الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

امرأة العام 2016 البروفسورة فاديا غصين لـ"النهار": أعجوبة مار شربل تحقّقت معي!

المصدر: "النهار"
إيلده الغصين
امرأة العام 2016 البروفسورة فاديا غصين لـ"النهار": أعجوبة مار شربل تحقّقت معي!
امرأة العام 2016 البروفسورة فاديا غصين لـ"النهار": أعجوبة مار شربل تحقّقت معي!
A+ A-

لم يكن سهلاً على البروفسورة فاديا بو داغر غصين أن تثبت نفسها في لبنان لتكون أول عميدة لكلية طب الاسنان في الجامعة اللبنانية سابقاً، ثم لتحصد في أوستراليا لقب "امرأة العام 2016" كأول سيّدة لبنانية في ولاية نيو ساوث ويلز في يوم عيد المرأة العالمي في الثامن من آذار. استطاعت البروفسورة وزوجة رجل الأعمال الناجح جورج غصين والأم لطفلين أن توفِّق بين العمل الدؤوب والإصرار على النجاح والتواضع بكل تجلياته. فهي ترأس اليوم فرع المؤسسة المارونية للانتشار في #أوستراليا، وأسّست في 2001 المؤسسة الأوسترالية اللبنانية في جامعة #سيدني لتقدّم سنوياً منحاً دراسيّة للطلاب المتفوّقين، وتستمر في عطاءاتها إذ أعربت لدى تسلّمها الجائزة "أنها ستكون حافزاً لها للقيام بالمزيد". انطلقت الغصين مطلع هذه الألفية من مجتمعها اللبناني لتحط في مجتمع أوسترالي غريب عنها ولتحقق في غضون سنوات نجاحاً لافتاً. بين عيدي المرأة والأم يحلو الحديث إلى سيدة جمعت بين اللقبين رادمة المسافات بين وطنها لبنان وبلدها المضيف أوستراليا ومعزّزة روابِط الشباب هناك بوطنهم الأم.


فاديا وجورج والنجاح المزدوج


كان لا بدّ من سؤال أول عميدة لكلية طب الأسنان في #بيروت وأول امرأة لبنانية تنال لقب "امرأة العام" في أوستراليا، عن صعوبة تحقيق المرأة ذاتها في مجتمع شرقي وتفاوت الجهود في النضال بين هنا وأوستراليا، فتجيب غصين في حديثها لـ"النهار": "يختلف نوع الصعوبة بين البلدين، ففي لبنان كانت الصعوبة أكبر لكون المجتمع ذكوريّاً أما في أوستراليا فلا فرق بين رجل وامرأة إنما الصعوبة تكمن في كونك غريبة عن المجتمع".


ماذا عن الازدواجية في نجاحِك والسيّد جورج كشريكين ضمن البيت الواحد، تقول: "نجاحي بأوستراليا لم يكن في استطاعتي تحقيقه لو لم توجد أرضيّة حاضرة له وهي نجاح زوجي جورج واستمراره في أوستراليا لثلاثين سنة، كان اسمه ومكانته مساندين لي في أي مشروع سأقوم به إذ كان يوظّف قدراته ومعارفه في خدمة الأعمال التطوّعية. رغم أننا نعمل في مجالين مختلفين أستطيع القول إنه الصخرة التي استطعت البناء عليها".


حدث الجبّة في القلب


في صفحتها على "فايسبوك" لم تتردّد البروفسورة غصين من توجيه كلمة لأهالي بلدة زوجها حدث الجبة في قضاء #بشرّي، ولوالدة زوجها أم جورج التحية والشكر في عيد الأم، وكأن نظام الكنّة والحماة لا ينطبق عليهما، وتعلّق الغصين "من يعرف إم جورج يعرف تماماً أن الحديث عن حماة وكنة لا ينطبق على حالتها. فهي ربّت 6 أبناء وعائلاتهم. وما زرعته في عائلتها حاولت أن تنقله إليّ من خلال خبرتها، لطالما حضنتني وهي اليوم تشرّع منزل ابنها للناس في لبنان وتحافظ على استمراريّة بيت #العائلة. إنها امرأة ذكيّة جداً ويهمّها أمر ابنائها وعائلتها وتعرف تدبر الأمور واستطاعت مساعدتي على التموضع في عائلتهم. أما أهالي #حدث_الجبة فأوجّه إليهم تحياتي وليقدرني الله على ردّ جميلهم إذ كانوا فرحين بي كوني جئت إليهم واستطعت تحقيق هذا الانجاز وأقاموا الاحتفالات بعد إعلان نتيجة المسابقة".


أعجوبة مار شربل معها


تهتمّ فاديا الأم بولديها وديع شربل وجوزيت أفضل اهتمام تاركةً موعد المقابلة إلى حين تنتهي من خلودهم في فراشهم وهي إلى جانبهما. كيف تتحقّق الأمومة في حياة امرأة عاملة وناجحة في حين يسهل عليها تأجيل مشروع الإنجاب على حساب نجاحها؟ تقول: "لدي توأمان والحمدلله أن ثمة من يساعدني في الاهتمام بهما، إلا أنني أقول لكل فتاة طموحة ألاّ تؤجل مشروع الأمومة. يُعرف عن المرأة أن النجاح يسبقها ولا تشبع منه، لكن بين كل النجاحات التي حقّقتها لا يوجد أطيب وألذ وأشهى وأسمى من الأمومة ولا شعور يضاهي هذا الشعور. كل ما أنجزته يتوقّف من دون معنى أمامها. فلتركّز السيّدات على #الأمومة ولتكن أولوية لديهنّ، لأن كل شيء في الحياة يمكن تأجيله إلا الأمومة. ليس أجمل من أن تحقّق المرأة النجاح في الوقت نفسه مع دور الأم، لأن طموحها يزداد لأجل أولادها وتقرّر أن تضحّي وتعطي من كل قلبها حتى يفتخروا وتفتخر بهم. الأولاد ليسوا عقبة بل هم البركة ومن خلالهم نعرف قيمة الحياة. أولادي نعمة وبأعجوبة من #مار_شربل بعد سنوات من الانتظار. للإيمان دور كبير في حياتي يحتاج إلى ساعات من الحديث والشرح".


إدمانٌ من نوع آخر


تلجأ سيدة العام 2016 في أوستراليا سنوياً إلى مساعدة الطلاب اللبنانيين المتفوّقين عبر المنح الدراسية، كما نقلت يوماً متحف جبران خليل #جبران في بشري بالتعاون بين المؤسسة اللبنانية الأوسترالية وجامعة سيدني إلى أوستراليا ليكون "من أهم المعارض التي أقيمت في أوستراليا" بحسب قولها، وكأن الجانب التعليمي الثقافي لا يغيب عن عملها التطوعي وهذا ما تعرب عنه بالقول "من دون #ثقافة لا معنى للوجود. لدينا شعراء لبنانيون هنا وللثقافة العربيّة أهمّيتها وتوجد مدارس لبنانية ولن أتوانى عن دفع #الشباب إلى زيارة بلدهم كما درجت العادة سنوياً".


كيف يمكن أن تعلّق سيدة مثل فاديا غصين عما يؤول إليه الوضع الثقافي في لبنان وعن إقفال مكتبات وكورالات وصحف بسبب العجز المالي؟ وماذا تقول لسيدات أعمال ونفوذ وزوجات رجال أعمال وسياسيين لا يقمن بدورهنّ الفاعل لمنع هذا الانحدار؟ يُختصر الموقف بجملة "عليهنّ دعم الانتاج الثقافي، في كل العالم تتعرض #الصحافة الورقية لأزمة لكن هذا لا يجب أن يسمح بإقفال #المكتبات أو الاستغناء عن #الكتب. على أحد أن يتحرّك".


صَعُب على البروفسورة فاديا أن تهضم السؤال الأخير وكأنّها لا تعرف القراءة في قاموس التقاعس والهروب من تلبية الواجب الثقافي تجاه وطنٍ كلبنان. النجاح والعطاء وديمومة الحركة لدى هذه السيدة إدمانٌ له طعمه وللبنان وحدث الجبّة في حديثها طعمٌ آخر.


[email protected] 


Twitter: @ildaghssain


 


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم