السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

المحاربون الصغار في نيبال خرجوا من النزاع فاقدين كل شيء

المصدر: "أ ف ب"
المحاربون الصغار في نيبال خرجوا من النزاع فاقدين كل شيء
المحاربون الصغار في نيبال خرجوا من النزاع فاقدين كل شيء
A+ A-

يتألم رأي كلما حاول المشي، وتعوّد اليه ذكريات قراره بالانضمام الى صفوف المقاتلين الماويين في بلده #نيبال وهو في سن الرابعة عشرة فقط، على غرار الاف الاطفال الذين قضت الحرب على مستقبلهم.


فقد انضم رأي بملء ارادته الى التمرد الشيوعي الذي قاتل على مدى عشر سنوات الجيش والسلطة في نيبال، اعتقادا منه انه يدافع عن ملايين الفقراء والمقهورين في بلده.


لكن، بعد عشر سنوات على انتهاء النزاع، وجد نفسه عاجزا عن العثور على عمل، بسبب اصابته التي شلت اطرافه، وهو يشعر بالخيبة من المسؤولين الماويين الذين تخلوا عنه.


ويقول هذا الشاب البالغ اليوم 27 عاما "لقد استخدمونا حين كانوا في حاجة لنا، ولما انتهت الحرب لم يهتموا بنا".
بدأت الحرب في نيبال بهجوم شنه الشيوعيون على مركز للشرطة غرب البلد في الثالث عشر من شباط من العام 1996، وشكل ذلك بداية عهد من الاقتتال راح ضحيته 16 الف شخص ومئات المفقودين.


وجند التمرد المسلح في صفوفه اربعة الاف فتى، الكثير منهم قسرا، والباقون حملوا السلاح من تلقاء انفسهم، بعدما جذبتهم فكرة "حرب الشعب" الذي يسعى لتغيير النظام الملكي الاقطاعي.


في العام 2006 القى المتمردون السلاح بعد توقيع اتفاق سلام، واشرفت الامم المتحدة على دمجهم في المجتمع.
ومن بين المقاتلين البالغ عددهم 19 الفا، تمكن 6500 منهم فقط من الانضمام الى الجيش، اما الباقون فقد خضعوا لدورات تأهيلية او اكتفوا بالحصول على راتب تقاعدي يصل الى 800 الف روبية (7400 دولار).


لكن المحاربين الصغار، من امثال راي، لم يحصلوا لا على هذا ولا على ذاك، فقد استبعدتهم الامم المتحدة عما حظي به الكبار بسبب سنهم، واقتصر تعويضهم على حفنة صغيرة من المال لا تزيد عن تسعين دولارا، وبعض الدورات التدريبية في التصوير والطبخ، وهي أمور لا تسمن ولا تغني من جوع في بلد ينهشه الفقر.


أجبر رامتيل على الانضواء في صفوف التمرد وهو في الحادية عشرة من العمر، وكان مكلفا بنقل الرسائل..لكنه سرعان ما آمن بالشعارات المرفوعة حول العدالة والتقدمية.


أما اليوم، فهو يشعر ايضا بأن قادة التمرد خانوه ولم يعيروه اي انتباه بعدما وضعت الحرب اوزارها.
ويقول هذا الشاب البالغ من العمر اليوم 24 عاما "رفع الماويون شعارات كبيرة دفاعا عن الطبقات الدنيا، ولهذا احببتهم".


غير ان دخولهم في العملية السياسية سرعان ما جعلهم عرضة للاتهامات بالتخلي عن مبادئهم والانغماس في حياة الترف.


ويقول اديتها ادهيكاري صاحب كتاب "الرصاصة وصندوق الاقتراع" عن تاريخ التمرد الماوي ان المتمردين السابقين "اكتسبوا بشكل سريع خصال الاحزاب الاخرى، وافسدتهم السلطة واهملوا قاعدتهم الاجتماعية".


بعد سنوات على انتهاء الحرب، فشلت الحكومات المتعاقبة التي يقودها الماويون عن وضع دستور جديد يجمع شمل البلد، الى حين اصيبوا بفشل ذريع في الانتخابات الاخيرة التي نظمت عام 2013.


يدافع رئيس الوزراء السابق بابورام بهاتاري عن الماويين الذين كانوا في صفوفهم قبل ان ينفصل عنهم في ايلول بسبب خلاف على نص الدستور الذي اقر حينها.


وهو يرى ان الفضل يعود لهم في اطلاق مسار سياسي في البلاد بعد عهد ملكي دام 240 عاما.


ويقول لوكالة فرانس برس "تعهدنا اجراء تحول ديموقراطي، ومنح الحقوق لطبقة المنبوذين والنساء وفئات اخرى، وقد فعلنا ذلك حقا".


لكن المحاربين الصغار خرجوا من كل ذلك صفر اليدين، مثل راي الذي يقول "قاتل الماويون دفاعا عن الفقراء وعن المقهورين من امثالنا، ولهذا كنا معهم، قالوا انهم سيحرروننا من الفقر، لكنهم في حقيقة الامر قضوا على مستقبلنا".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم