الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

كنافة القليعة أو "البُرما" تحلية المرفع المفضلة

المصدر: النهار
مرجعيون – رونيت ضاهر
كنافة القليعة أو "البُرما" تحلية المرفع المفضلة
كنافة القليعة أو "البُرما" تحلية المرفع المفضلة
A+ A-

تقترن حلوى الكنافة او البُرما ببلدة القليعة الجنوبية خلال زمن "المرفع"، وهو المدة التي تسبق الصوم وفيها يُكثر المؤمنون من أكل ما يمتنعون عنه في زمن الصوم كاللحوم والحليب ومشتقاته... "المرفع" ليس الا جزءاً من التقاليد الموروثة، ويمتد لأسبوعين "اسبوع المشايخ واسبوع الفقراء"، ويختتم في "أحد المرفع" أي الأحد الذي يسبق "اثنين الرماد".


والكنافة هي نوع من البقلاوة العربية دائرية الشكل، تُعتبر الحلوى المفضّلة لأبناء البلدة، وأبرز ما يقدّم للضيوف ايضا. وهي عادة قديمة لا يعرف تاريخها، لكن ابناء البلدة توارثوها عن الآباء والاجداد، فكان أبناء الحارة الواحدة يجتمعون في احد المنازل لـ"رش" الكنافة مداورة وتقاسمها، فتكون بذلك فرصة ايضا للقاء، ولكن مع الوقت تحول ابناء البلدة من رش الكنافة يدويا الى شرائه، ولكن اعتماده تحلية للمرفع لا تزال قائمة.


تتكون عجينة الكنافة من الطحين والمياه وقليل من الزيت يتم خلطهما جيدا ليصبح المزيج سائلا لزجًا متجانسًا فيسكب في وعاء خاص يسمى "الجوزة" يحوي في اسفله ثقوبا صغيرة، ويرش على مسطح ساخن بطريقة دائرية ليشكل خيوطا من العجين تجمع على بعضها بشكل مستطيل، ليصار الى حشوها لاحقا ولفها وشيّها في الفرن. ويحتاج "الرش" الى مهنية في العمل، لجهة طريقة سكب العجين والا فالخيوط تتحوّل نقاطا غير متماسكة، اما الحشوة فتتألف من جوز مكسر (أو فستق حلبي) وسكر وقليل من ماء الورد وماء الزهر، ويتم مزج المكونات بقليل من الزبدة او السمنة، وتوضع على شعيرات العجينة التي تلف بطريقة مائلة حتى الانتهاء منها، وغالبا ما يحتاج الامر الى الاستعانة بشخص آخر لإحكام لف العجينة. وبعد رصف "الاسطوانات" في صوانٍ يتم خبزها في الفرن مع قليل من السمنة، لتصبح مقرمشة ثم تقطع اسطوانات صغيرة وتغمس في القطر.


لا تقل "طعمة" الكنافة المشوية اللذيذة عن "طعمتها" نيئة (أي قبل شيّها)، فهي ايضا شهية وشائعة وخصوصا في الاحتفالات التقليدية للبلدة لا سيما في عيد مار جرجس.


الياس الفحيلي الوحيد في البلدة الذي لا يزال يحافظ على هذا التقليد، اي رش الكنافة يدويا، فيجمع الاقارب والجيران في جلسة أنيسة يكون ضيفها اللذيذ طبق "الكنافة". يشير الى انّ العجينة سهلة التحضير الا انّ الصعوبة تكمن في طريقة مزجها ورشّها لافتا الى انّها محطّة سنوية ينتظرها اقاربه واصدقاؤه لتذوّقها، فباتت جزءا من التراث والتقاليد في البلدة.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم