الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

عن إنترنت الأشياء و"الذكاء" في لبنان!

المصدر: "النهار"
سوسن أبوظهر
عن إنترنت الأشياء و"الذكاء" في لبنان!
عن إنترنت الأشياء و"الذكاء" في لبنان!
A+ A-

على مدى يومين، وفي الندوة المركزية لمهرجان القرين بدورته الـ22 المعنونة "الشباب وأدوات التواصل الاجتماعي، الفرص والمخاطر"، نوقشت في الكويت بدعوة من "المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب"، إلى الجوانب القانونية وعمليات التجنيد الإرهابي عبر الإنترنت، الآفاق المستقبلية الرحبة التي تقارب الخيال ويتيحها العالم الافتراضي الذي يتجاوز واقعنا اتساعاً.


نحن نستخدم الإنترنت، وكذلك تفعل الأشياء، وهي تفوق البشر عدداً بما لا يُقاس. منذ عام 1999 نشأ مصطلح "إنترنت الأشياء" لوصف الحال التي تربط مجموعة من الأجهزة الرقمية بالإنترنت أو في ما بينها لتبادل المعلومات والبيانات لإنجاز مهمة ما، حتى من دون تدخل بشري.


لن نخوض في الجانب التقني، ولا نزعم المعرفة به. لكن سننقل إليكم بعضاً من الأرقام والمعلومات التي قُدمت إلينا من خبراء في ندوة مهرجان القرين، وما تعني بالنسبة إلى التقدم الهائل والإمكانات العملاقة في هذا المجال عالمياً، بينما لا يزال البعض في دولنا يقول بعدم جواز قبول صداقة رجل لامرأة على "الفايسبوك" أو تتبع نساء لحسابات رجال على "تويتر".


رأى الخبير المصري في صحافة تكنولوجيا المعلومات جمال غيطاس أن البشر صاروا أقلية على الإنترنت حيث ستكون السيادة للأشياء من حيث حجم المحتوى الرقمي المرتبط بها.


تخيلوا أن البشر أقلية، وهناك ملايين المستخدمين للإنترنت حول العالم، فما بالكم بعدد الأشياء الموصولة بالشبكة؟ شرح الخبير السعودي في إنترنت الأشياء شادي بن فؤاد خوندنه أنه بحلول عام 2020 سيبلغ حجم هذه السوق الواعدة ضعف أسواق الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية والكومبيترات مجتمعة، بمعنى آخر سيكون هناك 35 مليار جهاز متصل بالإنترنت بإيرادات تفوق 600 مليار دولار. وستتصدر سوق أنظمة المنازل الذكية المراتب الأولى في هذا المجال، تليها البنى التحتية الحكومية، مع العلم أن الاستثمار في حقل إنترنت الأشياء ازداد 15 مرة في خمس سنوات فقط وسيبلغ سقف 250 مليار دولار على الأقل بحلول 2020.
تصوروا امتلاك فرشاة أسنان ذكية تطلعكم على حال اللثة والحاجة إلى زيارة الطبيب، أو مرآة ذكية تُعلمكم بحال الطقس والطرق في الخارج وتُقدم لكم آخر الأنباء في البورصة والسياسة. وفي طريق العودة إلى المنزل بعد يوم عمل طويل، يخبركم تطبيق المطبخ أن لا حاجة لكم لشراء البيض لأن في الثلاجة ما يكفي، ولكن هناك ثلاث بيضات ستفسد قريباً! ويمكن الثلاجة نفسها التواصل مع المتجر لتزويدها يما ينقص من خضار أو ترسل لكم رسالة نصية عبر الهاتف تحدد المواد التي انتهت صلاحيتها.


أما السيارة الذكية فتعمل من تلقاء ذاتها وتنسق مع المرأب ليفتح بابه، ومع ورشة التصليح لتحديد العطل الطارئ عليها. ويقيس السوار الذكي نبضكم عند ممارسة الرياضة مرتدين قميصاً مزوداً بمجسات تراقب اللياقة القلبية والتنفسية، وكذلك يتصل بالطبيب حين يتغير مستوى السكر في الدم أو يتلاعب ضغط القلب.


هذه الرفاهية قد لا تكون في متناولنا جميعاً، فكلفة امتلاك كوب ذكي لاحتساء القهوة لن تقل عن 200 دولار. أما الوعاء الإلكتروني الذي يقترح وصفات وأصنافاً ويضبط حرارة الطهي وكمية المكونات، فيتجاوز ثمنه ذلك بكثير.


عالمٌ واعد كما الأحلام، لكن يُخشى أن تزيد فيه جرائم السرقة والتجسس المعلوماتية، وينعكس سلباً على التواصل الإنساني بين البشر إذا صارت أصغر تفاصيل يومياتهم متصلة بتطبيقات أو آلات، ويعمق الفجوات بين الأثرياء والفقراء في العالمين الواقعي والافتراضي لو استغنت الشركات عن إنسان يمرض ويتعب لتوظيف آلة ذكية...


في كل الأحوال، نحتاج هنا في لبنان إلى الكثير من "الذكاء"، ماذا لو كان لدينا حاويات ذكية تفرز النفايات وترفعها من الطرق من دون أمراض ومحارق، وصار البرلمان ذكياً وانتخب رئيساً!


[email protected]
twitter :@SawssanAbouZahr


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم