الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

مصارع التماسيح في فلوريدا يُنهي مسيرته

المصدر: (أ ف ب)
مصارع التماسيح في فلوريدا يُنهي مسيرته
مصارع التماسيح في فلوريدا يُنهي مسيرته
A+ A-

تنتشر على طول الطريق المؤدية الى متنزه ايفرغلايدز الوطني في فلوريدا اعلانات لرجل من السكان الأصليين للولايات المتحدة فاتحا شدق تمساح اميركي وواضعا رأسه بين الأسنان الحادة الثمانين للحيوان مع عبارة ترويجية مشوقة تعد المهتمين بهذا العرض بعيش "المغامرة".


هذه الاعلانات تروج لروكي جيم جونيور وهو من مجموعات السكان الأصليين للولايات المتحدة في الرابعة والأربعين من عمره من قبيلة ميكاسوكي. وتعلم هذا الرجل القيام بمناورات خطيرة مع التماسيح الأميركية في سن الثالثة عشرة وبدأ قبل نحو اثني عشر عاما في احياء عروض ممتعة جذبت الاف السياح.


غير أنه أحيا عرضه الختامي في الاحد الأخير من سنة 2015 ولم يعد هناك أي فرد من قبائل ميكاسوكي لإكمال مسيرته والاستمرار في تقديم العروض الخطيرة مع التماسيح الأميركية، وهو تقليد قديم عمره قرن في هذه القبيلة التي تعد 600 عضو.
وقبل دقائق من موعد العرض الأخير في الساعة الأولى من ظهر الأحد هذا، عمد جيم الى ترويض الحيوان عبر النقر على خطمه لدفعه الى فتح شدقه قبل وضع يده في داخله.


هذه الحركة لا تصنف من الأكثر خطورة غير أنها تنطوي مع ذلك على مجازفة إذ أن امرا ما قد يلامس الجهة الداخلية لشدق الحيوان - كقطرة عرق او حبة رمل - ما يدفع بالتمساح الى إطباق فكيه بسرعة كرد فعل غريزي.


ويقول روكي جيم الذي تعرض لعضات عدة في السابق من هذه التماسيح "غريزتها الطبيعية هي التي تدفعها للتصرف على هذا النحو".
وآخر حوادث العض هذه حصلت تحديدا في هذا الأحد الأخير من سنة 2015 بعدما لامس جيم إحدى أسنان التمساح الذي سارع الى نهش يده. ويوضح "الأمر بدا كما لو أن يدي علقت داخل باب لكنه باب مسنن".


وعندما رأى ذراعه الضخمة المدقوقة بالأوشام عالقة بين فكي التمساح، لم يفكر سوى في امر واحد هو "عدم القيام بأي حركة".
ويقول جيم لوكالة فرانس برس إنه في مثل هذا الوضع "اذا ما حاولت المقاومة او تحرك الحيوان فمعنى ذلك أن يدي ستقطع"، مفسرا كيفية قيام التماسيح بتقطيع لحم طرائدها عبر تحريك اشداقها بقوة على غرار أسماك القرش.


مع أن ترويض التماسيح الأميركية يعتبر من تقاليد مجموعات السكان الاصليين للولايات المتحدة، إلا أن هذا النوع من العروض انتشر في البلاد بفضل أحد ابناء المهاجرين الايرلنديين في مطلع القرن العشرين.


حينها، قرر هذا المهاجر الاستعانة بأفراد من مجموعات السكان الأصليين كانوا على دراية بصيد التماسيح للاستفادة من المعارف التي يملكونها بشأن هذه الحيوانات. وكان الكثير من المتفرجين يدفعون اموالا لمشاهدة عروض تتضمن ركوب ظهور هذه الزواحف وفتح اشداقها وتقليبها وتنويمها.
غير أن هذا التقليد بات مهددا بالزوال في صفوف السكان الأصليين الذين ينجذبون حاليا الى الايرادات الكبيرة من عروض الكازينوهات كما أنهم يتجهون بأعداد متزايدة لمزاولة مهن عصرية.


وتعلم روكي جيم من والده ترويض التماسيح الأميركية عندما كان في سن الثالثة عشرة. وكان الوالد يفسر لابنه حينها أن "المطلوب فقط النظر الى كيفية تحركها واستباق ردود فعلها".


وكان الوالد وابنه يجوبان المجاري المائية في ايفرغلايدز بحثا عن سلاحف كما أن الأول كان يرشد الثاني الى كيفية ابعاد التماسيح من دون ايذائها او ايلامها.


بعدها، عند بلوغ روكي جيم سن الثلاثين تقريبا، طلبت منه قبيلته اظهار موهبته في القرية الهندية حيث يتوقف السياح لشراء صناعات حرفية محلية او القيام بنزهات مائية.
ويقوم جيم البالغ طول قامته 1,75 متر ووزنه 126 كيلوغراما بالقبض على التماسيح من ذيلها ليسحبها من الماء. من ثم يداعبها وحتى يصل به الامر الى ملامسة اشداق اكثر الحيوانات عدائية بأنفه.


ويؤكد أن السر في نجاح هذه العملية يكمن في "احترامها".


لحسن الحظ لم يفقد روكي جيم يده: فمساعده فاراو غايلز (25 عاما) الذي كان يعاونه في عروضه ويعمل ايضا مع التماسيح الاميركية نجح في انقاذه من الوقوع في قبضة الحيوان.


وخرج روكي جيم مع سبع اصابات بالغة وقرر على اثرها التقاعد بعدما كان يعاني اصلا من التهاب المفاصل.


ومع أن روكي جيم سيترك فراغا في قريته بعد تقاعده، يعتزم فاراو غايلز الذي يملك جذورا من قبيلة سيمينول الاستمرار في احياء عروض التماسيح.
وقد علم روكي جيم ابنه كيفية القبض على صغار التماسيح الاميركية، من دون ان يعني ذلك بالضرورة تحضيره لاكمال مسيرة العروض من بعده لكن الهدف يقضي بنقل هذه التقاليد القبلية الى الاجيال المقبلة.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم