اللوم على ثُبات عامة الشعب يخلص هاشم إلى "أن المسؤولية مشتركة في أزمة على هذا المستوى وتنعكس على الطرفين، الحكومة والشعب، فعندما يصمت الناس إزاء قضايا كثيرة وعلى مراحل عدة إنما سيدفعون ثمن هذا الصمت. التعاطي الحكومي مزاجي وخاضع للمصالح الطائفية والمذهبية ويستهتر بشؤون الناس". لكن على أمل أن "يجري الإسراع في رفع النفايات عبر هذا الحل الموقت، لأنه لا حلّ آخر اليوم على أن لا يصبح هذا الحل طويل الأمد".


"زبالة في الطرقات وفي الإدارة"
لا يبتعد موقف النائب #غسان_مخيبر عن موقف تكتل التغيير والاصلاح الذي ينتمي إليه، لكنه لا يعبّر عنه ولا يختصره. وإذ رأى مخيبر "أن النفايات هي فضيحة العصر في #لبنان حيث يختلط فيها الفساد الكبير بسوء الإدارة الكبير"، اعتبر "أن اللبنانيين يجنون ثمرة هذه المصيبة التي تعود إلى حكومات متعاقبة منذ التعاقد مع شركة "#سوكلين" في بيروت و#جبل_لبنان. وتالياً من الطبيعي أن يكون ثمة زبالة في الطرقات مع زبالة كهذه في الإدارة". وأعرب مخيبر عن أسفه لليأس الذي يطاول الناس "بدل المثابرة والمتابعة والاستمرار بالضغط في الشارع لأنه لا يمكن الضغط الشعبي أن يعطي نتيجة سريعة". ودعا مخيبر إلى العودة "إلى خطة تضعها لجنة فنيّة للحل المستدام وإقرار #مجلس_النواب قانوناً يشكل إطاراً مؤسساتياً وقانونياً لمعالجة النفايات"، معتبراً أنه لطالما طالب بهذا الأمر وأنه من مؤيدي انتقال هذا الملف إلى أيدي البلديات "غير أنه من الضروري أن تجري الأمور تحت إشراف سلطة متخصصة لتقديم المساعدة التقنية للبلديات".


"طلعت ريحة" الحكومة
لا ينأى عضو كتلة "#الكتائب" النائب الزحلي #إيلي_ماروني بنفسه عن جوّ بيروت بل يعتبر أن "نحو 40 ألف زحلي نازح إلى العاصمة يتأثر بنتائج الأزمة". ويلفت ماروني إلى "أن حزبه كان أول من طرح حلولاً لمعالجة النفايات وتحرّك على الأرض مع #المجتمع_المدني اعتراضاً على السياسات العقيمة، وخصوصاً أن صحة اللبنانيين بخطر وأن نسب الإصابة بالأمراض السرطانية مرتفعة جداً والهواء سينقل الروائح إلى الأراضي اللبنانية كافة". وانتقد الصمت الحكومي "كأن الوزراء ارتاحوا من همّ النفايات بدل عقد الاجتماعات بشكل حثيث لإيجاد الحل الصحي والبيئي المستدام". ولم يغفل ماروني عن الوضع الاقتصادي المترنّح "إذ نحن بحاجة إلى كل استثمار وكل سائح في وقت "طلعت ريحة" الحكومة من #الفساد والاستهتار بالشعب". وحمّل "معطلي انتخاب رئيس للجمهورية المسؤولية إذ ينعكس #الفراغ_الرئاسي على بقاء الحكومة واستحالة المخاطرة في استقالتها"، موضحاً "أن بقاء وزراء الكتائب في الحكومة يلحق بهم الضرر الشعبي لكن استقالتهم تحرمهم من إيصال صوتهم داخل مجلس الوزراء، وأنهم مستعدون للنزول مجدداً إلى الشارع".


وعلى السياحة السلام
يرفض وزير السياحة #ميشال_فرعون الحديث بصفته وزيراً فقط بل يعلّق كبيروتيّ أيضاً على الوضع، قائلاً "إن ملف النفايات كان له التأثير السلبي الأكبر على السياحة في لبنان أكثر من باقي الخلافات السياسية"، مطالباً "بأسرع تقويم للخطة التي تتبعها الحكومة ولنتائجها، بانتظار الإجراءات التي يتحمل جزءاً من مسؤوليتها #مجلس_الإنماء_والإعمار". وأشار إلى "أنه طالب محافظ بيروت (زياد شبيب) بإجراءات خاصة لبلدية بيروت بما يخصّ هذه الروائح".


هكذا يكون جزء صغير من السياسيين اللبنانيين قد شاركنا الاعتراض "الكلامي" على الوضع البيئي والصحي الذي يتهدّدنا، متأففاً معنا من الروائح الكريهة التي تؤرق نومنا وتنذرنا بسرطانات وأمراض رئوية وجلدية، ناهيك بتهديد السياحة في لبنان لموسم ثانٍ توالياً. على أمل أن نثور كشعب وأن يفعل السياسيون ما بوسعهم من خارج تلفوناتهم المحمولة ومن داخل مواقعهم في مراكز القرار المُفترضة.


[email protected] 


Twitter: @ildaghssain

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم