هل تشعل نيران التنين الأصفر العالم؟

أوقفت #الصين يوم الخميس الفائت، التداولات في بورصتي شينزين وشنغهاي للمرة الثانية على التوالي هذا الأسبوع بعد تراجع الأسهم بأكثر من 7%، تأثراً بمخاوف في شأن العملة المحلية وصحة ثاني أكبر اقتصاد في العالم. وتم إيقاف التداول بعد 29 دقيقة فقط من بدء التداولات نتيجة تراجع مؤشر CSI 300 بـ7%، بموجب نظام جديد يحد من التقلبات حيث تعلق #التعاملات إذا انخفض المؤشر أكثر من 7 في المئة.

ماذا يحصل في الصين؟
كل من يتابع أداء السوق الصينية منذ تموز 2015، يمكن أن يستنتج ان المستثمرين في السوق قلقون من نتائج انتهاء قرار منع أصحاب الأسهم بيعها، في ظل توقعات إستمرار العوامل الضاغطة وبقوة خلال الأيام المقبلة. وبالفعل، كانت منع بيجينغ أصحاب الأسهم من امتلاك أكثر من 5 % من أي شركة في تموز الماضي، ضمن إطار الجهود التي بذلتها لوقف النزيف الحاد الذي شهدته السوق وأدى الى خسارة المليارات في أيام قليلة. في الاول من كانون الثاني الجاري، إنتهى مفعول هذا القرار، مما أثار عمليات بيع كبيرة في السوق، وأدى الى الخسائر التي لم تتوقف منذ مطلع الاسبوع الجاري.
أمام هذا التراجع الدراماتيكي، إستحدثت الصين نظام تدخل دخل حيّز التنفيذ مطلع السنة الجارية، يقضي بتعليق التداولات لمدة 15 دقيقة في حال تجاوزت خسائر مؤشر سي إس إي 300 مستوى 5 %، بينما يتم وقف التداولات لبقية اليوم في حال ارتفعت الخسائر بأكثر من 7%. وبالفعل دفع الانهيار الحاد لبورصتي شانغهاي وشنتشن إلى إطلاق آلية قاطع الدائرة الكهربائية المستحدث، فيما وُصف توقف التداول بالحدث غير المسبوق حيث انه تم تسجيل اقصر مدة تداول في تاريخ سوق الأسهم الصيني. وقد أثار نظام وقف التداولات التلقائي بعض الانتقادات، حيث يمكن أن يتسبّب في دفع المستثمرين للسعي الى التخارج من السوق بشكل سريع قبل أن يضطروا للانتظار بفعل هذا النظام. وفي سياق متصل، كشفت وكالة بلومبرغ أن اللجنة التنظيمية للأوراق المالية في الصين عقدت اجتماعاً طارئاً على خلفية تراجع سوق #الأسهم في البلاد، إلا أنها لم تتوصل لقرار حول الأمر. وكانت أعلنت لجنة استبدال حظر بيع أسهم كبار الملاك في الشركات بشروط جديدة تسمح لهم ببيع 1%، بحد أقصى خلال 3 أشهر من ملكيتهم، كما ألزمتهم بالإبلاغ عن عملية البيع مسبقاً بـ15 يوماً على الأقل، في خطوة تهدف الى الحد من التراجعات الكبيرة للسوق. وتحاول هيئة تنظيم الأوراق المالية الصينية، التهدئة من خلال الدفاع عن التدابير الجديدة التي تعتبر ان لديها تأثيراً كبيراً في استقرار السوق، ووظيفتها الرئيسية ضمان فترة تبريد للسوق لتجنب أو التقليل من تأثير قرارات تم اتخاذها خلال تقلبات واسعة. وفي سياق متصل، من المتوقع ان يواصل المصرف المركزي الصيني تخفيف السياسة النقدية ليزيد من معدلات خفض #الفوائد، وسبق أن قام بذلك ست مرات بين تشرين الثاني 2014 وتشرين الثاني 2015.

تخفيض اليوان ومحاول وقف النزيف!
أمام هذا الواقع، فاجأ بنك الشعب الصيني ( البنك المركزي) الاسواق العالمية ولليوم الثاني على التوالي، وخفض السعر المرجعي لليوان أمام الدولار لمستوى 6.5032 يوان، وهو أدنى مستوى من أيار 2011، في خطوة تنتقدها وترفضها إقتصادات اكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة، لكونها تهدف الى زيادة تنافسية الصادرات الصينية على حساب صادرات الدول الاخرى، في وقت تضع فيه بيجينغ هذه الخطوة في إطار خطتها الرامية الى دعم اقتصادها.
وللتذكير، أعلن صندوق النقد مؤخرا موافقته على ضم اليوان الصيني لسلة عملات حقوق السحب الخاصة، والتي تضم #الدولار، و #الين ، و #الإسترليني ، و #الاورو.
اليوم يحاول صناع السياسة الصينيون، الذين استخدموا طرقاً عدة لدعم أسعار الأسهم فى موجة التراجع الصيف الماضي، منع وصول تأثير التقلبات سوق الاسهم الصيني الذي تبلغ قيمته 7.1 تريليونات دولار إلى الاقتصاد الوطني، المتوقع له أن ينمو بأضعف وتيرة منذ 1990. فقد توقع البنك الدولي ان يتباطأ اقتصاد الصين بنسبة 6،7 % في 2015 اي بأقل بـ 0،3 نقطة مما كان يُتوقع قبل ستة اشهر، في الوقت الذي يشهد فيه قطاع التصنيف، العمود الفقري للإقتصاد، إنكماشا للشهر الخامس على التوالي.

الاسواق العالمية تدفع ثمن
بدورها، شهدت سجلت #الاسواق_العالمية تراجعات كبيرة في الجلسات الاخيرة نتيجة المخاوف المتعلقة بوضع السوق المالية الصيني، ومن حجم تباطؤ الاقتصاد الصيني ، ثاني أكبر إقتصاد عالمي، والذي يشكل رئة للنمو الاقتصادي العالمي. وفي هذا السياق، قال المستثمر الاميركي الشهير جورج سوروس ان الصين تعاني من مشكلة كبير في التصحيح، معتبرا ان ما يحصل قد يكون بداية أزمة كبيرة قائلا: "عندما انظر الى اسواق المال ارى وضعا جديا يذكرني بالازمة التي شهدناها في 2008". فهل يصدق سوروس وتشتعل #أزمة_مالية_عالمية جديدة تكون هذه المر شراراتها من الصين؟

[email protected]

twitter: @mauricematta