الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

من هو العدو الأول لإسرائيل: إيران، "داعش"، أم "حزب الله"؟

المصدر: خاص – "النهار"
من هو العدو الأول لإسرائيل: إيران، "داعش"، أم "حزب الله"؟
من هو العدو الأول لإسرائيل: إيران، "داعش"، أم "حزب الله"؟
A+ A-

من النتائج البارزة للاضطربات التي تسود منطقة الشرق الأوسط على #إسرائيل، والتي تسببت بتفكك عدد من الأنظمة العربية وحروب اهلية طاحنة، الانقسام في الآراء وسط المسوؤلين والخبراء الاستراتيجيين في إسرائيل في تحديد خريطة المخاطر الجديدة التي يتعرض لها بلدهم في العام الجديد، وعدم الوضوح والغموض بشأن ما ستحمله هذه التطورات من تغيرات على مستقبل المنطقة.
يختلف المسؤولون الإسرئيليون بشأن ما هو الخطر الأساسي والعدو الأول لإسرائيل. ففي نظر وزير الدفاع موشيه يعالون إيران هي العدو الأول والخطر الأساسي، معلناً صراحة انه يفضل خطر "داعش " في الجولان على الخطر الإيراني ونظام #الأسد و"حزب الله" و"فيلق القدس". وثمة اجماع إسرائيلي على ان الاتفاق النووي مع إيران سيساهم في ترسيخ الهيمنة الاقليمية لإيران، وسيزيد من تدخلها في أزمات المنطقة، ويمنحها موارد مالية من شأنها أن تذهب لصالح التنظيمات التي تعتبرها إسرائيل "ارهابية".
أما في نظر رئيس الأركان غادي أيزنكوت فإن "حزب الله" هو التحدي العسكري الأساسي لإسرائيل في هذه الفترة، وذلك في ضوء تعاظم ترسانته الصاروخية، والخبرة القتالية التي حصل عليها عبر مشاركته في الحرب الأهلية السورية الى جانب نظام الأسد، وتعاونه مع الروس في سوريا.
يختلف رئيس الدولة رؤوفين ريفلين في رأيه عنهما ويعتبر أن التحدي الأساسي لإسرائيل في سنة 2016 هو خطر تنظيم "داعش". ويرى أن "داعش" موجود اليوم داخل إسرائيل، ويبرز نفوذه وتأثيره وسط الجمهور الفلسطيني هناك. وشدد على ضرورة التصدي لهذه الظاهرة من خلال تحصين المجتمع العربي وتحسين شروط حياة أفراده كي لا يقعوا ضحية البروباغندا السلفية الجهادية.
أما رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو فهو يستغل مجموع هذه المخاطر معاً ليجعل منها فزاعة يرّهب بها الجمهور الإسرائيلي مصوراً نفسه واليمين الذي يرأسه بانه الضمانة الوحيدة للحفاظ على أمن الإسرائيليين واستقرار الدولة العبرية في وسط شرق أوسط مجنون.
يضّخم نتنياهو اهمية هذه المخاطر وفق ما تقتضيه مصلحته، فهو يصوّر الهبة الفلسطينية الأخيرة المستمرة منذ اكثر من 4 اشهر والتي امتازت بانها ثورة أفراد عفوية شبابيه غير منظمة ولا تملك بنية تحتية عسكرية، على أنها وجه من وجوه الارهاب الجهادي الإسلامي، متجاهلاً اليأس الذي يعيش في ظله الفلسطينيون جراء استمرار واقع الاحتلال وانعدام الأمل بحياة افضل. وهو يستغل ضعف السلطة الفلسطينية والتراجع الكبير في تأييد الفلسطينيين لأبو مازن كي يروج شائعات عن احتمال انهيار السلطة وقرب استقالة الرئيس الفلسطيني وبدء حرب وراثة لمنصبه.
كما يروج نتنياهو لاحتمال نشوب مواجهة عسكرية جديدة مع حركة "حماس" وذلك في ضوء تقديرات عسكرية تتحدث عن ان الذراع العسكرية للحركة انجزت بناء الانفاق الهجومية والترسانة الصاروخية، وان وضع "حماس" اليوم يشبه الى حد بعيد وضعها عشية اندلاع العملية العسكرية الأخيرة التي قام بها الجيش الإسرائيلي "الجرف الصامد" في صيف 2014.
في خريطة المخاطر التي يرسمها الخبراء والمسؤولون الإسرائيليون جزء منها وهمي، وبعضها مضخم، وبعضها القليل حقيقي. والراهن انه رغم كل التهويلات من قوة "حزب الله" وخطره، فإن قوة الجيش الإسرائيلي تفوقه كماً ونوعاً. أما بشأن صعود النفوذ الإيراني ليست إسرائيل من سيدفع الثمن الأكبر بل الدول العربية المعتدلة السنية بالدرجة الأولى؛ أما خطر "داعش" فما يزال افتراضياً حتى الآن لا سيما في ظل الحرب الشاملة التي تشنها عليه 3 تحالفات دولية واقليمية.
يعترف كبار قادة الجيش الإسرائيلي ان ليس لديهم اي رد ناجع وقاطع على الهبة الفلسطينية ومن اجل كبح موجة الهجمات الفلسطينية التي يقوم بها أفراد، وان هذه الموجة قد تستمر وقتاً طويلاً.
قد لا تشكل سكاكين الشابات والشبان الفلسطينيين في نظر الاستراتيجيين الإسرائيليين الخطر الاكبر، لكنها مع مرور الوقت تتحول الى أكبر تحد ليس لجيش إسرائيل فحسب بل لحكومتها وسائر مواطنيها الذين لن يعرفوا حياة آمنة وهادئة طالما دولتهم تحتل أرض شعب آخر.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم