الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

بطريرك الموارنة الذي قتله مماليك "داعش"

المصدر: "النهار"
بيار عطاالله
بطريرك الموارنة الذي قتله مماليك "داعش"
بطريرك الموارنة الذي قتله مماليك "داعش"
A+ A-

ليس في تاريخ رؤساء الكنيسة المارونية من يحمل أسم "البطرك مسعود" رسمياً، فهذا الاسم اطلقه المماليك تمويهاً "الشيخ مسعود" على مقبرة البطريرك الشهيد جبرائيل حجولا، الذي قتلوه حرقاً في #طرابلس العام 1367 ودفنوه في المقبرة الاسلامية عند السفح الشمالي من تل الرمل العالي سراً، كي لا يكتشف احد في يوم من الايام الموقع الذي يرقد فيه سيد البطريركية المارونية الشهيد. لكن الزميل الاعلامي سليم بدوي الذي يحمل لبنان في وجدانه وفكره ولو كان في فرنسا قرر ان يكتب سيرة البطريرك الشهيد في قصة تاريخية حشد لها كل عناصر الاثباتات والمراجع العربية والاجنبية علها تكون عبرة لمن يقولون أنهم يحافظون على الايمان والاستقلال والحرية والاهم الوحدة.


لم يكتب الكثير عن البطريرك الشهيد جبرائيل حجولا، فقط سوى ان المماليك اعدموه حرقاً في قلعة طرابلس، لكن هذه الحادثة حولت البطريرك "رمزا للمقاومة الايمانية حتى الفداء من أجل بقاء كنيسة الموارنة" على ما كتب بدوي، الذي جمع في كتابه بين البحث الجدي الرصين والرواية مقارناً بين موت حجولا حرقاً على يد المماليك، وشهادة شفيعة فرنسا جاندارك التي اعدمها الانكليز حرقاً ايضاً بعد 64 عاماً بالضبط. والمسألة بالنسبة الى الكاتب أن حجولا كرس نهجاً من التواضع والانسحاق من اجل مصلحة شعبه وبلاده لا يمكن تجاوزه في ايامنا هذه، حيث انتخب البطريرك في في ظل انقسامات كبيرة من اجل ان يوحد البيت الماروني الامر الذي لم يعجب المماليك الذين كانوا يشنون الحملة تلو الاخرى لاخضاع الشيعة والدروز والمسيحيين في لبنان، فكان ان استغلوا فرصة فشل احدى الغزوات الصليبية على الاسكندرية وشواطئ لبنان وسوريا لكي ينتقموا من المسيحيين المتهمين "بالتعامل مع الصليبيين".


في الكتاب ان البطريرك اختار تسليم نفسه فداءً عن شعبه وعائلته من حجولا، وتلك هي الرواية التاريخية المعروفة، وبالنسبة الى بدوي فذلك قمة الشهادة والتضحية لأنه اختار الموت فداءً عن شعبه الذي كان يتعرض للذبح والحرق والسبي على يد "داعش" تلك الايام، ورغم كل ما قام به المماليك سابقاً والاتراك لاحقاً إلا ان الموارنة صمدوا ليعود الزعماء الموارنة ويدمروا كل ملحمة الصمود هذه في 70 عاماً هي عمر استقلال لبنان الحديث، والكلام لبدوي.


كتب بدوي الاختصاصي في الفلسفة والتاريخ ان "الموارنة خارج لبنان وارضهم هم لا شيء وتالياً يتحملون مسؤولية الدفاع عن ارضهم والحفاظ عليها لا ان يغرقوا في الضياع التام وفقدان الذاكرة وينسوا هدفهم ومبرر وجودهم (...)". والكتاب بسيط جداً في سرده للوقائع التاريخية بأسلوب الرواية لذا من الضروري والواجب ان يقرأه كل لبناني ليعرف سيرة هذا الشعب، وانها قامت على التضحيات وليس على لبس الحرائر. وفي لغة سليم بدوي انه آن الاوان لكي يستيقظ الموارنة من الغيبوبة ويعودوا الى بناء وطن اراده البطريرك يوسف الحويك وليس وطناً انعزالياً محدود الافاق.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم