السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

ذوو الشعر الأحمر... هل ينقرضون؟

يارا الحلو
ذوو الشعر الأحمر... هل ينقرضون؟
ذوو الشعر الأحمر... هل ينقرضون؟
A+ A-

يتمتّع 2 في المئة فقط من الناس بميزة #الشعر الأحمر، وعلى كلا الوالدين أن يحمل هذه الجينة لإنجاب طفل ذي شعر أحمر. وعلى عكس ما يعتقد البعض فإن مصدر هذه الظاهرة هو  أفريقيا، إذ ظهرت هذه الجينة لأول مرة عندما انتقل الإنسان من أفريقيا إلى آسيا الوسطى، ولكنها توجد معظمها حالياً في اسكوتلندا وأيرلندا؛ إذ إن 13 في المئة من الاسكوتلنديين و10 في المئة من الايرلنديين هم من ذوي الشعر الأحمر، في حين أن 40 في المئة في اسكوتلندا يحملون هذه الجينة بينما ترتفع تلك النسبة إلى 46 في المئة في أيرلندا.



إن السمعة النارية التي ترافق أصحاب الشعر الأحمر تعود إلى قبيلة شرسة من تراقيا ا حاربت الإغريقيين ويعرفون بـ "متعطشي الدماء" (bloodthirsty lot). لا يزال حمر الشعر يواجهون وصمة العار وشكلاً من أشكال البلطجة التي أصبحت تعرف بالـ"gingerism" أو "gingerphobia"، ويعتبر كثيرون بأنها واحدة من الأحكام المسبقة الأخيرة المتبقية؛ وذلك يعود إلى معتقدات غريبة طالتهم في عهد أوروبا المسيحيّة حيث كان الشعر الأحمر دليل شعوذة وعلامة عدم ثقة وإثارةً للشكّ، فالشعر الأحمر، واللحية الحمراء والبشرة المتورّدة هي خطيرة، ولا تستوفي الشروط الطبيعيّة والمتعارف عليها. فعلى سبيل المثال، كان يعتقد أن الدهون من رجل أحمر الشعر يمكن أن تستخدم لصنع السم، وبالمثل قال الراهب الألماني "ثيوفيلوس" أن دماء رجل أحمر الشعر تساعد على تحويل النحاس إلى ذهبٍ، كما استخدم بول  الفتيان ذوي الشعر الأحمر أيضاً لصنع الطلاء لنوافذ الزجاج الملون.



ومن ذوي الشعر الأحمر ثمة كلّ من الإمبراطور الروماني نيرون، هيلين من طروادة، كليوباترا، إلهة الحب أفروديت، الملكة إليزابيث الأولى، نابليون بونابرت، فنسنت فان غوخ، مارك توين، جيمس جويس، ونستون تشرشل، غاليليو، والملك داود. وثمة حقائق ووقائع عدة تتعلّق بأصحاب على مرّ العصور وأبرزها:
في روما القديمة، كان العبيد ذوو الشعر الأحمر أكثر تكلفة من غيرهم. أمّا في مصر فكانوا يدفنون ذوي الشعر الأحمر على قيد الحياة كذبائح للإله أوزوريس. يقال أيضاً أنّ حواء الزوجة الأولى المفترضة لآدم كان لون شعرها أحمر. إضافة إلى ذلك، في لوحة Tempation للرسّام مايكل أنجلو الموجودة في كاتدرائية القديس بولس تمّ تصوير حواء إما سمراء أو شقراء، ولكن بعد تناولها وآدم التفّاحة وطردهما من الجنّة صوّرت حواء حمراء الشعر. وخلال القرنين السادس عشر والسابع عشر في أوروبا وفي أوجّ عملية مطاردة الساحرات، أحرق العديد من النساء باعتبارهنّ من السحرة لمجرد أنه لديهنّ شعر أحمر. كما منع هتلر الزواج من حمر الشعر لمنع انتشار "ذرية المنحرف". وعلى ما يبدو، أنّ اسم "الفينيقيين" يترجم بشكل عام على أنّهم "الشعب الأحمر"، وذلك يعود للصباغ الأرجواني والأحمر الذي استخدم لصبغ ملابسهم، والبعض الآخر يقول انه يشير إلى لون أراضيهم.
وفقا لعلماء الوراثة، أصبحت جينة حمر الشعر أكثر ندرة، وبذلك معرّضة للانقراض خلال 100 سنة. وهذه الميزة هي نادرة جداً وتعتبر من الأقليات في جميع المجموعات العرقية والإثنية، حتى بين الأيرلنديين الذين لديهم أكبر عدد من حمر الشعر في العالم.


غالباً ما يتمّ ربط المرأة ذات الشعر الأحمر بالشهوانية وعلى رأسهم الممثلة ريتا هايوورث مثال الشعلة الحمراء المغرية؛ أما في ما يتعلق بالرجال فالأمر مختلف تماماً، فبسبب اضطهادهم ونبذهم على مرّ العصور كان يتمّ وصفهم بالمهرجين أو بالبرابرة المتوحشين.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم