السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

الأردن يُعلن إحباط مخطط إرهابي لخلية من "داعش" يستهدف مواقع عسكرية ومدنية وزعزعة أمن المملكة

عمان - عمر عساف
الأردن يُعلن إحباط مخطط إرهابي لخلية من "داعش" يستهدف مواقع عسكرية ومدنية وزعزعة أمن المملكة
الأردن يُعلن إحباط مخطط إرهابي لخلية من "داعش" يستهدف مواقع عسكرية ومدنية وزعزعة أمن المملكة
A+ A-

بالبزة العسكرية، كان العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني على رأس مشيعي جثمان النقيب راشد حسين الزيود، الذي سقط منتصف ليل الثلثاء خلال عملية دهم أمنية لخلية موالية لتنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) في مدينة إربد بشمال المملكة.


الملك، الذي زف الزيود في منشور بالموقع الإلكتروني للديوان الملكي، مخاطباً إياه بـ"ابني راشد"، قصد أن يوصل رسائل ثلاثاً، أولاها الى "داعش"، والأخريان الى الأردنيين الذين تعاضدوا أمس بصورة لافتة، وإلى العالم، بأن الأردن منيع.
العملية النوعية التي استمرت 11 ساعة منذ مساء الثلثاء وحتى الثالثة والنصف من فجر الاربعاء، أسفرت عن مقتل سبعة من أفراد الخلية واعتقال 13 آخرين، فيما سقط النقيب الزيود وأصيب خمسة من رفاقه واثنان من المارة.
وهذه العملية، التي قادتها دائرة المخابرات العامة بمشاركة فرق من العمليات الخاصة (قوات النخبة) المتخصصة بمكافحة الإرهاب، هي أوسع عملية أمنية، في سلسلة عمليات دهم نفذتها أجهزة المخابرات في المنطقة الشمالية القريبة من الحدود مع سوريا، واعتقلت خلالها أعداداً من المشتبه في أنهم ينتمون إلى التنظيم.
وما أطال أمد العملية هو وجود أفراد الخلية في منطقة مكتظة سكانياً ومزدحمة بالمباني المتلاصقة والشوارع الضيقة وتحوط فرق الدهم لمنع سقوط ضحايا بين المدنيين أو لجوء الملاحقين إلى احتجاز السكان رهائن أو استخدامهم دروعاً بشرية.
غير أن ما جعل هذه العملية موضع ترحيب سكان المدينة والأردنيين، هو عدم توافر حاضنة شعبية للموالين لـ"داعش"، التي فقدت إلى حد كبير امكانات التعاطف معها بعد إعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة حرقاً على أيدي التنظيم في مدينة الرقة قبل سنة وشهر، مما أوغر صدور الأردنيين على التنظيم ومن يمكن ان يتعاطف معه.
ولكن، يعتقد كثيرون، بما فيهم الاجهزة الأمنية، أن هذه العملية وما سبقها ليست النهاية، وإنما قد تكون مقدمة لمحاولات أخرى لزعزعة أمن المملكة التي استطاعت حتى الآن أن تناى بنفسها عن موجة الفوضى والعنف التي تحوطها من كل صوب.


بيان المخابرات
وفي خطوة نادرة، أصدرت دائرة المخابرات العامة ظهر الأربعاء بياناً صحافياً أوردت فيه تفاصيل العملية وتمكنها من "إحباط مخطط إجرامي وتخريبي مرتبط بعصابة داعش الارهابية كان يهدف للاعتداء على أهداف مدنية وعسكرية داخل المملكة وزعزعة الأمن الوطني".
وكان ظهور المخابرات بهذه الصورة متعمداً للتدليل على أن الجهاز موجود بقوة وبأذرعه الضاربة في ما يبدو أنه رسالة تحذير لـ"داعش" في الخارج وأتباعها في الداخل، وكذلك لطمأنة الأردنيين الى انه في المرصاد لأي مخطط يستهدف أمنهم.
وعلمت "النهار" أن معظم هذه الأهداف تتركز في المنطقة الشمالية، القريبة من الحدود مع سوريا. ومنها مبنى المخابرات بإربد.
وجاء في البيان أنه ضُبطت كميات من الأسلحة الرشاشة والذخيرة والمتفجرات والصواعق كانت في حوزة افراد المجموعة الإرهابية، وأن السبعة الذين قتلتهم كانوا مزنرين بأحزمة ناسفة. وأضاف أن القوات الأمنية تتبعت المجموعة الإرهابية وحددت مكانها، "حيث اختبأت وتحصنت في إحدى العمارات السكنية في مدينة إربد، وبعد أن رفض الارهابيون تسليم أنفسهم وأبدوا مقاومة شديدة لرجال الأمن بالأسلحة الاوتوماتيكية، قامت القوات المختصة بالتعامل مع الموقف بالقوة المناسبة... ونجم عن الاشتباك استشهاد النقيب راشد وإصابة 5 من قوات الأمن الأردني واثنين من المارة".
واوضح أن حصيلة عمليات المتابعة التي سبقت تنفيذ العملية كانت "اعتقال 13 عنصراً متورطاً في المخطط الإجرامي، ونتج من الاشتباك مقتل 7 عناصر إرهابية كانوا يرتدون أحزمة ناسفة ويطلقون النار على قوات الأمن".
لكن ثمة من رجح أن توقيت تنفيذ الدهم، جاء "مبكراً" بناء على معلومات استخبارية أن المجموعة، التي كانت تحت المراقبة والمتابعة، ربما جاءتها تعليمات بالتعجيل في تنفيذ مخططاتها.
وتحدث رئيس الوزراء الاردني عبدالله النسور امام مجلس النواب عن "عملية أمنية نوعية انتهت فجر اليوم (أمس) ونفذتها قوة خاصة من عدد من مرتبات الاجهزة الامنية والعسكرية". وقال العملية "حققت هدفها بنجاح بالقضاء على سبعة خارجين على القانون من زمرة ضالة مضللة، جماعة ارهابية مرتبطة بتنظيمات ارهابية كانت خططت للتعدي على امن الوطن والمواطنين".


تشييع الزيود
وفي مراسم عسكرية مهيبة، وفي حضور الملك عبدالله الثاني وشقيقه الأمير فيصل بن الحسين وبمشاركة آلاف من رفاق السلاح وأبناء قبيلة بني حسن التي ينتمي إليها راشد وأبناء القبائل وفاعليات سياسية وبرلمانية وشعبية، ووري النقيب في مثواه الاخير بمسقط رأسه بلدة غريسا قرب مدينة جرش.
والزيود هو قائد فريق المهمات الخاصة للكتيبة الخاصة 71 التابعة لقيادة العمليات الخاصة (قوات النخبة)، ونجل قائد قوات حرس الحدود السابق العميد حسين الزيود، الذي قدم من سلطنة عمان التي يعمل فيها حالياً ملحقاً عسكرياً.
ونشر الوزير السابق محمد داودية في صفحته بموقع "فايسبوك" أنه اتصل بالعميد الزيود والد النقيب معزيا فأجابه: "كيف يتحقق الأمن لأهلي بدون شهداء".
وكانت للعملية، التي تصدرت الأخبار في المملكة، أصداء كبيرة في الشارع الأردني، واحتشدت مواقع التواصل الاجتماعي بتعليقات تثني على قوات الامن وتترحم على الزيود وتشدد على أهمية أمن البلاد وتوحد الأردنيين ضد "العصابات الارهابية".
واصدر مجلس النواب بياناً حيا فيه جهود قوات الامن في حماية المملكة من عصابات الإرهاب وطالب بدعمها، كما ترحم على روح الزيود. ومعلوم ان الاردن الذي يستضيف اكثر من 1,5 مليون لاجئ سوري، قد شدد الاجراءات على حدوده مع سوريا،
واعتقل وسجن عشرات الجهاديين لمحاولتهم التسلل الى سوريا.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم