السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

"لا لمحاكمة الخيال"... صحف مصرية بصفحات بيضاء وبلا أعمدة كتّاب

المصدر: "النهار، صحف، وكالات"
ابراهيم حيدر
ابراهيم حيدر
"لا لمحاكمة الخيال"... صحف مصرية بصفحات بيضاء وبلا أعمدة كتّاب
"لا لمحاكمة الخيال"... صحف مصرية بصفحات بيضاء وبلا أعمدة كتّاب
A+ A-

هل باتت #الصحافة المصرية وكتّابها حصنا الدفاع الأخير عن الحريات؟ وهل هي الوحيدة تعبر عن ثورة وأحلام 25 كانون الثاني أو ثورة 25 يناير؟ فقد تجرّأت صحف مصرية عدة على رفع الصوت ضد حبس الصحافيين وادانتهم بـ"خدش الحياء"، فصدرت معظم الصحف أمس واليوم خالية من الأعمدة الخاصة بالكتاب، فيما تركت صحف أخرى بعض صفحاتها بيضاء، احتجاجاً على حبس صحافيين وكتاب وباحثين وشعراء على خلفية قضايا نشر، ومن بينهم الصحافي والكاتب في جريدة الأخبار المصرية أحمد ناجي بتهمة خدش الحياء العام، حيث اصدرت محكمة مصرية حكما بسجنه لمدة سنتين، فيما غرّمت رئيس التحرير طارق الطاهر 10 آلاف جنيه مصري. كما طالت الأحكام الكاتب اسلام بحيري والشاعرة #فاطمة_ناعوت، وفق ما نقلت الوكالات والصحف المصرية، ومن خلال متابعة كتّاب وما نقل على مواقع التواصل الاجتماعي.


وكان الكاتب أحمد ناجي أوقف مباشرة في المحكمة بعدصدور الحكم في 20 شباط الجاري، بعدما وجّهت له المحكمة اتهامات بنشر مقال عبارة عن فصل من روايته "استخدام الحياة" الصادرة عن "دار التنوير" في جريدة "أخبار الأدب" في 3 آب 2015، وهو ما وصفته النيابة والمحكمة بأنه "مقال جنسي خادش للحياء". وتضمن وصفاً لقضاء ليلة حمراء ومخدرات وجنس مع مواطنة ألمانية وعبارات خارجة، وجاء في الدعوى المقامة من محامٍ ضد ناجي: "إن قراءة مواد جنسية صريحة في الراوية، والحديث عن تدخين الحشيش أصابني بانخفاض ضغط الدم، واضطرابات في دقات قلبي".ودافع ناجي عن نفسه فور اتهامه قائلاً: "أحداث الفصل المنشور والرواية من وحي الخيال، وليست مقالاً صحافياً".


وفور صدور الحكم أطلق عدد من الكتاب والصحافيين المصريين حملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان "احرق عملك الإبداعي" ودعوا الكتاب والمبدعين الى تجميع نسخ من أعمالهم وحرقها أمام مقر دار القضاء العالي في القاهرة، كخطوة رمزية احتجاجاً على الحكم. وتصدر الحملة "هاشتاغ" ضد المحاكمات بعنوان "لا لمحاكمة الخيال".


وبالتزامن مع صدور صحف مصرية خالية من الأعمدة الخاصة بالمقالات، الى صفحات كاملة بيضاء، دعت نقابة الصحافيين المصريين الى مؤتمر موسع لمواجهة الحملة ضد الصحافيين والهجمة على حرية الصحافة والابداع ورفض محاكمة خيال الكاتب، وهوسيعقد مساء غد الخميس بالاشتراك مع نقابات مصرية، بدءاً من جبهة الابداع المصري، ونقابات السينمائيين، المهن التمثيلية، اتحاد الفنانين العرب، اتحاد الناشرين واتحاد الكتاب وجمعية نقاد السينما، الى عدد كبير من الصحافيين والكتاب والفنانين والأدباء المتضامنين مع الصحافيين الموقوفينوضد الهجمة على الحريات والابداع.


ونشرت على مواقع التواصل الاجتماعي لكتاب وصحافيين كتابات من بينها "إننا في بلد لا يقرأ، وفي الوقت نفسه فإن الدولة التي تشهد عمليات قتل يومية في الشوارع لمواطنين عاديين، وحالات اختفاء قسري، يتم فيها الحكم بالحبس على الكُتاب ومنع كتبهم ومصادرتها في الكثير من الأحيان، بينما يتم تجاهل العديد من القضايا الحيوية التي تمسّ المواطن". فيما اعتبر آخرون أن الأحكام تقضي على الحريات من مدخل "خدش الحياء" مطالبين بحرية الصحافة والكتابة ورفض المساس بأي كاتب أو مفكر أو مثقف بسبب آرائه. واعتبر كتّاب خلال الحملة ضد الأحكام، أن النظام يبيح كل شيء ليستمر في الحكم، وظاهرة حبس الأدباء والمفكرين طريقة ليثبت النظام أن صراعه مع الإخوان لا يقلل من حرصه على الدين والأخلاق.


"الدولة مش عايزة مفكرين.. احرق عملك الابداعي" عنوان الحملة دفاعاً عن الحريات والكتاب، فهل تستطيع الصحافة الحية في مصر الحفاظ على بعض مكتسبات ثورتها التي أجهض الكثير منها؟ ولعل ما عبر عنه وزير الثقافة السابق جابر عصفور في كلام له تعليقاً على حجز الكتّاب، يمثل المخاوف التي تعيشها #مصر، والتي تستعيد ممارسات سابقة ما زالت متحكمة بالمشهد المصري، "هناك كارثة تسمى الحسبة، ظهر خطرها فى قضية نصر حامد أبوزيد، وتعني أنه من حق أى مواطن التقدم ببلاغ للنائب العام أو نوابه ليتهم فلاناً بأنه خرج عن ملة الإسلام فى موضوع ما، وقد دعيت للشهادة فى رواية أحمد ناجي، والقضية تقوم على بلاغ مقدم من مواطن يتهم الكاتب بالكفر وخدش الحياء العام، والقضية كان نسفها سهلاً، لأن ما كتب فى أخبار الأدب فصل من الرواية، ولا يمكن محاسبة فصل من الرواية بمقاييس المقال لأن الرواية خيال، وعلى هذا الأساس فإن القاضى العظيم المستنير الذى تولى القضية فى البداية حكم له بالبراءة. ويجب على مجلس النواب أن يعدل تلك القوانين القديمة، لافتاً إلى أن السيدة آمنة نصير، العالمة الأزهرية، أكدت أنها ترفض ما يسمى تهمة "ازدراء الأديان"، فمن غير المعقول أن يوجد شخص يمكنه تحديد أن هذا ازدراء أديان من عدمه، مؤكداً أن كل مواطن عاقل له الحق فى التفكير، مثلما فعل إسلام بحيري، وهذا ليس ازدراء للإسلام بأى شكل من الأشكال بل تمجيد للإسلام بتقديمه للناس بصورة مستنيرة ومتجددة".


[email protected]
twitter: @ihaidar62


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم