السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

"داعش" ينتقل من موقع الهجوم الى الدفاع في سوريا والعراق

المصدر: "أ ف ب"
"داعش" ينتقل من موقع الهجوم الى الدفاع في سوريا والعراق
"داعش" ينتقل من موقع الهجوم الى الدفاع في سوريا والعراق
A+ A-

تحوّل تنظيم #الدولة_الاسلامية في الأشهر الأخيرة من مهاجم الى مدافع عن مناطق سيطرته في سوريا والعراق جراء تعدد الغارات التي تستنزفه وكذلك المعارك التي يخوضها على اكثر من جبهة، وفق ما يؤكد محللون.


ومني التنظيم المتطرف الذي اعلن "الخلافة الاسلامية" في حزيران 2014، بخسائر ميدانية عدة في العراق وسوريا، لكنه في المقابل وسع نطاق عملياته خارج البلدين، منفذا اعتداءات عدة حول العالم اوقعت عشرات القتلى.


ويقول الباحث العراقي هشام الهاشمي، المتابع عن قرب لتحركات المجموعات الجهادية في سوريا والعراق: "تحوّلت قوات تنظيم #داعش على معظم جبهات القتال في سوريا والعراق في الآونة الاخيرة إلى وضع دفاعي فقدت معه عنصر المبادرة الذي كان التنظيم يعتمد عليه في ضرب أعدائه".


ويوضح ان أسباباً عدة تقف وراء هذا التحوّل، من أبرزها "فقدان التنظيم قدرته على التحرك بشكل أرتال كبيرة بسبب استهداف سلاح الجو لها، وانهيار مخازنه اللوجستية وقطع العديد من طرق امداده والطرق البديلة التي كان يعتمدها".


ويضيف ان "التنظيم خسر في الآونة الاخيرة عدداً كبيراً من الانتحاريين الذين يلعبون الدور الأكبر في القوة الهجومية" خلال العمليات التي ينفذها.


وتتعرّض مناطق سيطرة التنظيم وتحديداً في سوريا، بعد تبنيه الشهر الماضي اعتداءات #باريس التي أوقعت 130 قتيلاً وإسقاط طائرة الركاب الروسية في سيناء حيث قتل 224 شخصاً، لضربات جوية كثيفة تشنها طائرات الائتلاف الدولي بقيادة اميركية بالإضافة الى طائرات روسية. وتستهدف هذه الغارات مواقع الجهاديين وتحرّكاتهم ونشاطاتهم النفطية التي تعد ابرز مصادر تمويلهم.


وخسر التنظيم في العراق سيطرته على مدينة بيجي ومصفاة النفط القريبة منها في محافظة صلاح الدين في تشرين الاول، ومدينة سنجار غرب مدينة الموصل الشهر الماضي، ما تسبب بقطع طريق امداد استراتيجية يستخدمها الجهاديون بين العراق وسوريا، بالاضافة الى مناطق اخرى عدة في ديالى وكركوك.


وفي سوريا، انسحب التنظيم من مساحات واسعة في ريف الحسكة الجنوبي (شمال شرق) ومن بلدات عدة في ريف حلب الشرقي (شمال).


ويقول الباحث والخبير في الجغرافيا السورية فابريس بالانش: "يتعرّض تنظيم "داعش" لهجمات من اطراف عدة وعلى جبهات عدة: "حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي" في الحسكة و"قوات البشمركة" الكردية و"حزب العمال الكردستاني" في سنجار مدعومين بغارات أميركية، بالاضافة الى الجيش السوري مدعوماً بغارات روسية في شرق حلب ومدينتي القريتين وتدمر" في حمص (وسط)".


ويتعرّض التنظيم كذلك لـ"ضربات تنفذها روسيا وفرنسا في الرقة"، ابرز معاقله في سوريا.


يؤيد بالانش فكرة ان التنظيم يتخذ موقعاً "دفاعياً وينكفئ الى المناطق التي يتمتع فيها بثقل شعبي: المنطقة السنية العربية في وادي الفرات في سوريا وشمال غرب العراق".


لكنه يوضح انه لا يزال يحتفظ بقدرته على "شن هجمات محليا" في شمال حلب وباتجاه المناطق المجاورة للبادية في وسط سوريا.
وفي العراق، صدّت قوات البشمركة الكردية الاسبوع الماضي هجوما شنه جهاديو التنظيم في محافظة نينوى، بمؤازرة غارات الائتلاف الدولي بقيادة واشنطن. وقتل نحو 200 جهادي خلال هذه العملية.


ويرى بالانش ان التنظيم "ينسحب من المناطق حيث السكان معادون له كما هو الحال في المناطق ذات الغالبية الكردية" في سوريا، ملاحظا ان "الهجوم العراقي- الاميركي في العراق يتركز على الرمادي، عاصمة الانبار، اكثر من الفلوجة القريبة من بغداد، وحيث لداعش حاضنة شعبية".


ويؤيد كريم بيطار الباحث في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية في باريس ان مقاتلي التنظيم "يعملون في المرحلة الراهنة على تعزيز سيطرتهم اكثر من شن هجمات" لكنه يقول انهم "ما زالوا قادرين على تجنيد عدد كبير من الاجانب واثبتوا انهم قادرون على الضرب في كل مكان ويعملون على تقوية قدراتهم الادارية".


وبات التنظيم في #ليبيا على سبيل المثال، يسيطر على مدينة سرت (450 كلم شرق طرابلس) ويسعى للتمدد في المناطق المحيطة بها والغنية بابار النفط.وعلى الرغم من الجهود الدولية المبذولة للقضاء على التنظيم المتطرف، افاد تقرير نشرته مؤسسة صوفان للاستشارات الأمنية في 8 كانون الاول، بان عدد المقاتلين الاجانب في العراق وسوريا تضاعف اكثر من النصف خلال عام ونصف ليبلغ 27 الفا.


ويقول الهاشمي ان التنظيم "لم يفقد قدرته على تجنيد عناصر جدد ولكنه فقد نشاطه وحريته، خصوصا بعد تورطه في هجمات باريس".
وتتركز "اولويات" التنظيم حاليا، وفق الهاشمي، على "تفكيك التحالف الدولي وإشغاله في أمنه الداخلي واضعاف مشاركته بسبب ضغط الرأي العام الداخلي عليه وصناعة فوضى عنصرية ودينية في الغرب".


وبحسب تقرير صوفان، فإن ما بين 20 و30 في المئة من المقاتلين الأجانب يعودون الى بلدانهم، ما يطرح تحديات كبرى لأجهزة الأمن المحلية، خصوصا مع تطلع تنظيم "داعش" الى تنفيذ اكبر عدد من الهجمات في الخارج.


وفي السياق عينه، يرى بالانش ان التنظيم وبعد "فشله في اسقاط طائرات الائتلاف" الدولي الذي تقوده واشنطن في سوريا والعراق، "يخطط لهجمات داخل الدول الاعضاء في الائتلاف على غرار فرنسا، في محاولة لزعزعة الاستقرار وكسب المعركة الدعائية، التي من المحتمل ان توفر له المقاتلين والتمويل".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم