الآلاف شاركوا في ماراتون باريس الـ40... وما كان رياضة بحت أصبح تجارة بملايين الأوروات

57 الف شخص شاركوا في ماراتون #باريس الأربعين صباح اليوم الأحد. تجمعوا بقمصانهم الملوّنة وعدتهم الرياضية الكاملة أمام نقطة الانطلاق وشعار راعي الماراتون الأساسي "شنايدر الكتريك" "الحياة منطلقة" (لايف ايز اون). انطلقوا من وسط جادة الشانزيليزيه المزينة بالاعلام. حضر المشاركون من 160 جنسية، اي 37 في المئة من العدائين من الأجانب، وغيرهم من الفرنسيين وسط تصفيق المشجعين وموسيقى حماسية عالية، رافقتهم كل المسافة.

انطلقوا للتنافس مرورا بساحة كونكورد، ثم الريفولي وحدائق تويلري الرائعة، ثم ساحة الباستيل، وبعد المرور بفوبور سانت أنطوان مر المتنافسون على العديد من الاسواق الفرنسية قبل الوصول الى غابة فينسين والمرور بساحة القصر، وبعد المرور بضفة نهر السين توجه العداؤون الى مركز بومبيدو بعدمامروا بمتحف أورسي الذي يؤوي ابرز الاعمال للفنانين الانطباعيين. ومن الكونكورد الى ساحة ألما ثم برج ايفل ومرورا بالدائرة السادسة عشرة وغابة بولونيه، ليعودوا الى جادة فوش بعدما يكونوا أنهوا الـ42 كيلومتراً امام قوس النصر في اعلى جادة الشانزيليزيه، وفي النهاية، تُوج العداء الكيني سيبريان كوتوت بلقب ماراثون باريس، بعدما تفوق على جميع منافسيه وسجل أفضل رقم شخصي بلغ ساعتين وسبع دقائق و11 ثانية، وفي فئة السيدات فازت الكينية فيسيليني جيبكيشو باللقب بعدما سجلت ساعتين و25 دقيقة و52 ثانية واحتلت المركز الأول.

عداؤون مجهزون جيداً

هذه الرياضة التي بدأت كهواية وتعبيراً عن الشعور بالحرية لاجتياز مسافة 42 كيلومتراً، أصبحت اليوم تجارة مزدهرة لم يكن يحتاج صاحبها الا قميصاً وشورتاً وجوارب وحذاء رياضيا وشارة يضعها على القميص مع رقمه، وكرونوميترا والقليل من الماء وعصير الليمون. اليوم نحو 12 مليون فرنسي يمارسون هذه الرياضة بحسب دراسة للاتحاد الفرنسي لصناعة الرياضة والتسلية، و850 مليون اورو هو رقم سوق الركض في فرنسا (ضعف سوق كرة القدم) في العام 2015 منها 500 مليون أورو للأحذية الرياضية التي أصبحت تصنع من ألياف عضوية وأسفلها يتأقلم بشكل جيد مع الحركات، وتتنافس كبرى الشركات على تصنيعها خصوصاً الاسواق اليابانية التي أجرت العديد من البحوث لتطويرها. وعملت أكثر من 3 سنوات مع نحو 100 باحث، و200 مليون أورو للقماش فأصبحت القمصان مصنوعة من ألياف تسمح مرور الهواء لتبقي الجسم جافاً والشورت من الميكروفيبر و150أورو للاكسسوارات بين نظارات مقاومة للضربات مجهزة بزجاج بوليكاربونات وتحمي من الأشعة ما فوق البنفسجية، وقبعة خفيفة تمنع التعرق، وحزام خفيف يتسع للهاتف الخليوي الذي يحوي تطبيقات خاصة بالركض حيث يجد الرياضة من خلالها مدربه الافتراضي الخاص، وجوارب خاصة تضغط على بطة الرجل محفزة للدورة الدموية يستعملها نحو 40 في المئة من العدائين المحترفين، واخرى تمنع الحرارة عن الارجل، وسوار من قماش شديد الامتصاص وينشف سريعا وساعات متخصصة وغيرها.