الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

قراءة أوروبية لاعتداءات بروكسيل: تشدّد في مكافحة الإرهاب واللجوء والهجرة

ريتا صفير
A+ A-

مع ترحيل جلسة انتخاب رئيس للجمهورية الى 18 نيسان المقبل ليلامس الفراغ بذلك عامه الثاني، اعادت اعتداءات بروكسيل الملف الامني الى الواجهة، ولا سيما على ضوء الموقف الذي اطلقه وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق من لندن ودعا فيه الى معالجة الثغر الامنية في مطار بيروت، محذراً من "أنها قد توازي تلك التي كانت موجودة في مطار شرم الشيخ". وعلى رغم مسارعة عدد من المسؤولين الاوروبيين الى نفي اي علاقة مباشرة بين "موجة" اللاجئين والمهاجرين التي تغرق فيها اوروبا والارهاب، الا ان القراءة الديبلوماسية الاوروبية لتداعيات احداث بروكسيل على دول المنطقة، وبينها لبنان، تأخذ في الاعتبار سلسلة معطيات ابرزها:


- ان الهجوم على مطار بروكسيل يأتي تزامنا مع محاولة الاتحاد الاوروبي المستمرة لتجاوز انعكاسات اعتداءات باريس التي وقعت في تشرين الثاني الماضي. ووفقا لديبلوماسيين اوروبيين، فان النتائج الاولية لتجدد الاعمال الارهابية في قلب اوروبا، قد ينعكس ارتفاعا لمنسوب النقاش حيال آليات مكافحة الارهاب ولاسيما مع دول الجوار التي تشهد حروبا كسوريا وليبيا، اضافة الى تفعيل آليات ضبط حدود الاتحاد وخصوصا ضمن "فضاء" شنغن. ومع توجه بعض الحكومات الاوروبية الى اعلان تشريعات امنية جديدة، يتكرر الكلام الاوروبي على ضرورة تفعيل تبادل المعلومات مع دول الجوار وتعزيز تدابير الرقابة على المقاتلين القادمين من دول الشرق الاوسط وشمال افريقيا، وبينها لبنان.
- مع تسارع وتيرة التحقيقات وتبنّي تنظيم "داعش" لتفجيري مطار بروكسيل، تترقب المصادر الديبلوماسية الاوروبية تداعيات هذه الاعتداءات على ملف اللجوء والهجرة، وخصوصا ان العمليات الارهابية اعقبت اتفاق الاتحاد الاوروبي مع تركيا في هذا الشأن، كما انها تزامنت مع جولة الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني على دول المنطقة وبينها الاردن ولبنان. وقد كانت المسؤولة الاوروبية واضحة باعلانها من بيروت، توجه الاتحاد الى زيادة دعمه لبنان لمواجهة أزمة اللاجئين السوريين أكثر مما دعم تركيا. كما لفت قول موغيريني "ان اتفاق الاتحاد الاوروبي مع تركيا والذي قضى بتقديم ثلاثة مليارات اورو لأنقرة، سيخصص للمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية الدولية لدعم اللاجئين والمجتمعات المحلية في البلاد وليس للحكومة التركية".
- امنيا، بدا واضحا ان تفجيرات بروكسيل اعادت وضع امن المطارات تحت المجهر، وبينها الامن في مطار رفيق الحريري الدولي. ومع تجدد الكلام الاوروبي على ضرورة تعزيز التعاون مع القوى المسلحة اللبنانية في اكثر من مجال، تكتفي مصادر ديبلوماسية اوروبية بالقول، تعليقا على زيارة المشنوق الى لندن، بان "المملكة المتحدة تعمل عن كثب مع شركائها الدوليين بمن فيهم لبنان للتأكد من ان المطارات التي تسيّر رحلات من لندن واليها تتناسب ومعايير امن الطيران".
- سياسيا، ومع فشل مجلس النواب للمرة 37 في انتخاب رئيس للجمهورية، يبدو حل "الازمة المؤسساتية" عبر انتخاب رئيس للجمهورية اكثر إلحاحا من وجهة نظر الاوروبيين الذي يكررون دعواتهم الى قيام "مؤسسات لبنانية تعمل في شكل طبيعي". واذا كان مصير الجولة الثانية من المفاوضات بين اطراف النظام والمعارضة السورية في جنيف بات معلقا، في جانب منه، بنتائج اللقاء بين وزيري الخارجية الاميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف، فان المصادر الديبلوماسية الاوروبية ترى في ذلك مبررا آخر لفصل "مسار" الاستحقاقات اللبنانية عن "مسار" الازمة السورية.


[email protected]
Twitter: @SfeirRita

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم