السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

"ليلة راست" لهيّاف ياسين: إنعاش الموسيقى الكلاسيكية العربية

المصدر: "دليل النهار"
نداء عودة
"ليلة راست" لهيّاف ياسين: إنعاش الموسيقى الكلاسيكية العربية
"ليلة راست" لهيّاف ياسين: إنعاش الموسيقى الكلاسيكية العربية
A+ A-

في واحدة من الإصدارات التي ترسّخ نشر تراث الموسيقى العربية، يطلق الفنان هيّاف ياسين مع فرقة التراث الموسيقي العربي أسطوانته الجديدة "ليلة راست" كعمل ينقل إلى المستمع أجمل قوالب الموسيقى الكلاسيكية التي تندر إطلالاتها على الجمهور العربي، كما يندر الإهتمام بها على المستوى الموسيقي.


لا يكتفي الموسيقي الشاب هيّاف ياسين باستعادة عدد من الأعمال الموسيقية ككنوز من أرشيف هذا التراث، وإنما يقدم في الأسطوانة أعمالاً من تأليفه مثل "الورد في وجنتيه" ومعزوفة سماعي دارج تحت عنوان "غزل"، وفي العملين يلمس المستمع عشق ياسين هذا التراث ثمّ ابتكاره ضمنها روحا موسيقية فيها تلاوين ثرية في ترحالها بالنغم. هذا الثراء الجميل يبدو واضحاً في التقاسيم المرسلة التي وضعها ياسين سواء على آلة العود أو على السنطور.


اختار ياسين أن ينفرد بمقام الراست كمضمون للعمل ما يوحي لعشاق الموسيقى العربية أنه قد يعمل على تقديم أسطوانات أخرى ينفرد كل منها بمقام موسيقي آخر كالبياتي أو السيكاه مثلاً، لكن الراست الذي يطلق عليه تسمية "أبو المقامات العربية" هو مقام كبير وزاخر بالجماليات النغمية، فالمجموعة التي تتضمنها الأسطوانة تعيد إلى أذن المستمع عدداً من القوالب الكلاسيكية على هذا المقام من سماعي وتحميلة ودولاب إلى قوالب موسيقية غنائية كالموال والموشح والدور بأصوات ذكورية جماعية ومنفردة تتقن أسلوب الأداء التقليدي وتعتمد الإحساس الإرتجالي الجميل لهياف ياسين ورهيف الحاج وإيلي شلهوب وفادي سكاف. والجميل في اختيارات ياسين الموسيقية أنها أحاطت بمراحل زمنية مختلفة لهذه الأعمال ظهرت من أواخر القرن التاسع عشر إلى مطلع القرن العشرين، كمرحلة موسيقية اختتمها الشيخ سيد درويش الذي حضر له في الأسطوانة موشّح "يا شادي الألحان". فبالعودة إلى الأعمال الأقدم هناك الأعمال التي انتقلت بالذاكرة الفنية قبل ظهور تقنية التسجيل، وهناك موشحا "بصفات جعلتني" و"أتاني زماني" المجهولا الشاعر والملحن، ليعود ياسين وينتقي أعمالاً من مطلع القرن العشرين مثل موشح "حيّر الأفكار" لواحد من أبرز رواد الموشحات والأدوار محمد عثمان، كما اختار لعبده حامولي دور "عشنا وشفنا" الشهير، كذلك سماعي ثقيل راست لطاطيوس افندي.


بإضافته آلته المحببة "السنطور" كآلة أصيلة جميلة الأصوات إلى آلات التخت الشرقي، يضيف هياف ياسين الى هذه الأعمال شجناً لم يغب عن روحية عزف الأعمال، تلك الروحية التي تبتهج بالنغم والإيقاع العربي بعيداً عن الرتابة. من هنا يمكن القول إن "ليلة راست" عمل مبدع ويسهم في إنعاش الموسيقى الكلاسيكية العربية وهي المهملة غالباًعلى المستويين الفني والأكاديمي.


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم