الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

عندما تتعرض دانيا للتحرش على خط السوديكو – المتحف

المصدر: "النهار"
ي.ع
عندما تتعرض دانيا للتحرش على خط السوديكو – المتحف
عندما تتعرض دانيا للتحرش على خط السوديكو – المتحف
A+ A-

2 كانون الثاني 2016. حملت الرياح في ذلك اليوم الأمطار المتساقطة، فبدت إشارات المرور كأنها تتراقص مع أضواء السيارات وقطرات المياه، فبدا المشهد سوريالياً. كانت الساعة نحو السابعة مساء، حين اختارت دانيا استقلال سيّارة الأجرة عند منطقة السوديكو لتصل إلى مكان سكنها في المتحف. جلست دانيا في المقعد الأمامي لكونها لا تحبذ الجلوس في المقعد الخلفي إذ تصاب بالدوار وألم الرأس. المصادفة أنها كانت وحدها إلى جانب السائق الأربعيني أو الخمسيني العمر، حين بدأ هذا الأخير بممارسة عادات غير أخلاقية عبر تلمس موضع حساس في جسده ومحدّقاً في الفتاة. انتاب دانيا الخوف والذعر، وراحت تفكّر إلامَ سيؤول مصيرها في هذه السيارة المشؤومة، وكيف ستدافع عن نفسها؟ وما هي الخطوات التي عليها اتخاذها؟ في هذه الاثناء، ظلّ السائق يتحدث إليها مستمراً في عمله اللاأخلاقي... التقطت دانيا هاتفها للاتصال برقم صديقها لطلب المساعدة، غير أنها شعرت أنّ الموقف لن يحتمل مزيداً من التروي والانتظار، فما كان منها إلا أن تطلب منه التوقف فوراً، لتفتح باب السيارة وتنجو بأعجوبة.


من المسؤول؟


يتساءل الجميع عن هوية الجهة المسؤولة عند وقوع اعتداء مثل التحرّش الجنسي داخل سيّارة الأجرة. في هذا الإطار، علمت "النهار" من جهة أمنية أنّ المسؤول في هذه الحالة هي الفصيلة المعنية. على الراكب في حال تعرّضه للتحرّش أو لأي نوع من الاعتداء أن يتصل فوراً بالـرقم 112 لإعطاء عنوان المكان أو مواصفات السيارة كلونها ورقم لوحتها مثلاً ليصار إلى التحرّك فوراً. كما بإمكانه أن يتواصل أيضاً مع موقع الأمن الداخلي، أو مواقع التواصل الاجتماعي لقوى الأمن الداخلي، أو التوجه إلى أقرب فصيلة والإدلاء بإفادته فيتم البحث عن الشخص المتهم وتوقيفه بناء على إشارة النيابة العامة". ويشير المصدر إلى تلقي "شكاوى في شأن محاولات اغتصاب، اغتصاب، حالات سلب وسرقة بالقوة، التحرّش وقد يقتصر على الكلمات أو أكثر".



آليّة الدفاع عن النفس


يشير الخبير في السلوك البدني جون كيروز في حديث لـ "النهار" إلى أنه إن "اضطرت المرأة إلى الجلوس في المقعد الأمامي، فهذا يعني أن ثمة ركاباً آخرين في السيارة، لذا لن يتمكن السائق عندذاك من الاعتداء على المرأة... ولكن في حال فعل ذلك عليها إعلام الركاب الآخرين بما يحصل. أمّا إن كانت وحدها في السيارة فلا يجب عليها الجلوس في المقعد الأمامي، إذ من المستحب أن تجلس في المقعد الخلفي فذلك أكثر أماناً لها. إن توجه السائق لها بالحديث يمكنها أن تقول له:"رجاء أنا مشغولة، أو أسمع الموسيقى أو أريد التكلّم على الهاتف". لكن إن استمرّ في مخاطبتها وهي لا تجب رغم تنبيهها له، فعليها أن تخرج فوراً من السيارة لأنّ هذه إشارة أن هذا السائق لا يعرف التزام حده. كما يمكن الفتاة أن تتحدّث مع أحد أصدقائها أو أقربائها لتملأ وقتها، لأنّ ذلك سيمنعه من التحرّش بها، إلاّ إن كان عديم الأخلاق. في هذه الحال عليها أن تعلم فوراً الشخص الذي تتحدّث معه بما يجري معها من أجل إخافته. ولكن لهذا الأمر نتيجتين، إما أن يخاف أو أن يصير أكثر عنفاً: قد يهلع فيكسر هاتفها".



ويكمل "الأمر منوط بقوّة شخصية الفتاة وسرعتها في اتخاذ القرارات. المهم ألا تصاب بالخوف، لأنّ ذلك يسمح بسيطرته عليها. وإن بدأ بالتحرّش بها لفظياً، فعليها أن توقفه عند حده وتخرج من السيارة مباشرة. إن حاول تلمسها فعليها أن تبعد يده مباشرة وتصرخ عليه طالبة منه إيقاف السيارة والخروج منها فوراً. الأهمّ من كلّ ذلك هو ألا يصل الامر به إلى ضربه، "لأنّ ردّة الفعل الرجولية للمرأة يجعلها عرضة لمعاملة بالمثل".


تتكررّ حوادث التحرّش أخيراً في لبنان، وهي لا تقتصر على النساء فقط بل تطاول الرجال أيضاً. وأصبح الاعتداء الجنسي أو #العنف الجنسي الشغل الشاغل للعديد من المنظمات المحلية والجمعيات، كجمعية "كفى" مثلاً التي خصصّت للنساء خطاً ساخناً يمكنهن الاتصال به فور تعرضهن للعنف: 018019 03/. يبقى على المواطن توخي الحذر لئلا يقع ضحيّة التفلّت، وعلى الأجهزة المعنية أخذ الإجراءات اللازمة للحدّ من أفعال كهذه.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم