الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

هل تحولت ذكرى 7 ايار "كربلاء سنية"\r\nجمهور الحريري يطالب "حزب الله" بـ "الاعتذار"

المصدر: النهار
رضوان عقيل
رضوان عقيل
A+ A-

في 7 ايار 2008 استيقظت بيروت على صور غير معتادة في يوميات اهلها ،لانها اعادتهم الى الوراء ليعيشوا من جديد ايام الحرب بعد مشاهدتهم مئات المسلحين الملثمين الذين انتشروا في الازقة والاحياء وعلى سطوح المباني وصولا" الى قفلهم الطرق المؤدية الى مطار رفيق الحريري وقطع اوصال العاصمة ونصب الحواجز وحرق الاطارات وسط طغيان فوضى ميلشيوية هستيرية.


في مثل هذا اليوم استعادت مجموعات من المسلحين ايام مجدها الغابر وعاد قبضايات الاحياء الى الظهور بعدما اشتاق بعضهم الى ممارسة تلك الهوايات.


في المقابل "زملاء" لهم كانوا من طينة اخرى نزلوا الى الارض لاسباب سياسية وانتشروا في الازقة والشوارع تنفيذاً لاوامر قيادتهم للوقوف في وجه قرارات أخذتها حكومة الرئيس فؤ اد السنيورة.


توزع هؤلاء في شعاع مناطق وتجمعات محسوبة على جمهور عصبه "تيار المستقبل" . وأراد المسلحون توجيه رسائل ساخنة رداً على قرارحكومة السنيورة والمواقف التي أعلنها انذاك رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط في عز ايام سطوة حمله لواء 14 اذار ضد "حزب الله" .


نزل عناصر من الحزب ومن يدور في فلكه العسكري والامني لاعلان العصيان وجبه قرارات الحكومة التي طاولت نقل رئيس جهاز أمن المطار العميد وفيق شقير من منصبه وازالة شبكة الاتصلات الخاصة بالحزب.


ويصف نائب بيروت نهاد المشنوق الاسباب التي قدمها الحزب وجمهوره لتلك الانتفاضة ب "التبريرات السخيفة" . ويذكر بضرورة التدقيق في مواقف جنبلاط "الذي اعترف بانه كان وراء قرار الحكومة حيال شبكة الاتصالات والذي تصالح معه الحزب في ما بعد" .


5 اعوام مرت على حوادث 7 ايار والتي إستهدفت اكثر من مقر ومؤسسة اعلامية لـ "تيار المستقبل".ولم ينس انصاره تلك الأيام السود ،علماً ان ثمة مجموعات شبابية من هذا الفريق أحضرت من عكار وبلدات شمالية اخرى للوقوف في وجه الحزب في العاصمة، ولم تستطع المواجهة منذ الساعات الأولى لبدء شرارة التحركات لعدم كفايتها في الميدان العسكري وحرب الشوارع، ولانها غريبة عن المكان.


رغم كل التطورات السياسية التي مرت بعد 7 ايار والذي وصفه السيد حسن نصرالله بـ "اليوم المجيد"، فان "تيار المستقبل" وأكثر قوى 14 اذار لا يوفرون مناسبة أو اطلالة او لقاء سياسي سواء كان يضم حشوداً من الأنصار أو النخبة، الا ويتطرقون فيه الى هذا الجرح الذي لم يضمّد الى اليوم ولاسيما عند جمهور الحريري والنواب "الصقور" في كتلة "المستقبل".


ويقول المشنوق انه لا يشارك في لقاء شعبي يتم فيه الحديث عن السياسة العامة، ولاسيما في بيئة تيار "المستقبل" الا ويجري التطرّق الى حوادث 7 ايار "التي تركت جرحاً كبيرا وموجعاً في صفوف هذا الجمهور".


من أجل الحرص على الوحدة الوطنية ومنعاً لإذكاء نار الفتنة، اوّل شيء يطلبه هذا الفريق على لسان المشنوق هو ضرورة "ان يقدم السيد نصرالله شيئاً من الإعتذار من اهل بيروت".


وما يستغربه نائب العاصمة أيضاً هو انّ ثمّة قضايا لا تزال قائمة و"تحركت" في الأسابيع الأخيرة ضدّ اقارب ضحايا حوادث 7 أيار بعد تعرضهم للإهانة والاعتداءات.


ويتهم المشنوق مجموعة من القضاة بـ"اثارة هذه الملفات وتحريكها اليوم" وهم على علاقة مع حزب الله وحركة أمل".


وفي المقابل لا يحبّذ المشنوق في ذكرى 7 أيار "التي يعيشها البيروتيون كل يوم" تحويلها "كربلاء سنيّة"، وان المطلوب في رأيه هو تحقيق الاعتذار وصولاً الى المصالحة.


لا يخفي المشنوق ما يفكّر فيه جمهور الرئيس رفيق الحريري على وصفه، وهي انهم يساوون بين جريمة اغتياله وما جلبه لهم 7 أيّار.
ويضيف "ان هؤلاء لديهم دين في رقبة حزب الله وعلى قيادة الأخير ان تعرف ان جمهور تيار المستقبل يؤيّد المقاومة ووقف مع القضيّة الفلسطينيّة ولا يزال".
ويتابع المشنوق كلامه بحرارة وهو يتناول هذه الذكرى بالقول "مرّة أخرى نكرّر انه على الحزب ان يرد هذا الدين لان الحقد عليه يكبر اذا جرى ترك هذا الامر من دون العلاج المطلوب وطي هذا الملف".
ويرى انه "لا يوجد في ذاكرة السنّة والشيعة في لبنان ايّ نزاع قبل 7 ايّار، وان هذا التاريخ يكرره الحزب اليوم لأنه ينفّذ 7 ايّار سوري على شكل أوسع وأخطر".


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم